كشفت صحيفة "إل موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن لاعبي المنتخب الأرجنتيني عاشوا الجحيم على ملعب "دي لاباز" في بوليفيا أمام عدوهم الأول وهو الظروف المناخية الصعبة للغاية. فزملاء ميسي الذين لعبوا على علو تجاوز 3650 مترا فوق سطر البحر اختنقوا من قلة الأوكسجين، وكان ليونيل ميسي أبرز من تأثر في اللقاء الذي خاضه كاملا لكنه في المقابل ومن شدة الإرهاق وضيق التنفس تقيأ على أرضية الملعب بين الشوطين، وتوقف أكثر من مرة لالتقاط أنفاسه من شدة الإرهاق، بل إن انطلاق الشوط الثاني تأخر بسبب تعرض ميسي لوعكة صحية بين الشوطين أين كاد يغمى عليه. ولم يختلف حال ميسي عن زميله دي ماريا نجم ريال مدريد الذي كان أشد المتأثرين من تلك الظروف المناخية القاسية، حيث أن هذا الأخير لم يتحمل قلة الأكسجين واستعان كثيرا بقارورات التنفس الاصطناعي وغادر أرضية الميدان على نقالة، كما تجدر الإشارة إلى أن المعاناة والصعوبة في التنفس لم تقتصر على لاعبي الأرجنتين فقط، فحتى لاعبو بوليفيا وجدوا صعوبة كبيرة في ذلك وكانوا في كل مرة يتوقف فيها اللقاء يذهبون إلى خط التماس للاستعانة بقارورات التنفس الاصطناعي. وفي سياق متصل، وبعد نهاية اللقاء أدلى ميسي بتصريحات لوسائل الإعلام أبدى فيها سعادته الكبيرة بالتعادل المحقق أمام بوليفيا، إذ اعتبر الأمر بمثابة نصر كبير، ليس على بوليفيا وإنما على الظروف المناخية الصعبة، وقال نجم برشلونة لقناة أرجنتينية: "لقد كان لقاء مجهدا للغاية لكننا خرجنا بنقطة ثمينة للغاية"، ليضيف: "لقد عانينا كثيرا من نقص الأوكسجين في ملعب لاباز"، من جانبه أعرب سابيلا مدرب الأرجنتين عن سعادته بالنتيجة حيث قال: "نملك فرصا جيدة للتأهل وقد زاد تفاؤلنا". وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مطالب بالتحرك وإلزام اتحاديات كرة القدم أمريكا الجنوبية بالموافقة على قانون يمنع خوض مباريات فوق ارتفاع 2000 أو 3000 متر عن سطح البحر حفاظا على سلامة اللاعبين، وكانت هيئة بلاتير قد قررت في وقت سابق سن هذا القانون وخصوصا فيما يتعلق بملعب "لاباز" إلا أن أغلبية اتحاديات أمريكا الجنوبية رفضت ذلك، ولكن مع ما حدث في لقاء يوم الثلاثاء وبعد انتشار الصور التي عبرت عن الخطورة المحدقة باللاعبين فقد تتحرك "الفيفا" مرة أخرى.