الآن ، وبعد أن عرف المغاربة مصير المنتخب الوطني لكرة القدم بين المنتخبات الأفريقية التي ستتنافس على بطاقات التأهل إلى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا عام 2010 ، واللتان ستقامان على التوالي بكل من جنوب إفريقيا وأنغولا ، يجب على المسؤولين القائمين على الإدارة التقنية للمنتخب الوطني أن يشمروا عن سواعدهم ، ويستعدوا للمنافسة الشرسة التي ستعرفها الإقصائيات منذ الآن ، دون أن ننسى بطبيعة الحال أن نطلب من أصحاب الأيادي الطولى في الجامعة أن يرفعوا أيديهم المتسلطة على المنتخب ، لأن المنتخب الوطني ليس ملكا لهم ، بل ملك لجميع المغاربة ! "" القرعة التي جرت يوم الأربعاء بمدينة زوريخ السويسرية ، حيث يوجد مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ، وضعت المنتخب الوطني في المجموعة الأولى ، إلى جانب منتخبات الغابون والطوغو والكاميرون ، التي تم وضعها على رأس المجموعة ، ما يعني أن مهمة "الأسود" في التأهل إلى نهائيات كأس افريقيا لن تكون أبدا سهلة على الرغم من كون ثلاثة منتخبات ستتأهل عن كل مجموعة ، بينما يظل حصول أشبال روجي لومير على بطاقة المرور إلى الأدوار النهائية للمونديال أمرا صعبا للغاية ، ما دام أن كل مجموعة لا تتوفر سوى على بطاقة واحدة للمرور . وسيجد المنتخب الوطني نفسه في مواجهة شرسة مع المنتخب الكاميروني الذي يعج باللاعبين المخضرمين ، وعلى رأسهم مهاجم فريق إف سي برشلونة الاسباني صامويل إيطو ، الذي سيشكل بلا شك خطرا على دفاع المنتخب الوطني . مهمة الأسود ستكون عسيرة بكل تأكيد ، لكنها في النهاية ليست مستحيلة ، هذا إذا توفرت الإرادة والعزيمة بطبيعة الحال . عزيمة اللاعبين والإدارة التقنية والجامعة . لذلك يجب على كل هؤلاء أن يستعدوا منذ الآن ، فقد سئم المغاربة انتظار الحسابات الأخيرة ، والتي لا يجدر بمنتخب بلد تعتبر فيه كرة القدم الرياضة الأولى أن يدخل فيها . ولعل ما يبعث على الخوف ، هو أن نسمع المسؤولين على شؤون كرة القدم الوطنية وهم يتمنون قبل إجراء القرعة أن تكون هذه الأخيرة رحيمة بالمنتخب الوطني ، وتضعه في مجموعة سهلة ، وكأن هؤلاء يريدون أن يتأهلوا إلى "الكان" والمونديال دون أن يبذلوا أي مجهود ، ولم يبق لهم سوى أن يتقدموا بطلب التأهل إلى الاتحاد الدولي دون خوض المنافسات . مثل هذه "الأماني" لا تصدر إلا عن المنتخبات الضعيفة التي تعول على الحظ من أجل الفوز . وهذه مناسبة كي نطلب منهم أن يقرؤوا البيت الشعري الذي يقول فيه الشاعر أحمد شوقي : وما نيل المطالب بالتمني / ولكن تؤخذ الدنيا غلابا . فحتى التأهل إلى المونديال لا يتم بالتمني ، ولكن بالخدمة ديال المعقول ! في آخر مباراة للمنتخب المغربي ضد المنتخب الموريتاني ظهر اللاعبون المغاربة بوجه "غير مشرف" ، رغم فوزهم بأربعة أهداف لهدف واحد ، وهذه أيضا واحدة من المعضلات الكبيرة التي يعاني منها المنتخب الوطني ، فالتأهل إلى المنافسات القارية والدولية من أجل التأهل فقط ، دون أداء مقنع ، يجعل عمل "الأسود" ناقصا جدا جدا . روجي لومير ، ومن معه على رأس الإدارة التقنية للمنتخب ، ينتظرهم عمل جبار ، وهم على أي حال ملزمون بأداء هذا العمل على أكمل وجه ، ما دام أنهم لا يشتغلون بالمجان ، بل يتقاضون أجورا يرى الكثير من المغاربة أنها خيالية ، وهي فعلا كذلك ! ويتمتعون بكثير من الامتيازات ، لذلك يجب عليهم أن يعملوا ب"همة عالية" . ويبقى الاستعداد المبكر والعمل الجدي والمتواصل ، هو السبيل الوحيد إلى إخراج المنتخب الوطني من الحلقة المفرغة التي يدور فيها منذ أن خاض المباراة النهائية لكأس افريقيا للأمم عام 2004 ضد المنتخب التونسي في تونس ، بقيادة بادو الزاكي ، ومنذ ذلك الوقت دخل "الأسود" في "ضلال مبين" ، نتمنى أن يضع له لومير حدا في المستقبل القريب . وسواء تأهل المنتخب الوطني إلى الأدوار النهائية لكأس العالم أم لم يتأهل ، فالأهم في نهاية المطاف هو أن يكون لدينا أولا منتخب منسجم يستطيع خوض منافسات ما بعد 2010 بخطط واضحة واحترافية عالية ، بعيدا عن الهواية التي تميز أداء اللاعبين الذين يتشكلون في غالبيتهم من "محترفين" في البطولات الأوروبية والخليجية . الكيف يكون في بعض الأحيان أهم بكثير من الكم . [email protected]