على عادته في مفاجأة القراء والمتتبعين، نهج المؤرخ محمد أخريف طريقا شاقا في السنوات الأخيرة، وكما يظهر في الصورتين ( من مقال للدكتور سعيد البوزيدي بالمجلة العلمية الفرنسيةDialogues d'Estoire Anciene الصادرة عن Centre National de la Recherche Scientifique سنة 1996)، اللتين يظهر فيها أستاذنا بلباس الجلد وهو يخلد أسطورة با جلود، فقد دأب الرجل، علاوة على انجازاته الهامة في حقل التاريخ والوقائع الحية، المرتبطة خصوصا بمنطقة حوض اللوكوس، دأب على استكشاف أراضي ووضع خرائط في حقل أدبي غير مطروق من قبل، ويتعلق الأمر بنفض الغبار عن منجزات وروائع أدبية هامة، ليتعرف القراء على جماليتها وأيضا وظائفها كوثائق تاريخية، تشهد على مراحل معينة من تاريخ المنطقة. وقد تبين هذا بجلاء في ترجمته المبدعة لديوان " دخان الكيف" للشاعر الإسباني أنطونيو رودريغيز غوارديولا، وهو ديوان يرسم صورة شعرية لمدينة القصر الكبير في مرحلة الحماية. هذه العناية الدؤوبة بالتاريخ السياسي والعسكري للمنطقة، يواكبه انشغال قوي بتاريخها الجمالي، من ديوان " دخان الكيف" السابق الذكر، وكذا ترجمته المشتركة مع الشاعر عبد السلام مصباح الصادرة هذا العام، أو الترجمة الجديدة التي سينشرها قريبا لمجموعة من الشعراء العالمين الذين تناولوا معركة وادي المخازن. واليوم، يتجه المؤرخ محمد أخريف إلى توثيق التراث الأسطوري للمنطقة من خلال تجسيده لرقصة " باجلود"، وهي أسطورة حوض متوسطية ، تمتد مئات السنين قبل مجيء الإسلام.