هؤلاء شخصيات أمازيغية ساهمت بشكل كبير في بناء فكر أمازيغي حر ببلاد تمازغا ، وكتبوا و ألفوا و ناضلوا بالفكر و الكلمة و الفعل لدحض الفكر الوهمي السائد ،و خلخلوا مفاهيم الفكر العروبي بالمغرب . فمحمد شفيق شخصية أمازيغية فريدة من نوعها ،فرغم أنه كان متواجدا في دواليب دولة المخزن استطاع أن ينشئ و يؤسس لتيار فكري مغربي أمازيغي أصيل ،هذا الباحث و العلامة الكبير الذي ينتمي لقبيلة أمازيغية مجاورة لأهل فاس أيت سادن له الفضل الكبير في تأليف أول معجم أمازيغي عربي جمع فيه مكونات اللغة الأمازيغية ،فبقي إلى حدود الساعة المرجع الرئيسي للأمازيغ ،ففنذ أكاذيب و أوهام بعض المؤرخين المغاربة بأدلة علمية و حجج دامغة من خلال كتابه 33 قرن قبل الميلاد تاريخ الأمازيغ ،ووضح للسنيين أن الدارجة المغربية ما هي إلا خليط من الأمازيغية و العربية و لا علاقة لها بالمشرق و هذا ما ورد في إحدى كتبه القيمة. شخصية وطنية كان دائما لا يريد أن يميز بين المغاربة و حتى بين الأمازيغ ،من يقرأ كتاباته يجد فيها نفسه . منزله كانت قبلة للمناضلين و الباحثين و المفكرين ،حتى سمي إحدى البيانات باسمه "بيان محمد شفيق " رحب بانشاء معهد ملكي أمازيغي و أصبح عليه عميدا لسنتين دون مقابل فلم يستطع أن يرحل أبناء قبيلته أو جهته إليه لأنه كان يعتبره ملكا للشعب المغربي. ليس كما فعل البعض أثناء توليهم تسيير بعض القطاعات الأمازيغية (الاعلام ،الثقافة ،التربية الوطنية ،المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ) أتوا بالأحباب و أعضاء جمعياتهم و زملائهم و تراموا على هذه المجالات و نسوا أن أمثال محمد شفيق و منيب و بودهان و أجعجاع و أرحموش و بن عقيبة و من سار على دربهم بفضلهم تحققت تلك المكتسبات ،على نفس الدرب سار المفكر و الباحث الامازيغي محمد بودهان سخر ماله و كتاباته و جريدته تاويزا للدفاع عن الشعب الامازيغي دون مقابل يذكر ،رفع الستار عن أوهام و خرافات وظفها البعض لطمس الهوية و اللغة و الثقافة الأمازيغية ،هذا المناضل الامازيغي الذي يتحدر من الريف سخر حياته للقضية الأمازيغية ،واضح في مواقفه الجريئة هؤلاء لهم نفس المسيرة، فمحمد منيب السوسي الذي يتميز عن أقرانه من أهل سوس من مفكرين و باحثين أنه لا يعرف معنى التملق أو التسلق أو الارتماء في أحضان الآخرين ،يشهد له التاريخ بكتاب فجر فيه قنبلة ، إنه كتاب الظهير البربري الذي يعد أكبر أكذوبة و أسطورة في تاريخ المغرب و ظفته الحركة اللاوطنية في تأسيسها للسيطرة على مقالد الحكم، و كانت تعتبره بداية لنضالهم و انما هم في الواقع كانوا من خلال ذلك يطالبون باصلاحات بتواطؤ مكشوف مع المستعمر لوضع أقدامهم للاستيلاء على السلطة بعد الاستقلال ،و هذا ما وقع بالفعل . مثل هذه الشخصيات هم كثيرون، لم أنساهم وإنما اخترت نماذج تم الاحتفاء بهم بتازكزاوت كرمز للنضال الأمازيغي الحر، لأنهم خلفوا من ورائهم تاريخا و فكرا كتبوه بمداد من ذهب ليس كالذين تربعوا اليوم على مناصب و مجالات في الأمازيغية ونسوا أن الفضل يرجع إلى هؤلاء و من سار على دربهم .