كلام في الحجر الصحي يوميات يعدها الاستاذ محمد أكرم الغرباوي لاستقراء آراء فاعلين جمعيويين ، مثقفين ، رياضيين ، شراح مختلفة …ترصد تجربة الحجر . الحلقة الخامسة مع القاص الشاب سفيان البوطي : *** مما لا شك فيه، أن هذه الحياة أصبحت قاسية، قاسية حد الوجع. ومما لا شك فيه أيضا، أن هنا بالأنحاء نفوس منكسرة، أو بالأحرى نفوس منهزمة. لم تعد تقوَ على مجابهة الحياة. وأنا على يقين تام، بأن محاولاتنا لجلب الفرح إلى مواطن قلوبنا قد باءت بالفشل، أو لنقل أنها لم تأتِ بنتائج مرضية بعد. كما أنني على يقين تام أيضا، بأن فرصة تواجد الأصحاب و الأحباب الحقيقيون قربنا في هذا العالم المادي، قد تحولت إلى فرصة منعدمة أو شبه منعدمة. و أمام هذه المسلمات التي أصبحت رفيقة درب حياتنا، و أضحت واقعا مفروضا يعيق سعادتنا، وجب علينا الصمود والمواجهة. لكن، إلى متى؟.. نعم، إلى متى؟.. لا يكاد هذا السؤال يتوقف بدواخلنا حتى ينطلق من جديد كسهم سريع، يصيبنا بقسوة لا تعرف للرحمة طريقا. إلى حدود الحرف الأخير من كلماتي أعلاه لم أحِد عن الصواب أبدا، وهذا المراد أولا و آخرا. وفي نفس الصراط سنكمل، و سوف أطرح سؤالا وجوديا آخر، وهو: إن المحارب لا يدخل غمار حرب إلا وقد أعد العدة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، و لا يُتقن عقله قبل المواجهة غير التفكير فيما سينفعه في هذه الحرب. ونحن، نحن محاربون نخوض حربا ضروس حقا. فهل نوجه جل تفكيرنا إلى ما يفيدنا خلال معركتنا، أم أننا تشتغل في التفكير بما لا يفيدنا شيئا؟. للأسف، إننا لا نفكر أصلا. هذه حقيقة أخرى لا يمكن إنكارها. لذلك، وجب أولا معرفة من نواجه لنتمكن من المواجهة، و لنأمل بنسبة كبيرة في الفوز. ومنه، فقد نخلص إلى ما مفاده، لنغير تفكيرنا. إنني أختم القول، وكلي أمل و ثقة بأننا بعد هذه الخلوة الإجبارية، سنعيد النظر في استراتيجياتنا و أساليبنا المتخذة لتحقيق السعادة وجلب الفرح. ولعل أول منارة قد نسعى إليها لتضيء هذا الطريق أمامنا، كتاب الله تعالى. فأسرعوا الخطى و لا تبطئوا نحو ضوء الله الذي لا ليل له.