الجاني اختطف الضحية واغتصبها وسرق هاتفها النقال لم تقو الضحية على المشي وهي تتجه رأسا إلى أقرب نقطة أمنية. استقبلها أحد ضباط الشرطة القضائية في خريبكة، وهي في حالة يرثى لها، وعليها آثار خدوش وملابسها ممزقة والدموع ملأت وجهها... وبدأت تحكي بعد أن استرجعت أنفاسها وأحست بالأمان.. لتقدم شكاية تفيد من خلالها بما تعرضت له من اختطاف واغتصاب في واضحة النهار. تروي الضحية تفاصيل الحادث قائلة: «مثل كل يوم، تناولت فطوري وحملت حقيبة يدي، التي تضم هاتفي النقال وبعض النقود وأشياء أخرى خاصة بالمرأة وودعت أمي متجهة نحو عملي عبر زقاق يفضي إلى الطريق الرئيسية. كانت الأماني تملأ كل كياني راسمة أحلاما تتمناها كل امرأة في سني». على بعد أمتار من الشارع الرئيسي، أحست بشخص ما يتتبع خطواتها التي بدأت ترفع من إيقاعها شيئا فشيئا. ولكن الشخص رفع هو الآخر من إيقاع خطواته وبدا أقرب إليها مع مرور الوقت، ما جعلها تنعطف إلى اليمين في محاولة منها لإبعاده, أو لمعرفة ما إذا كان يقصدها بالفعل، أم أنها مجرد هواجس لا أكثر ولا أقل ؟ ولكن الانعطافة أكدت لها أنها مقصودة وأن الرجل الذي لم تره بعد، ينوي التحدث معها، أو شيئا من هذا القبيل ؟ كان الشارع فارغا من أي حركة، لاسيما أنها الساعات الأولى من الصباح، وبدا أن الشخص المجهول الذي يتبعها كان يترقب مرورها من هذه الطريق، وأنه يتوفر على معلومات تخصها وتخص نوع عملها ووقت مرورها متجهة نحو عملها... وفي نقطة معلومة، أحست بيد ثقيلة فوق كثفها، وبشيء ما حاد ينغرس في ظهرها، واستدارت وقد تملكها خوف رهيب لترى رجلا في عقده الرابع تقريبا، تبدو على ملامحه آثار العنف، لوى عنقها وهددها بالقتل إن هي صرخت، طالبا منها مرافقته إلى مكان مهجور لا يبعد كثيرا عن الطريق الرئيسية. فأذعنت لطلبه خوفا من أن ينفذ تهديده. الاغتصاب بالعنف.. المكان تتذكره (ر . س) جيدا، حوش كبير مهجور تتكدس في جنباته النفايات وبقايا أعقاب السجائر وقنينات خمر فارغة.. وبدون مقدمات، طلب منها أن تنزع كل ملابسها لتمارس معه الجنس على طريقته الخاصة؟ استعطفته بأعز إنسان يحب ألا يؤديها ويتركها تذهب إلى حال سبيلها. لكنه كان مصمما على اغتصابها بعد طول صبر، لاسيما أنه ظل يراقبها مدة طويلة قبل أن ينقض عليها كالكلب المسعور.. واستسلمت لقدرها الذي شاء أن تكون ضحية منحرف مجنون لا يقدر العواقب، ومارس عليها الجنس بطريقته الشاذة التي آلمتها كثيراو تركت في ذاكرتها جراحا عميقة لا يمكن أن تنساها أبدا. وظلت محتجزة حتى وقت متأخر من النهار، بعدما قضى المتهم وطره منها وسرق حقيبتها التي تحتوي على هاتفها النقال ونقود وأشياء أخرى. اعترافات متأخرة.. اعترف الجاني بالمنسوب إليه وأرجع ذلك إلى واقعه البئيس, فهو من عائلة فقيرة نزحت من إحدى القرى القريبة من مدينة خريبكة، بعد وفاة والده الذي كان عاملا بالمكتب الشريف للفوسفاط، وكان هو المعيل الوحيد لعائلته، لكن بعد وفاته تغيرت الأمور، سيما أنه لم يتعلم في المدرسة، ويجهل كل الحروف تقريبا. حاول أن يكون حمالا لكنه فشل. ففكر في أسهل طريقة للحصول على المال، ودون «صداع الراس»، وقرر أن يصبح نشالا ماهرا وقاطع طريق على طريقة «الوستيرن»، واختار من ضحاياه المرأة، هذا الكائن الرقيق الضعيف.. وأصبح يعترض طريق النساء كلما نفدت نقوده لشراء «الماحيا والحشيش». واستمر في «عمله» هذا لسنوات قبل أن يقع في يد العدالة، بعد الشكوى التي قدمتها آخر ضحاياه. القبض على المتهم وتقديمه للعدالة بعد الاستعانة بالأوصاف التي أدلت بها الضحية، تمكنت الشرطة القضائية من الاهتداء إلى الفاعل وإيقافه، مع حجز جميع المسروقات. وبعد استكمال البحث معه، تم تقديمه إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في خريبكة. عزيز محمد