في بحر الاسبوعين الفائتين، وقعت جريمة نكراء راحت ضحيتها أسرة بتانفنيت جماعة أم الربيع لتنضاف هي كذلك إلى قائمة الضحايا الذين تعرضوا للجريمة نفسها، كما أشرنا إلى ذلك في السابق. هذه الأخيرة، تعرضت هي أيضا لعملية سرقة موصوفة فقدت خلالها كل ممتلكاتها من الأبقار (سلالة هولندا كما تنعت محليا) التي توجد بحوزتها في ليلة واحدة، لتستيقظ صباح الغد على وقع الجريمة مبهورة ومنهارة قواها تماما، لفقدانها معيشها اليومي وذهاب كل الجهود والمشاق التي كابدتها منذ سنين سدى وهباء منثورا. وبناء على ذلك يتضح أنه لم يسعف القدر بعد سكان هذه المنطقة أن ينعموا كمواطنين بالأمن والطمأنينة والهناء، والتمتع بالخيرات التي اكتسبوها بعرق جبينهم، بعيدا عن الضغوطات النفسية وكل التوجسات والهواجس والمخاوف والوساوس التي تخيم على المكان منذ أعوام، جراء الانفلات الأمني الخطير الذي ترزح المنطقة تحت وطأته بحدة أكثر في هذه الآونة. ويعود سبب ذلك إلى كون هذه الأخيرة تجتاحها عصابة إجرامية منتشرة عناصرها في كل نقطة من هذا المجال، تولي اهتمامها بشكل خاص للسطو ونهب و سرقة المواشي عن طريق مداهمة مسلحة للبيوت ليلا، والاستيلاء على القطيع بأكمله و سوقه إلى حيث لا رجعة منه، بشكل يعيد الأذهان إلى زمن الغاب، والدهماء والذئاب. و نشير في هذا الصدد أن جرائم كثيرة من هذا القبيل وقعت مرات عديدة و لأناس كثر، إلى حد أنها أضحت مألوفة، و اعتاد الأهالي على سماعها ، لكن الجميع مكتوف الأيدي و مغلوبا على أمره، ولم يجدوا للأمر حيلة غير تبادل التعازي والتآزر للتخفيف من حدة الألم النفسي والاجتماعي، ما دام أن الشكاوي المتعددة التي وضعوها لدى السلطات الأمنية بخصوص هذا الموضوع لم تجد من يهتم بها ويفتح ملفاتها عوض إزاحتها جانبا الى الركون حيث الغبار والنسيان، وبالتالي لم تسفر عن أية نتيجة يمكن أن تعيد لهم الاعتبار و تضع حدا نهائيا لكل هذا الظلم الذي ترزح تحت وطأته كل المنطقة برمتها. وبذلك فإن إصرار هذه العناصر الإجرامية على مواصلة أعمالها بعناد وتحد لكل الشكاوي والأصوات المنادية بضرورة وضح حد نهائي لهذه الافعال، لا يزيد إلا تعقيدا للوضع النفسي والاجتماعي والأمني هناك، لهذا ستبقى تساؤلات الساكنة، كما ذكرناها سابقا، عالقة إلى أجل غير مسمى لا يعلم به غير أولي الأمر بالمنطقة، والتي سنذكرها مرة أخرى كالتالي: - ما هي الدواعي الاجتماعية وراء قيام هذه العناصر بهذه الجرائم في حق أناس كادحين وفقراء؟؟ - من الذي يقف بالفعل وراء هذه الأفعال؟؟ - لماذا تتعاطى السلطات الأمنية المحلية باللامبالاة مع هذا الوضع؟؟ - من المستفيد الأكبر إذا من التدهور الأمني بالمنطقة؟؟