الشاعر الصادق هو الذي يصل همه بهموم الآخرين ، ويتخذ من صناعة الشعر سبيلا يسلكه المتلقي نحو القيم الإنسانية العالية ، هذه القيم التي حثت الشاعر القصري "إسماعيل العلاوي" على مشاطرة الإنسان المسلم معاناته ، فترجمها في كلمة شعرية صادقة باللغة الإسبانية. لدى شاعرنا ديوانان منشوران بالعاصمة الإسبانية "مدريد" وذلك من خلال دار النشر " Vivelibro " وهما " Soñaba " سنة 2012 و " Sietes " سنة 2013 ، وقد تناول فيهما الشاعر موضوعات إنسانية شتى: فمس مجموعة من القضايا الإسلامية المهمة، منها القضية الفلسطينية و الربيع العربي و الجرائم التي ترتكب اليوم في حق المسلمين في سوريا و بورما و غيرهما. كما التفت إلى ظاهرة أطفال الشوارع و ما يتعلق بها من مشاكل نفسية و اجتماعية داخل الوطن العربي وخارجه . وتطرق كذلك إلى فئة المرضى ؛ فشاركهم أسقامهم محاولا تخفيف وطاة الألم عنهم . وغير ذلك كثير لا يتسع له المجال في هذه الكلمة الوجيزة . وما يجدر بنا الإشارة إليه هو أن" إسماعيل العلاوي " بهذين العملين الشعريين يشد خيوط الحوار الحضاري ، ويمد جسور التواصل الإيجابي بين المسلمين و العالم .ولعل إقدام هذا الشاعر المغربي العربي و المسلم على كتابة الشعر باللغة الإسبانية خير دليل على ذلك . ولا عجب في أن مثل هذا الصنيع كان في عهد النبوة ؛ عندما استطاع الصحابي الجليل " حسان بن ثابت " شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتقن اللغات : السريانية و الفارسية و العبرانية في ثمانية عشر يوما . وذلك في سبيل نشر رسالة الإسلام من خلال ترجمة خطابات النبي الكريم . واختيار شاعرنا لغة غير عربية في نظم الشعر صادر عن هذه القيمة الإنسانية النابعة من روح الإسلام ، ولا شك في ان مثل هذه الكلمة الشعرية الصادقة قادرة على أن تقدم للغير صورة واضحة وطيبة عن الإسلام والمسلمين .