من الطبيعي أن تستأثر واجهة أي إصدار باهتمام المؤلف، ومن ذلك : (نصوص غائبة”، شعراء وشعراء، أنطولوجيا ميتا شعرية)للشاعر محمد بنقدور الوهراني. لقد ارتأى شاعرنا أن يتريث ويستشير المختصين ، من قبل ان يتخذ قرارا والصيغة الأخيرة لإخراج الكتاب، تتطابق فيها الصورة بالمضمون. لقد اختار الشاعر بنقدور نصوصا لشعراء معينين، وتساءل: ” هل رأي وموقف الشعراء المعنيين بالدراسة له اعتباره، أم أن هؤلاء الشعراء أشخاص معنويون لا يملكون الحق في منع استخدام صورهم من طرف الدارسين، ما دام هذا الاستخدام يبقى عند حدود ما هو ثقافي ودراسي وأدبي؟ هل استعمال صور الأدباء في أغلفة الكتب له جدوى فنية جمالية ووجاهة أدبية؟” ونحن نرى في هذه المسألة بشكل عام، أن الأدباء المدرجين ضمن محتوى كتاب ما، لا حق لهم في الموافقة أو الاعتراض، على نشر صورهم على الغلاف أو عدمه. بل يبقى الاختيار مرهونا بالجانب الفني، والبعد الدلالي لواجهة الغلاف، بوصفه عتبة من عتبات الكتاب الدالة الأخرى. وبعد استشارات وملاحظات، تم تغيير غلاف أنطلوجيا (شعراء وشعراء)، وإلغاء اعتماد صور الأصدقاء، بلوحة فنية للفنان السوري خالد الساعي. لولا أن مزيدا من التعمق في مضامين الكتاب، جعل الشاعر محمد بنقدور الوهراني، يقرر أخيرا تغيير الكثير في غلاف الكتاب، على اعتبار عتبته هي مفتاحه للقارئ شكلا ومضمونا. وعليه، فقد استقر رأيه على صيغة: (“نصوص غائبة”، شعراء وشعراء، أنطولوجيا ميتا شعرية)، مع اختيار لوحة الغلاف من توقيع الفنان التشكيلي القصري محمد البراق.