خلدت جريدة "تاويزا" الأمازيغية التي تصدر من مدينة الناظور في أبريل الماضي الذكرى الحادية عشرة لتأسيسها وصدورها. ففي أبريل من سنة 1997 صدر العدد الأول منها، ومنذ ذلك التاريخ استمر صدورها لغاية اليوم. وهي جريدة شهرية تهتم بالشأن الأمازيغي ويديرها الأستاذ محمد بودهان الذي يعمل في نفس الوقت مفتشا ممتازا لمادة الفلسفة بإقليم الناظور، ومعروف عنه دخوله في معارك فكرية ذات نفس جدالي وتحاوري منذ بداية العقد الماضي بخصوص القضية الأمازيغية مع نخبة من المفكرين المغاربة والأجانب على صفحات الجرائد والمجلات المغربية، لا سيما مع كل من: محمد عابد الجابري، المرحوم أحمد السطاتي، عبد الحي حسن العمراني، الليبي علي فهمي خشيم، الجزائري عثمان سعدي... "" في الشكل جريدة تاويزا جريدة أمازيغية تكتب بثلاث لغات هي: الأمازيغية، العربية، الفرنسية. تصدر مرة واحدة في الشهر، يبلغ عدد صفحاتها 24 صفحة. وصلت حاليا إلى العدد ال 131. كما يبلغ معدل عدد نسخها المسحوبة حوالي 2000 نسخة، مع العلم أنه معدل ضعيف جدا مقارنة مع عدد الأكشاك التي تتوفر عليها شركة التوزيع المشرعة على توزيع تاويزا، وهو عدد أكثر بقليل من 7000 كشك، وهو ما يعني أن على تاويزا طبع 7000 نسخة في حالة ما إذا أرادت التواجد في كل أكشاك المملكة بمعدل نسخة واحدة في كل كشك واحد. وبالرغم من أن الحركة الأمازيغية تتوفر على المئات من الجمعيات والمنظمات التي تتوفر بدورها على آلاف المنخرطين المناضلين، كما أن الحركة الثقافية الأمازيغية بمختلف المواقع الجامعية المغربية يتواجد بداخلها الاف الطلبة المناصرين، إلا أن هذا الامر لا ينعكس إيجابا على مبيعات الجرائد الأمازيغية، ومنها جريدة تاويزا والتي لا يبلغ سعرها سوى خمسة دراهم. وعلى ما يبدوا من خلال الاطلاع على المبيعات الشهرية لأهم الصحف الأمازيغية ( تاويزا والعالم الأمازيغي على وجه التحديد)، فإن الطبقة المثقفة الأمازيغية تفضل اقتناء كل الصحف والجرائد الأخرى على حساب الجرائد الناطقة باسمها، وهذا استنتاج أولي وغير نهائي. إلا أن توفر الجريدة على موقع إليكتروني يتضمن مجموعة من الأعداد السابقة يسمح لها بارتفاع عدد قرائها. في المضمون تمتاز جريدة تاويزا بخطها التحرير الانتقادي لكل شيء لا تشتم منه رائحة الأمازيغية، أو بالأحرى لكل خطاب مناهض ومناوئ للقضية الأمازيغية بالمغرب، وهو ما جعلها تشكل واجهة للمواجهة الفكرية مع خصوم الثقافة واللغة الأمازيغيتين وذلك اعتبارا لكون المنابر التي تنشر تلك الاراء المخالفة ترفض نشر الردود المعاكسة لها. وتمتاز جريدة تاويزا أكثر بافتتاحياتها الساخنة التي يكتبها مديرها المسؤول والتي تنشر في الغالب بالصفحة الأولى والموسومة بلغتها الفلسفية – بالنظر للانشغال المهني لصاحبها- وبمضمونها الجدلي المستند للمنطق والحجاج الفكريين، وهي افتتاحية داب صاحبها أيضا على ترجمتها للغة الأمازيغية ونشرها في ذات العدد بحروف تيفيناغ بالرغم من أن الجريدة في بدايتها تبنت الحرف اللاتيني لكتابة الأمازيغية. من جهة أخرى، تمكنت تاويزا من إغناء الأدبيات والوثائق الخاصة بالحركة الأمازيغية بالمغرب بمجموعة من العبارات ذات الدلالة الكبرى، لتسهم بالتالي في التأسيس للخطاب الأمازيغي المعاصر ومنها: الحركة الوثنية كمقابل للحركة الوطنية، الأمازيغوفوبيا على وزن الإسلاموفوبيا والذي يحيل على كل خطاب معارض للحقوق الأمازيغية. كما خصصت جريدة تاويزا صفحات لنشر بيانات وبلاغات وتقارير عن أنشطة كل من الحركة الأمازيغية والحركة الثقافية الأمازيغية، وهو ما يعني أنها تشكل مرجعا لا محيد عنه لتتبع حركية ودينامية كلتي هاتين الحركتين المتفقتين في الأهداف والغايات لكن المختلفتين على مستوى أشكال واليات النضال كما العمل. وتعمل جريدة تاويزا على نشر إبداعات باللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني الذي اعتمدته منذ انطلاقتها الأولى.