تقديم : من يقول أن الحكاية المغربية لم تكن إلى صف المرأة و لم تناد بحقوقها و لم تناد بإ نصافها من كل ظلم لحقها ...بل أكثر من ذلك لقد جعلت هذه الحكاية المرأة سببا في نجاحات الرجل و في إخفاقاته . الحكاية : كان حتى كان،فيما مضى من الزمان،حتى كان الحبق و السوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام .. كان هناك رجل تاجر متزوجا من امرأة ذكية فطنة ، وكانا يعيشان في هناء وسعادة لا ينغصها منغص في قصر جميل يطل على مناظر جميلة. و كانا في كل صباح يشاهدان حطابا فقيرا يمر أمام القصر ، حاملا الحطب على حماره ليبيعه في السوق و بقيا على هذه الحال مدة عشرين عاما، وهما ينظران نفس المشهد . و في يوم من الأيام كان الحطاب مارا كعادته إلى عمله في الغابة ، قرب قصر التاجر . و كان التاجر و زوجته في الشرفة يتحادثان ، فرأيا الحطاب قادما من بعيد ، وهو في عناء وشقاء ، فقالت الزوجة للتاجر: إن الرجل إذا نال مرتبة عظيمة فبفضل المرأة، وإذا نزل إلى أسفل الدرك فبسبب المرأة ، انظر هذا الحطاب ما كان ليشقى هكذا لو كانت له زوجة مثلي. عندما سمع التاجر كلام زوجته غضب غضبا شديدا ما عليه من مزيد ،وقام بتطليقها في الحين. فذهبت المرأة عند الحطاب و قالت له: لقد طلقت من التاجر بسببك و الآن أطلب منك أن تتزوجني. و حكت له القصة بأكملها فتزوج بها، و في يوم من الأيام ذهبت المرأة لتتوضأ و أرادت أن تصلي، فرأت خيطا معلقا في الحائط ، و عندما جرته بدأ الذهب يسقط من حفرة في الحائط. فرحت المرأة و أخبرت زوجها الحطاب، و جمعت الذهب وباعته ، واشترت الأرض و الأملاك، و أتت بالبناءين الذين بنوا قصر التاجر، و طلبت منهم أن يبنوا لها مثل قصره، وجاءت بالنقاشين لكي ينقشوا لها مثل النقوش الموجودة في قصر زوجها السابق . وبعد انتهت من إعداد كل شيء ،طلبت من زوجها أن يدعو التاجر إلى الغذاء،و بعد أيام ذهب الحطاب عند التاجر، فوجده قد تغير حاله و لم يعد كما كان، فدعاه إلى بيته . و عندما جاء التاجر عند الحطاب استغرب ما وجده عليه من الغنى و الترف ، و لم يستطع أن يسأله عن السبب في ذلك ،ثم رأى المرأة التي كانت زوجته، فشك في أمرها، وقال لها: هل أنت التي كنت زوجتي؟ قالت له: نعم أنا هي. و أعادت له نفس الكلام التي قالت له و الذي كان سبب فراقهما: إن الرجل إذا نال مرتبة عظيمة فبفضل المرأة و إذا نزل إلى أسفل الدرك فبسبب المرأة. فاعترف بأنها كانت على حق وأنه كان متسرعا في تطليقه إياها و طلب منها الصفح ، فكان له منها ذلك . و سيلي يا حكايتي من واد إلى واد و أنا أبقى مع الناس الأجواد المصدر : الدكتور محمد فخرالدين كتاب موسوعة الحكاية الشعبية الحكاية20 رسم الكاتب انتظروا معنا غدا حكاية أخرى عن مصيبو للي دار شي يصيبو