أعتقد أن أفضل إنجاز حققه محمد السيمو بالقصر الكبير هو إنهاء سيطرة حزب العدالة والتنمية على المدينة الذي كان يحصد ثلاث أرباع من الأصوات الناخبة، وحتى صرح أحد زبانيته أنه بعد النجاح في ولايتين، فإن الولاية الثالثة سنقوم خلالها بتحفيظ القصر الكبير في المحافظة العقارية باسم العدالة والتنمية . خلال السنوات الأخيرة من حكم العدالة والتنمية بالقصر الكبير تضخمت عنهم الآنا الكبرى ومشو في الأرض تكبرا وغطرسة وكادو ان يحملو سياطا لجلد المارة قرب البلدية. ومن مجمل المظاهر التي كانت سائدة في عهدهم مثلا إذا أردت قضاء غرض إداري ما يجب عليك أولا شراء طير الدجاج وخلال ترييشه يمكن التفاوض على الغرض الاداري الذي تحب، ثانيا الصفقات العمومية كانت تصاغ أظرفتها في منطقة البناندة، المنعشين العقاريين كانو يقدمون لأعضاء الحزب الحاكم قطع أرضية وشقق في اسماء عائلات الحزب كجزية تقدم للحزب مقابل غض الطرف عن الاختلالات التي يقوم بها المنعشون في أشغالهم. والكثير من الممارسات التي كان يعلمها ساكنة القصر الكبير والتي كانت تعطي الولاء للحزب رغبة ورهبة. جاء السيمو وقلب الطاولة على الحزب، ووصل الى سدة المجلس في المدينة، فعمل على تشتيت أتباع حزب العدالة والتنمية و تدمير جمعياتهم ومحاصرة أنشطتهم الموازية، حتى أنه تغلغل داخل هياكل الحزب وصار له أتباع يعملون على تفجير البيت الداخلي وخلق التناقضات داخله واخراج اسراره إليه وان كانو هم يتحملون مسؤولية المعارضة داخل المجلس. السيمو بالرغم من انجازه الكبير في القضاء على امتداد العدالة والتنمية إلا أنه ليس المهدي المنتظر وليس هو مخلص المدينة من شرورها، فالمجلس الهجين الحاكم اليوم في المدينة، يفكر جل أعضائه في كيفية تنمية قدراتهم المالية والحصول على إمتيازات شخصية كل في مجاله، وبالرغم من أن السيمو له بعض الحسنات خلال تحركه في الجانب الثقافي محاولا ابراز وتثمين الارث التاريخي للمدينة وتسجيله في التراث الوطني، فإن معظم انجازاته لا ترقى إلا تطلعات الساكنة التي عاشت سنوات الظلام، فإنها لا زالت تتلمس نور التنمية الحقيقية، والتنمية ليست هي تبليط وترصيف الشوارع، بل التنمية الحقيقية هي المرتبطة بالبشر، بالتالي فإن أهم انجاز ينتظر الخروج إلى أرض الواقع هو خلق منطقة صناعية و تمكين شباب المدينة من فرص الشغل لادماجهم إدماجا حقيقيا في المجتمع. السيمو هو كائن انتخابي له اتباع يؤمنون بالسيمو فقط ولا يؤمنون بالحزب وكما قلت في اللايف الاخير اذا ارتحل السيمو مثلا لحزب الحمامة ستجد جماهيره ترتحل بدورها الى ذلك الحزب ليس ايمانا بحمامة وإن بالشخص السيمو وهنا لا نعرف كيف جمع هذا الرجل لوحده هذا الكم من الجماهير هناك من يتهم جمهوره بأنهم من نوع كفتاويين وأتباع زرقلاف، وهناك من يدعي أن حبه له وإخلاصه له هو من يدفعه لاتباع خطى السيمو أينما حل وارتحل. في اعتقادي ان العلاقة التي تجمع السيمو بأتباعه يجب أن تكون محطة دراسة لعلماء الاجتماع والسياسة. وفي الختام لا يمكنني أن أثق في خطاب معارضي السيمو (ليست معارضة العدالة والتنمية لأني لا أثق فيهم اصلا) الذين كانوا بالأمس القريب يمدحونه ويلحسون كابته وبعد ان غلقت بعض الصنابير في وجوههم صارو من المعارضين، لكن في المقابل الذين عارضو سياسته من البداية ولم يبدلو وجوههم تبديلا فأرفع لهم شابو احتراما على الاقل لم يكن لديهم سبعة وجوه كل يوم هم في شأن. عموما وكموقف شخصي لست ضد السيمو ولست معه، أراقب الوضع من بعيد، كما أن لي الشرف أنني مقاطع للانتخابات، وغير مسجل، وبالتالي لم ولن أصوت على أي حزب في المغرب، لأنهم كلهم وبدون استثناء مسقيين من مغرفة وحدة