لم يكن جندي متقاعد بخنيفرة، حسب مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، يعتقد أن "استنجاده" بالشرطة سينقلب عليه جملة وتفصيلا، وسيورطه في "فضيحة شريط جنسي" عجلت باعتقاله، عندما لم تنجح خطته في اتهام عناصر من معارفه بالهجوم عليه وسرقته تحت التهديد بالسلاح الأبيض، والتي لم تكن سوى مجرد "بلاغ وهمي" أثار حفيظة المحققين وقاد بهم إلى اكتشاف فصول متعددة الخيوط والرؤوس، أبطالها الجندي المتقاعد نفسه وأشخاص بينه وبينهم علاقة غير طبيعية، حيث اعتقل جميعهم، بمن فيهم الجندي المتقاعد الذي لم يصدق أنه سيضع بنفسه عن طواعية في قبضة الشرطة. وتعود وقائع الحكاية إلى اليوم الذي تقدم فيه الجندي المتقاعد بشكاية لدى المداومة بالدائرة الثانية لشرطة خنيفرة، يدعي فيها تعرضه لهجوم ببيته الكائن بحي المسيرة، من قبل أربعة أشخاص، بينهم فتاة، أقدموا على تهديده بالسلاح الأبيض للسطو على محفظته المالية التي تحتوي على مبلغ ألف درهم، ولاذوا بالفرار دون تمكنه من التعرف على ملامحهم ولا هويتهم أو وجهتهم، وهو ما صرح به عبر شريط فيديو تم تعميمه على بعض المواقع الالكترونية، الأمر الذي أجبر الشرطة على الانتقال إلى "مسرح الحادث" وإخضاع القضية لإجراءات التحقيق، والبداية من البحث والتحري عن "المتهمين" وفق الأوصاف التي أدلى بها المشتكي في أقواله. ومن خلال مجريات التحقيق والتوسع فيه، فوجئت شرطة الدائرة الثانية، على حد مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، بأن الفتاة المتهمة بمرافقة المهاجمين هي فتاة قاصر، لا يتعدى عمرها 16 سنة، هذه التي كانت بمثابة "رأس الخيط" الذي قاد بالمحققين إلى التأكد من عدم صحة "رواية الهجوم"، وأثناء الاستماع إليها أفادت أن لها صديقة سبق للجندي المتقاعد أن مارس عليها الجنس في حضورها، ما جعلها تقوم بتصوير الوضع الإباحي الشاذ على هاتفها النقال، إما بعلم المعنيين بالأمر أو في غفلة منهما لأهداف مشبوهة، حيث لم يفت الشرطة وضع يدها على جهاز الهاتف الذي كان بحوزة والدة الفتاة، وأثناء تصفح ذاكرته عثرت به على الشريط الإباحي الخاص بالفتاة القاصر والجندي المتقاعد. واستنادا لتصريحات ذات الفتاة، حسب مصادرنا، فإن ادعاء الجندي المتقاعد بتعرضه للهجوم من طرف عصابة مسلحة ليس في الحقيقة سوى محاولة للتمويه والتضليل، إذ حاول ليلتها، حسب قولها، التغرير بها لغاية الإيقاع بها في حضن نزواته الجنسية، الأمر الذي لم ينجح فيه جراء ظهور صديقها الذي دخل معه في شجار قوي كان كافيا لأن يفجر المسكوت عنه ويضع الشرطة أمام قضية لم يكن متوقعا أن يكون فاضحها هو بطلها. وفور اعتقال الجندي المتقاعد، كشفت له الشرطة عن الشريط الجنسي الذي تم إحباطه قبل تسريبه وانتشاره بين العموم، ولم يتردد في الاعتراف بالمنسوب إليه، قبل إحالته على استئنافية مكناس على خلفية البلاغ الكاذب وإقامة علاقة جنسية غير شرعية والتحريض على الفساد والإخلال بالحياء العام، ويوجد حاليا رهن الاعتقال بأحد سجون مكناس، في حين تقرر الإفراج عن الباقين، حسب ذات المصادر، على أساس متابعتهم في حالة سراح، بينهم الفتاة القاصر المتهمة بالسرقة من طرف الجندي المتقاعد، وصديقها لعلاقته بهذه الفتاة، ووالدتها التي عثر لديها على هاتف ابنتها المتضمن للشريط الجنسي الذي تم حجزه وتحميله على قرص مدمج مرفق بملف القضية، في حين ماتزال "بطلة هذا الشريط" قيد البحث بعد معلومات تفيد بوجودها بإحدى المدن شمال البلاد.