استمرت المواجهات الدامية بين ساكنة دوار الشليحات نواحي العرائش، وبين القوات الأمنية التي حلت بالدوار لحماية إحدى الشركات الإسبانية أثناء حرث أراضي مخصصة لزراعة الأرز، لليوم الثاني، بعدما كانت قد نشبت أول أمس الخميس، وتسببت في إصابة العشرات من سكان الدوار وأمثالهم من رجال القوات العمومية. وشوهدت، صباح أمس الجمعة، سحابات الدخان الناتج عن استعمال قوات الأمن للقنابل المسيلة للدموع، بالإضافة إلى المقالع والهراوات، لتفريق الأهالي الذين احتلوا الأراضي المجاورة للدوار لمنع شركة «ريفيرا» من حرث الأراضي لزراعة الأرز، بدعوى عدم احترامها للمسافات القانونية المعمول بها عالميا في هذه الزراعة، التي ينتج عنه تكاثر حشرة «الناموس». واعتقلت قوات الدرك الملكي بالعرائش، مساء أول أمس الخميس، خمسة نشطاء حقوقيين بالمدينة، من ضمنهم العياشي الرياحي، رئيس جمعية الأوفياء لحقوق الإنسان بالعرائش، وذلك أثناء مصاحبتهم لمجموعة من المصابين من ساكنة دوار الشليحات إلى المستشفى الإقليمي للا مريم بالعرائش، ووجهت لهؤلاء النشطاء تهمة تحريض أهالي الدوار على العصيان على قوات الأمن. وقد ضربت قوات الأمن طوقا حول مقر سرية الدرك الملكي بالعرائش، كما تم تفريق أهالي المعتقلين والجمعيات الحقوقية التي حضرت للاستفسار عنهم. يذكر أن أسباب الخلاف بين ساكنة دوار الشليحات، التابع لجماعة الزوادة بالعرائش، مع شركة «ريفيرا» الاسبانية المتخصصة في زراعة الأرز، التي تتاخم أراضيها المزروعة بالأرز أراضي دوار الشليحات، تعود إلى الأضرار التي تسببها هذه زراعة التي تقوم بها الشركة، نظرا لما يصاحب ذلك من تكاثر حشرة «الناموس»، مما يتسبب لساكنة الدوار في عدد من المشاكل البيئية والصحية. وقد حاولت السلطات الإقليمية والمنتخبون التوسط بين أهالي الدوار والشركة الإسبانية لإيجاد حل توفيقي بينهما، من قبيل منح الشركة لسكان الدوار مساحة أرضية فلاحية، وإعطائهم الأولوية في التشغيل، الشيء الذي لم يرض ساكنة الدوار الذين يعتبرون أن أضرار الزراعة الحديثة عليهم أكبر من إيجاد حل يبقي الأمر على ما هو عليه.