تابعت اللقاء مثلي مثل الكثير من المغاربة أقراني... وطبعا تمنيت أيضا كما تمنى البعض من أمثالي لو كان ذلك المنتخب هو منتخب المغرب الذي قيل عن لاعبيه في يوم ما "أسود الأطلس" أماني بعيدة حين انطلقت أشواط المباراة زاد الشعور أكثر وأكثر في التمني أن يكون لدينا منتخب كبير كالذي أشاهده والملقب رجاله عكس ما لقب به "رجال" منتخبنا "... بمحاربي الصحراء.. وأول شيم المحارب هو الصمود وهو ما أثار إعجابي وزاد احترامي لهذا المحارب الذي عرف كيف يقاتل ويصمد حتى آخر لحظة من عمر المواجهة عفوا.. المباراة , منتخب يمتلك الشجاعة والرجولة والروح القتالية منتخب يحب القميص الذي يحمله ، يعشق ويموت في ألوانه. ألا يستحق منا هذه الوقفة..وقفة احترام وهو الذي عرف كيف يتفوق و ينتصر بالأداء قبل النتيجة. مرغ جثث الفيلة الإيفوارية القوية في وحل أفريقيا , وجعل أصواتنا تخرج من جديد لتصرخ بعد أن غاب هذا الصراخ ومعه الفرح طويلا .. ذكريات قريبة أتذكر كيف غضبت الجماهير يوما على المنتخب وعلى لومير وعلى الكثير من أمثاله .. من من سبقوه أتذكر إلقاء الجماهير الزجاجات الفارغة عليهم بسبب هزائم تلو أخرى والتي لم تكن فقط تقلص من آمال المغرب في التأهل , ولكنها كانت أيضا تقلص عندهم الرغبة في الفرح ...وهو نفس الفرح الذي خرجوا يبحثون عنه في أماكن أخرى. الفرح الذي كلما اشتاقوا إليه لا يجدون أمامهم سوى اختلاس نظرات إلى ذلك الزمن الجميل ..زمن الثمانينات من القرن الماضي. أتذكر خروج الكثير من هؤلاء الشباب إلى الشوارع حين تأهل المنتخب الجزائري ليعبروا عن فرحتهم، كما لو أن المغرب هو الذي حقق التأهل .... ابتسمت حينذاك في صمت كئيب... ابتسمت في استغراب لشعب فقد الفرحة وذهب يبحث عن فرح آخر في أماكن أخرى . واقع آخر ولكني اليوم, وأنا أشاهد كيف فرض عناصر هذا الفريق أنفسهم وإرادتهم وسيطرتهم على خصومهم... وهذا التنظيم الداخلي المحكم الذي يعرفه الفريق على كافة المستويات, والانسجام الحاصل بين الجميع.. دفاع ووسط وهجوم بالإضافة طبعا إلى الدعم الكبير الذي يلقاه الفريق من جمهوره ومن الشيخ/المدرب الذي قال عن فريقه يوما ما ان " قوة أي منتخب في تحويله إلى عائلة منسجمة، وهذه كانت أول خطوة قمت بها في المنتخب الجزائري، وبعد ذلك فكل شيء يصبح سهلا " اعتذار افتراضي اليوم... فكرت ان اسحب تلك الابتسامة الصامتة الكئيبة.. وأقدم اعتذارا افتراضيا إلى شعب قدر له ان يعيش الفرح فقط في ومع "الخارج" أما "الداخل" فأهله لازال مصرا أن يغرد خارج السرب .. المنتخب والفشل والخلل... أما القائمون على الرياضة في بلادنا العزيزة بما فيهم الفاسي ومن سبقوه وباقي أعضاء المكاتب الجامعية لا زالو يبحثون و"يتدارسون" من من المدربين (طبعا ) الأجانب سيتولى ترويض "الأسود" , ناسين أو متناسين أن أول المهام هو إعادة الاعتبار إلى هذا الجمهور العريض والتفكير ثانيا في كيفية ترقيع بكارة المنتخب...والبحث أخيرا وليس آخرا عن أسباب هذه وتلك الخسارة... أهي حقا غياب الروح والافتقاد للمعنوية, أم هي وجود "بعض" اللاعبين" المتخاذلين" مع المنتخب خاصة بالدفاع (كما قيل)...أم هي أشياء أخرى هي الآن أجدى بالسرية لأن الجهر بها قد يجر معها عقوبات وحسابات ومحاسبات.. ليس على اللاعبين "المتخاذلين "فقط بل أيضا قد تطال آخرون من بعض المقربين والذين لا يظهرون إلا في المناسبات الرسمية .. فالمشكل ليس في الربان، ولا في اللاعبين فحتى لو أتينا بمدرب كبير،وبلاعبين كبار فمع استمرارا لأخطاء ومع نفس المسئولين، فلن يتحقق شيئا يذكر والمنتخب الوطني وصل إلى مرحلة الإنعاش. سنوات وهو يسير في الأخطاء، والنتائج الأخيرة أماطت اللثام عن هذا الواقع. فشل المنتخب وحزن الجمهور، ونفس الفشل وجب تحليله للوقوف على مكامن الخلل. والدرس ليس بعيدا هو على مرمى حجر.. هم من مرغوا جثث الفيلة الإيفوارية في وحل أفريقيا تحية إليهم و هم تنظمون إلى قافلة اللاعبين الذين صنعوا تاريخ الجيل الذهبي. تحية...كمحاربين. وكمنتخب يستحق الصعود إلى منصة التتويج.. والاحتفال http://www.youtube.com/watch?v=ee6BcIrV85E