قرية الشليحات : لليوم الخامس على التوالي غادر المئات من القرويين من دوار الشليحات التابعة لإقليمالعرائش،منازلهم اليوم الإثنين 18 يونيو،بعد ورود أنباء مؤكدة عن قدوم تعزيزات أمنية كبيرة لقريتهم،المواطنون الذين إتصلوا بنا و جهوا مجددا نداء إستغاثة لجميع الإطارات و الأحزاب و كل المسؤولين لإيقاف ما أسموه بالظلم والمنكر المسلط عليهم. و لا تزال إنتفاضة ساكنة دوار الشليحات مستمرة على خلفية الاحتجاجات التي يخوضونها ضد نهب أراضيهم من طرف الشركة الإسبانية "ريفيرا" التي تستغل أراضيهم في زراعة الأرز، مقابل تشريد العديد من أسر الفلاحين بالمنطقة،حسب أقوال القرويين . و سبق أن نزح يوم السبت 17 يونيو الآلاف من القرويين من الشليحات والسحيسحات من وسط القرية و توجهوا إلى الطريق الوطنية الرابطة بين العرائش و القصر الكبير،بعد أن اتخدت ساكنة الدوار قرارا جماعيا بالفرار من القمع الشرس بسبب إقتحام بيوتهم و سرقتها،فضلا عن تهديد النساء و البنات بالاغتصاب. وقالت نسوة كن في حالة نفسية متدهورة لمبعوثنا الخاص إنهن هربن و اضطررن لترك بيوتهن بعد أن هددهن عناصر من العسكر بإغتصابهن و النيل من كرامتهن ، و قامت العناصر العسكرية بضرب النساء و إسماعهن كلاما سوقيا،و هو الأمر الذي دفعهن للخروج و الهروب من قريتهن بإتجاه الطريق الوطنية الرابطة بين القصر الكبير و العرائش للمطالبة بالحماية، لكن العناصر العسكرية قامت بإقتفاء أثرهن و تفريقهن بالرصاص المطاطي و قاذفات المياه و القنابل المسيلة للدموع حسب القرويين. و شوهد قدوم تعزيزات أمنية كبيرة قدمت من القنيطرة و طنجة و المدن المجاورة الأخرى،فضلا عن العشرات من سيارات الإسعاف و قاذفات المياه و طائرات الهيليكوبتر التي ظلت تحلق طوال هذه الأيام فوق قرية الشليحات و المناطق المجاورة،و ذكرت مصادر من المستشفى الإقليميبالعرائش أنه يعيش على أهبة الإستعداد لإستقبال الجرحى و المعطوبين . و إلتقينا العشرات من الشباب الجرحى و معطوبين رفضوا التوجه لمستشفيات القصر الكبير و العرائش مخافة إعتقالهم من طرف حواجز رجال الدرك التي وضعت المتاريس على طول الطريق بين القصر الكبير و العرائش،بالإضافة إلى تواجد رجال أمن في محيط المستشفى الإقليميبالعرائش،أحد الشباب أخبرنا أن بعض الأطباء بمجرد أن يعرفوا أننا من الشليحات يبادرون بالاتصال بالأمن ويعتقلوننا،لكنه في نفس الوقت نوه بمغامرة احد الأطباء الذي قدم خلسة إلى الدوار و عالج بعض الجرحى. من جهته حذر شيخ عجوز بأنهم لن يستسلموا و لن يقبلوا بتدخل أي مسؤول محلي كيفما كانت رتبته، لأنهم تخلوا عنهم جميعا و فضلوا نصرة الشركة الإسبانية على حد قوله،الشيخ العجوز طالب بتدخل الملك محمد السادس لحل هذا المشكل بين الشركة الاسبانية و القرويين في الشليحات . ويطالب القروييون في الشليحات بتشغيل أبنائهم في شركة الأرز تنفيذا للإتفاقية التي يقولون إنها عقدت بين شركة الأرز الاسبانية "ريفيرا" التي تنتج علامة "سيغالا"،إذ سبق أن تعهدت الشركة بتشغيل 500 شاب من القرية ما بين الحقول و الشركة والمصنع،لكنها أخلت بالاتفاقية و شغلت فقط 17 فردا مفضلة إدخال المكننة على تشغيل اليد العاملة. القرويون يطالبون أيضا شركة الأرز بتحمل مسؤوليتها فيما يخص القضاء على ملايين من البعوض(الناموس) الذي حول حياتهم إلى جحيم و طالبوا بإستعمال المبيدات الغير مضرة لمعالجة جحافل البعوض التي تسببت لهم في أمراض خصوصا لدى الأطفال . من جهة أخرى نددت وزارة الداخلية بشدة بما أسمتها أعمال عنف،قالت إن بعض المتظاهرين ارتكبوها إزاء قوات حفظ النظام٬ التي تدخلت حسب قول الداخلية من أجل تأمين السير العادي لعملية الحرث الخاصة بزراعة الأرز في إقليمالعرائش٬ مذكرة بأنه "لن يسمح بأي عرقلة لحرية الشغل والحركة وأن السلطات العمومية ستحرص على التطبيق الدقيق للقانون ومعاقبة كل انتهاك .