توجد الشركةSEVICE BIBLIQUE AU MAROC بالمغرب منذ ثماني سنوات وهي عضو فيما يسمى "اتحاد جمعيات الكتاب المقدس" المتواجد بأكثر 180 بلدا ومن مبادئ هذا الاتحاد: توفير الكتاب المقدس للذين يودون شراءه فقط مع الابتعاد الكلي عن أي محاولات تبشيرية. وقد وزعت هذه الشركة على المكتبات نشرة تدعي فيها أن هدفها من تسويق الكتاب المقدس في المغرب هو تشجيع الحوار بين الأديان "خصوصا المسيحية والإسلام" وتعتبر النشرة أنه لا يمكن إجراء أي حوار بين الأديان طالما أن الناس يجهلون عقائد الآخر، ولذلك ترى بأن توافر الكتاب المقدس بالمغرب كباقي البلدان الأخرى شيء ضروري للحوار. شركة "SERVICE BIBLIQUE AU MAROC" ودورها الخطير في العملية التنصيرية بالمغرب!! إن كلمة السلام تتكرر في النشرة التعريفية لشركة "SERVICE BIBLIQUE AU MAROC" كنغمة العصر التي لابد منها لابتلاع كل شيء لتعطي لأهداف الشركة التبشيرية مسحة إنسانية بريئة ولا تجعلها نشازا. ولتجعل خطتها أكثر جاذبية لضحاياها فإن الشركة التبشيرية تعرض شريطا صوتيا باللغة الفرنسية يتحدث عن الأسبوع الأخير من حياة المسيح على الأرض كما وردت بالإنجيل. والذي يهم من هذه النشرة هو الشق الذي يتحدث عن الحوار بين الأديان وعن السلام بين البشر، وهما لغمان من الألغام الكاسحة التي أصبحت شائعة في الخطاب الغربي والصهيوني: المسيحي منه واللاديني وهما يغطيان الأهداف الكامنة تحتها، والتي تسعى إلى تنصير الشعوب الإفريقية، وإلى جانب لغم الحوار ولغم السلام. فإن هناك لغما أكثر خطورة يتجلى في ما يسمى بالمساعدات الإنسانية. ولا نحتاج إلى ذكاء كبير لنفهم سبب تركيز النشرة المذكورة على الحوار بين الإسلام والمسيحية "خصوصا" فالهدف الرئيسي هو الإسلام لما ترى فيه المسيحية من خطر يهددها في القرن القادم، قرن الإسلام كما يقول المفكرون والسياسيون الغربيون أنفسهم، وليس هناك مشكل بين المسيحية واليهودية، فقد تصالحتا بعد أن غفرت الأولى للثانية جريمة قتل المسيح عليه السلام، والعدو الحقيق لهما معا هو الإسلام. وهكذا ندرك أن حوار الأديان وحوار الحضارات وحوار الثقافات وما شئت من أنواع الحوارات هي ألغام هدفها ضرب الإسلام في صميمه وإلهاء المسلمين عما خلقوا من أجله من نشر دعوتهم وحماية دينهم وعدم الانسياق وراء الأعداء المتربصين ولم يرفض الإسلام الحوار أو نهى عنه، وإنما دعا المسلمين إلى بناء قدراتهم والحوار من موقع المدافع عن الحق الواقف في صفه والمالك له. ونظرة خاطفة إلى أوضاعنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا تؤكد أن المسلمين أبعد ما يكونون عن هذه الشروط المؤسسة لحوار مع الآخرين من موقع القوة والثقة بالذات ولماذا نذهب بعيدا؟ فالحوار بين المسلمين أنفسهم منقطع ومعدوم وفاقد الشيء لا يعطيه. لقد عقدت عدة لقاءات في السنوات الأخيرة تحت محور الحوار الإسلامي المسيحي، وتم الخروج بتوصيات كثيرة تنص على ضرورة التفاهم بين أتباع الديانتين الأكثر انتشارا في العالم وضرورة إصغاء كل طرف للآخر، وبصرف النظر عن دخول هذه التوصيات حيز التطبيق من عدمه فإنها لا تمثل أي جدوى بالنظر إلى أن الطرف المسيحي المشارك في لقاءات الحوار سواء كان شخصا عاديا أو جمعية أم مؤسسة، لا يمثل ثقلا وازنا في الغرب ولا يمثل الموقف الرسمي. الأمر الذي يجعل أطروحته بعيدة عن أن تؤثر في الموقف السياسي الرسمي للأنظمة الغربية اتجاه العالم الإسلامي، وفي العقل الغربي والرأي