يصاب عدد من سكان مدينة القصر الكبير، خاصة النساء والأطفال، بمرض انتفاخ والتهاب أصابع الأيدي والأرجل، بسبب البرد القارس، الذي تمتاز به مدينة القصر الكبير في فصل الشتاء ويسمى هذا المرض بمرض "تورم الأصابع الشتائي"، لأنه يصيب الأشخاص بعد أن تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الشتاء على الخصوص. يعد مرض انتفاخ الأصابع مرض موسمي مثل الزكام، وهو ينجم عن تثليج أو تجمد الأصابع بعد تعرض جسم الشخص إلى البرد الشديد من ساعة إلى عشر ساعات، حسب قدرة الشخص على تحمل البرد، حيث تظهر في شكل التهابات تسمى بالحروق الباردة، وتؤدي إلى انتفاخ في الأجزاء الأكثر عرضة للبرودة مثل أصابع اليد. مرض انتفاخ الأصابع لا يصيب جميع السكان بمدينة القصر الكبير وإنما عددا من النساء و الأطفال، خصوصا أولئك الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية، إذ يؤدي انقباض الأوعية الدموية، إلى عدم وصول الدم إلى الأطراف التي تصاب بالتورم. تقول آسية ل "المغربية": "في كل فصل شتاء أعاني من انتفاخ أصابع اليدين والقدمين، بسبب البرد القارس، كنت أظن حينها أنني مريضة بشيء ما، لكن عندما ذهبت للدراسة في مدينة الرباط، لم أصب بالمرض طيلة سنوات الدراسة في الجامعة، ولما أنهيتها وعدت للاستقرار بالقصر الكبير بدأت أعاني مجددا مرض انتفاخ الأصابع"، أما كريمة فتقول"العام الماضي أصبت بمرض التهاب الأصابع ككل موسم شتاء، لكن هذا العام لم يصبني شيء، لأنني لم أقض الشتاء بالقصر الكبير..". تغيير لون الجلد يبدأ المرض بتحول لون الجلد إلى الأبيض لشدة التعرض للبرد، بسبب انقباض في الأوعية الدموية وبالتالي منع وصول الدم إلى أطراف الأصابع، بعد ذلك يتحول الجلد من الأبيض إلى الأزرق ثم يعود إلى الاحمرار مع اتساع الأوعية التي تسمح بوصول الدم إلى الأطراف، ينتج عن ذلك انتفاخ الجلد شيئا فشيئا، المصحوب ببعض الألم الناتجة عن التنميل أو وخز في الأصابع. بالإضافة إلى هذه الأعراض المصاحبة لمرض انتفاخ الأصابع، يشكو المصاب من عدم القدرة على ثني الأصابع، والإحساس بالآلام في حالة الإمساك بشيء ما، إضافة إلى الشعور بحكة كلما بدأ الدم يتدفق إلى الأطراف. تصف زينب ذلك بقولها: "عندما تنتفخ أصابعي أشعر بالألم كلما قمت بتحريكها أو قمت بثنيها، وحتى إمساك القلم والكتابة به، حتى أصابع قدماي تنتفخ كذلك، ولا أستطيع ارتداء الحذاء بسهولة، والمشي كالمعتاد بسبب الانتفاخ، الذي يجعل الحذاء ضيقا علي، وفي الليل لا أستطيع النوم لأن الدفء يجعل الدم يسري في أصابعي وبالتالي الشعور بألم خفيف، وحكة في الأصابع...". تمتد مدة الإصابة بمرض تورم الأصابع إلى أزيد من أسبوعين، كما يمكن للشخص أن يصاب به مرات عدة بعد الشفاء منه كلما تعرضت أطراف الأصابع لنفس البرودة المسببة للانتفاخ، وذلك حسب قدرة الشخص على تحمل درجة البرودة، ويصبح جلد الأصابع، عبارة عن طبقة جافة وذات لون أزرق، ولا يعود إلى لونه العادي إلا بعد أزيد من أسبوع على الشفاء. طريقة العلاج يجري علاج مرض التهاب الأصابع بطريقتين الأولى شعبية، والثانية طبية، تتمثل الطريقة الأولى في تغطية الأصابع بالحناء، أو نقع الأيدي والأرجل في الماء الساخن مع أوراق اللفت أو الجزر. أما الطريقة الثانية فهي استعمال مرهم يباع في الصيدليات يحتوي على فيتامين "أ" و"د". أما الوقاية منه فهي رياضة المشي لتنشيط الدورة الدموية، والعمل على تدفئة الأصابع قبل تعرضها للبرد القارس، هذا بالنسبة لمن يعاني مشاكل في الدورة الدموية أما إذا كان انتفاخ الأصابع يرجع إلى إصابة الشخص بمرض آخر مثل داء السكري، واستشارة الطبيب أمر ضروري. ورغم ذلك، يعد إصابة نساء مدينة القصر الكبير بمرض انتفاخ الأصابع، هينا مقارنة بما يشهده عدد من مواطني بعض الدول التي تمتاز بتعاقب موجات الصقيع وسقوط الثلوج بشكل كبير طيلة موسم الشتاء، حيث يصاب بها الرجال والنساء على حد السواء، وفي مناطق مختلفة من الجسم مثل الأنف والأذنين والساقين، كما أن انتفاخ الأصابع يتعدى الأعراض السالفة الذكر، حيث ينتفخ الجلد إلى أزيد من سنتمتر مشكلا فقاعات تتدلى من الأصابع.