لا تزال أجواء من القلق والترقب، تخيم على دواوير الشليحات والسحيسحات، التابعين للجماعة القروية الزوّادة بإقليمالعرائش، حيث قام المئات (حوالي 500 عنصر) من قوات التدخل السريع وعناصر من العسكر والدرك الملكي بتطويق القريتين وسد منافذها،تفاديا لخروج الوضعية الأمنية عن السيطرة. وشهدت القريتين يوم الجمعة الماضي 04 ماي نزول المئات من القرويين برجالهم ونسائهم وأطفالهم، و خرجوا في مظاهرة حاشدة وصفت "بالانتفاضة" لم تشهد القريتين مثيلا لها منذ سنوات عدة،وتوجه القرويون إلى المكان حيث تتواجد شركة لإنتاج الأرز في ملكية مستثمر إسباني،وأثناء صد القوات العمومية لهم ومنعهم من إكمال سيرهم،نشبت مواجهات دامية وشرسة بين الطرفين نتج عنها جروح وكسور. ويقول مصدر من المنطقة إن المظاهرات نشبت بسبب غضب الساكنة من تلك الشركة الإسبانية، بعد أن أخلفت وعودها حينما تخلت عن العُمال الذين ينتمي معظمهم إلى القريتين، وقامت بتعويضهم بآلات حديثة إستوردتها من الخارج. العملية نتج عنها طرد العديد من العمال ودفعهم إلى عالم البطالة.و أضافت المصادر أن من بين الأسباب أيضا هو ترامي الشركة بمباركة من جهات معروفة على أراضي سلالية تابعة للقرويين، بطرق ملتوية فيها الكثير من الوعود الزائفة التي لم تطبق. هذا بِغضِّ النظر عن الآثار التي تخلفها زراعة الأرز بدون التقيد بالشروط، والتي منها مسألة عدم إستعمال مبيدات ( لا تضر بالصحة ) للقضاء على البعوض "الناموس" والذي يغزو كامل إقليمالعرائش مباشرة بعد جني المحصول. وأوردت المصادر لاتي إتصلت بها طنجة24 أن طائرة هيليكوبتر عسكرية ظلت تحوم فوق القريتين إلى ساعات متأخرة . وقد لوحظ توافد سيارات الإسعاف تحمل على متنها أعدادا من رجال القوات العمومية وهم جرحى،نقلوا إلى المستشفى الإقليمي للا مريم بالعرائش،فيما تفادى العديد من القرويين التوجه لنفس المستشفى للعلاج مخافة إعتقالهم،وأشارت المصادر لطنجة 24 إلى أن العشرات من الشباب إتجهوا إلى الجبال وإختبؤوا في الجحور أو في أماكن بعيدة من القرية خصوصا بعد قيام السلطات بحملة إعتقالات واسعة وعشوائية حسب المصادر. للإشارة فإن عمالة الإقليم شهدت عقد إجتماع عاجل ضم كبار المسئولين من وزارة الداخلية وبرلمانيين يمثلون الإقليم وآخرون يمثلون الأملاك المخزنية.