العام الأوروبي ورؤيته للإسلام والفرد المسلم وهي رؤية ناتجة عن التراث الصليبي الذي تركته الحروب الصليبية باسم المسيحية في الذهنية الغربية قوامها التخلف والعنف. مما يشكل جدارا سميكا يصعب اختراقه لإيصال المواقف الموضوعية الحقيقة والصورة الأصلية للإسلام إلى الرأي العام الغربي المثقل بالحمولات الثقافية والمواقف المسبقة والخلفيات المشوهة عن الإسلام والمسلمين. وينتج عن هذا أن الجهات المسيحية الجادة في الحوار والتفاهم مع المسلمين مطروح عليها تصحيح الرؤية الغربية للإسلام ومحاربة هذه المواقف الدعائية الصهيونية التي هي العدو الحقيقي للغرب المسيحي وللشرق الإسلامي معا. وللأسف فإن الجهات المسيحية المفترض فيها بذل الجهود للتفاهم تعمل على زيادة الوقود في الدعاية الغربية والصهيونية بالتحالف ضد الإسلام وتنصير المسلمين وعقد الاجتماعات والمؤتمرات لإعداد خطط تنصيرية في بلاد المسلمين بالفاتيكان والكنائس المسيحية. ومع بروز الصحوة الإسلامية وتنامي الأقليات المسلمة في صفوف الغرب نفسه ساهم ذلك في ازدياد حدة التطرف المسيحي ضد الإسلام وعمل على تنشيط العداء الغربي الكامن ضد الإسلام جملة، وأصبح الحديث عن الخط الأخضر (بعد الخطر الشيوعي الأحمر). والتطرف الإسلامي والأصولية وصراع الحضارات هو الحديث الرائج بدل حديث التفاهم والحوار ووحدة الإنسانية. وهكذا صارت عوامل الإعاقة التي تمنع أي حوار مسيحي إسلامي مضاعفة، فالحكومات الغربية أصبحت أكثر عداء للإسلام والمسلمين من خلال إعداد خطط استراتيجية لمحاربة الصحوة الإسلامية ويترتب عن هذا مشكل أكثر خطورة، فالغرب المسيحي يفهم الدين بالمعنى المطلق العام فهما روحانيا مجردا عن البعد الدنيوي الذي تشكل السياسة وتدبير الشأن العام جزء أساسيا منه ويرفض من ثمة أن يكون الإسلام سياسة للمسلمين مادامت المسيحية ليست سياسة للمسيحيين. إن الإسلام دين حوار وتعارف بين أهل الديانات وبين القبائل والشعوب وفكرة الحوار مركزية في القرآن الكريم بدءا من حوار الخالق عز وجل مع ملائكته وانتهاء بالجماد والنبات والمتحاور عبر التزاوج والتلاقح والتجاور، مرورا بابن آدم الذي هو خليفة الله في الأرض وبه تتحقق عمارة الكون وصلاحه غير أن للحوار منطلقات وثوابث وبدونها يفقد مشروعيته ومبرره ويصبح شيئا آخر. ولا تقوم شركة "SERVICE BIBLIQUE AU MAROC" بتنظيم لقاءات حول حوار الأديان فحسب، بل لها أدوارا كثيرة وخطيرة كتوزيع الكتب المسيحية على المكتبات (مكتبة خدمة الكتاب بالبيضاء والرباط، مكتبة شاطر بمراكش، كليلة ودمنة بالرباط). كما يوزعون الكتب أيضا على الكليات المغربية ككلية الآداب بعين الشق وبعض هذه الكتب لا تكتفي بنشر المسيحية، بل تشكك في الإسلام وفي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بين هذه الكتب الخطيرة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: حقائق عن العرب في الجاهلية جذور الشرع في الإسلام بوتقة ظهور الإسلام. مصادر الإسلام أسرار عن القرآن. وتوزع هذه الشركة كذلك الكتب على الكنائس بالمغرب وتحاول بشتى الطرق إقناع وزارة الاتصال للترخيص لها بإدخال الكتب المسيحية إلى المغرب وفي حالة ما إذا تعذر ذلك، فهي تلجأ إلى طرق أخرى.. ويوجد مقر الشركة بفيلا بالبيضاء وهو مقر غير معلن عنه حيث أنهم لا يكتبون عنوان الشركة على الوثائق، بل يكتفون فقط برقم صندوق البريد من باب الاحتياط. جريدة الأسبوع: الجمعة 23 نونبر 2001 الصفحة 7