بعد أن أنهى آخر قنينة مسكر "الماحيا"، شعر بشحنة إضافية من الدفء، وبرغبة جنسية قوية، ففكر في البحث عن امرأة، كما يتصورها خياله المريض، تطفئ نار شهوته، وتسكت صراخ جسده.تتبع خطواتها لأزيد من أسبوع، وفي ذلك المساء، وحينما كانت (ف. م) خارجة من منزلها، تقدم منها، في محاولة لإقناعها بمرافقته بشكل حبي، لكنها صرخت بقوة وحاولت الانفلات من قبضته القوية، مستعملا سكينا أشهره في وجهها لتخويفها وإقناعها بفكرته، لكن محاولته باءت بالفشل، بعد أن تدخل أحد الجيران وأرغمه على الفرار، ليخلصها من محاولة اغتصاب تحت التهديد بالسلاح. ثارت ثائرة (ع.خ )، بعد فشل محاولته الأولى في اختطاف ( ف.م )، واغتصابها، بعد تدخل أحد الجيران، لذلك قرر أن يعاود الكرة مع امرأة أخرى، تشبه الأولى، كما يحب ويتصور، فاستقر رأيه على (س.ر)، امرأة في عقدها الرابع، ممشوقة القوام، حركت هواجسه الدفينة لامتلاك جسد امرأة، وليس أي امرأة. ابتعدت ( س.ر)، عن منزلها ذلك الصباح القائظ، واتجهت رأسا نحو أحد المداشر لقضاء مآرب خاصة، بدت له أجمل مما كان يتصور، قرر هذه المرة أن ينجح في امتلاك هذا الجسد، مهما كلفه ذلك من ثمن. وكعادته، كان احتسى ما يكفي من مسكر "الماحيا"، وشرب دخان السيجارة المفضلة لديه، واختار مكانا قصيا، حيث يمكنه مراقبة كل حركاتها وهي تبتعد عن منزلها، لتبدأ عملية تتبع خطواتها، حتى إذا انعطفت قليلا عن الطريق الرئيسية وأصبح المكان شبه خال، اعترض طريقها مشهرا سكينا في وجهها، وأمرها، دون ضجيج أو صراخ، أن تنفذ كل أوامره، فهو سيدها الآن دون منازع، أخرستها الصدمة وبدأت بالتدريج تعي وضعها الجديد، فبكت واستعطفته بكل شيء جميل في حياته أن يخلي سبيلها ويتركها وشأنها، لكنه أصر على طلبه المجنون، مهددا إياها بالقتل، إن هي فكرت في الهرب أو صرخت، ورأت في عينيه الشر، وتأكدت من أن القدر ألقى بها بين براثن حيوان مفترس لا يرحم، واستسلمت لطلبه وتبعته حيث يريد. وبمجرد وصولهما إلى مكان شبه مهجور، واختفيا عن الأنظار، أمرها أن تمارس معه الجنس دون اعتراض أو نقد. ولم يقتصر الأمر على ممارسة الجنس، بل تعداه إلى الضرب والجرح، لإشباع ساديته المجنونة، وبعد أن أفرغ مكبوتاته أخلى سبيلها مهددا إياها بالقتل إن هي أبلغت الشرطة أو باحت بهذا السر لأحد. عادت (س.ر)، إلى منزلها تجر وراءها خيباتها بعد أن مرغ الوحش كرامتها في التراب، وأحدث نذوبا لاتندمل. من جهتها توصلت الضابطة القضائية بعدة شكايات من طرف كل من ( ف.م) و (س.ر) و (س.ض)، تشير إلى أن المدعو (ع.خ)، اعترض سبيلهن وأشهر في وجوههن السلاح الأبيض، وتمكن من سلب مبالغ مالية مهمة منهن، ونجح في اختطاف (ر.س) واغتصابها بطرق شاذة، وسلبها مبلغا ماليا من محفظة نقودها، عن طريق الضرب والجرح بالسلاح الأبيض. وبعد التعرف على الجاني من خلال الأوصاف التي أدلى بها الضحايا، تمكنت الشرطة القضائية من القبض على (ع.خ) وتقديمه للعدالة. وأحضر المتهم في حالة اعتقال، يؤازره (ذ.ه) وحضر المصرحون، وبعد التأكد من هويته، أعادت النساء الضحايا أقوالهن السابقة، وجرى تسجيل أقوال الشهود، وبعد تدخل الدفاع الذي أشار إلى أن المتهم أنكر كل ما نسب إليه، وأن فعل محاولة الاختطاف، هو مجرد جنحة، ملتمسا التصريح بالبراءة، واحتياطيا إعمال مقتضيات المادة 432 من قانون المسطرة الجنائية، مع تمتيعه بظروف التخفيض. وتطبيقا لفصول المتابعة والفصل 147 من القانون الجنائي، أصدرت غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف في خريبكة، حكمها بمؤاخذة المتهم (ع.خ) بجميع المنسوب إليه، مع اعتبار مقتضيات الفصل 509 من القانون الجنائي دون الفصل 507، ومعاقبته والحكم عليه ب 6 سنوات سجنا نافذا، مع تحميله الصائر.