يقدم الشاعرالمغربي إسماعيل العلاوي في ديوانه الشعري الجديد ” فلسطين Palestina ” الصادر عن دار النشر ” vivelibro ” بالعاصمة الاسبانية مدريد طبعة 2019 ، مدخلا جديدا لإعادة إنتاج التجربة الفلسطينية، بحيث وصفها بالروح المعذبة تحيا بالصمود و تبحث عن الخلاص ومصيرها الانتصار. ويعتبر الشاعر إسماعيل العلاوي الملقب ب ” شاعر السلام ” أو ” سفير النوايا الحسنة ” كما يحب الكتاب الاسبان أو من يعاصرونه في الساحة الأدبية تسميته بذلك،جسرا للتواصل بين الثقافة العربية الإسلامية و الثقافات الأخرى منها : الإفريقية والأوربية على وجه الخصوص . إن اهتمام الشاعر والمترجم إسماعيل العلاوي بالقضية الفلسطينية ليس وليد النشأة، بل هو ثمرة لمجموعة من القصائد التي تطفح بالجهد و المعاناة عبرعنها في مجموعة من الأعمال الشعرية أبرزها : ( Soñaba2012 ) ( Sietes 2013) (2018 Versos africanos) . ولكثرة حرصه وتعلقه بالقضية الفلسطينية، مكنته قريحته من تصوير تلك المآسي في قالب شعري بلغة سيرفانتس مستشرفا النصر في جل قصائده. ومن أفضل قصائده في هذا الديوان قصيدته المعنونة ب”يوجعني ” يعبر فيها عن مشاركته هموم الشعب الفلسطيني و آلامه بقوله: “يوجعني وجعان…وجع الأرض…ووجع الشعب…” إن ما يشعر به “شاعر السلام” من الحنين و الوجع يعبر به بقلمه و إلهامه الشعري لأن الاحتلال برأيه “يعطل ويغتصب أحلام الشعب الفلسطيني” وقد دافع الشاعر عن سؤاله المشروع الذي ترجمه في قصيدته حول اللا جئين الفلسطينيين و حقهم المشروع والعادل في العودة إلى أراضيهم، و اعتبره حق إنساني و حق أخلاقي لا يمكن التنازل عنه. وفي قصيدته “هناك وطني” عبر الشاعر اسماعيل العلاوي عن حبه للوطن الفلسطيني معتبرا إياه الحضن الواسع الحنون الذي يضم أبناءه في الحياة والممات، فهو بالنسبة إليه ليس مجرد تراب و ماء و جبال و أشجار ، و إنما هو قطعة من القلب والروح تعطي الانسان الشعور بالأمان و السكينة. كما تطرق الشاعر لمواضيع شتى منها: الواقع الذي تعيشه العائلات الفلسطينية من المعاناة و الرعب و الاضطهاد اليومي، تتمثل في هجوم المستوطنين على ساكنتها و أملاكها ومزارعها، اضافة إلى الاعتقالات اليومية في حق الشعب الفلسطيني. إن ما يميز ديوان الشاعر اسماعيل العلاوي “فلسطين Palestina” هو إلمامه بالقضية الفلسطينية، إذ جعلها قضية مركزية تهم كل مثقف عربي، وخصوصا المتحدث باللغات الأجنبية، إسوة به تؤدي وظيفتها الإنسانية لانه يتبنى الد بلوماسية الادبية أو الثقافية لمد الجسور الثقافية والانسانية مع الاخر الغربي، يلفت انتباهه الى هذه الحقيقة التاريخية و يدعوه الى الاعتراف بفلسطين كدولة حرة و مستقلة.