تقديم: من المعروف أن الحكاية الشعبية عبارة عن جنس أدبي نثري قد يكون قصير الحجم أو طويلا. وقد انتقلت الحكاية الشعبية من المرحلة الشفوية إلى مرحلة الكتابة والتدوين والتقعيد جمعا ودراسة. وتعد الحكاية الشعبية بمثابة مغامرات خيالية تقوم بها كائنات بشرية أو خيالية أو فانطاستيكية في عوالم واقعية وخارقة وغيبية، والغرض منها الإمتاع والتسلية والترفيه ، دون أن ننسى وظائفها التعليمية والتربوية والفكرية والفلسفية ؛ لأنها عبارة عن دروس في الحياة والأخلاق . وتتميز الحكاية بشكل من الأشكال عن الأسطورة والخرافة، وتسمى كل حكاية شفوية عند المؤرخين والإثنوغرافيين بالحكاية الشعبية، لأنها ترتبط بمخيال الشعب إبداعا وخلقا وسردا. في حين أن الأسطورة عبارة عن قصة مختلقة للإجابة عن أسئلة الوجود البشري ونشأته وأصله، و كيفية خلق العالم، وتفسير مجموعة من الظواهر الطبيعية (ظهور الماء على سطح الأرض مثلا)، وذلك في ضوء تفسيرات دينية مقدسة ومعتقدات جماعة أو شعب ما، أما الخرافة فهي عبارة عن قصة تنبني على أحداث تاريخية وقعت حقيقة، لكنها خضعت لتحويرات خيالية، وتحريفات شكلية بالزيادة والنقصان. هذا، وتنقسم الحكاية الشعبية إلى حكاية فانطاستيكية سواء أكانت عجيبة أم غريبة، وحكاية ساخرة قائمة على الدعابة والمرح والتفكه والتندر والسخرية، وحكاية الحيوان، وحكاية الملوك والجن والقديسين والحكماء والفقهاء، والحكايات الاجتماعية. وما يهمنا في هذه الدراسة أن نبرز خصائص الحكاية الشعبية بمنطقة الريف، وذلك على مستوى الدال والمدلول والمقصدية، مع تقديم نظرة تاريخية حول تطور الحكاية الشعبية الأمازيغية بصفة عامة والحكاية الريفية بصفة خاصة. ¿تحديد المصطلح: من المعلوم أن المصطلح الأمازيغي الأنسب لترجمة الحكاية الشعبية هو مصطلح” تحاجيت”، وهو قريب من الكلمة العربية ” الأحجية”، وهذا دليل قاطع على مدى تأثر الحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف بنظيراتها من الحكايات العربية الإسلامية. ولقد استخلصنا هذا المصطلح من اللازمة السردية التي تتكرر في بداية كل حكاية شعبية أمازيغية ريفية، وهي على الشكل التالي: ” حاجيت ماجيت، سيسو ءاتيازيط، ناش ءاذاشاغ ثاذماث أو ثاماصات، شاك ءاتاشاذ ءاثقينسات”، وترجمة هذا المطلع هو:” جاءتكم هذه الأحجية الطريفة، الكسكس بالدجاج، آكل الصدر، وأنت تأكل العجز”. ومن هنا، سميت الحكايات الشعبية في الريف ب”ثحاجيت ن توافيت”. وبالتالي، تقترب هذه الحكاية أيضا من حكايات الألغاز. ويرى الباحث الأمازيغي محمد أقضاض أن أصل هذا المصطلح ” تحاجيت” عربي خالص، إذ يقول الباحث:” فكلمة” حجيت” مشتقة من كلمة عربية، وأصلها الأحجية جمع أحاجي أو أحاج، وهي الكلام المغلق كاللغز، يتحاجى الناس فيها الأحاجي، صنفا من الألغاز. وقد حورت الكلمة من معنى حكايات الألغاز إلى الحكاية الشعبية، فأصبحت تعني الحكاية بعد تمزيغها ، إلا أن حكاية الأحاجي في الريف (أتحاجيت أنتوافيت) مازالت تحتفظ بالمعنى العربي، فيقول راوي اللغز في الأدب الشعبي الريفي” حجيتك” لتدل على المعنى اللغوي وعلى معنى المحاججة (اختبار المنطق وسرعة البديهة). بيد أن الإبهام يلف الكلمة الثانية في هذه الوحدة وهي ” ماجيت”، إذ يصعب الوصول إلى مدلولها، فكأنها كلمة اعتباطية وردت من أجل التنغيم فقط. ولكننا نفترض انطلاقا من حيثيات عديدة أنها تدل على الرغبة/ الرجاء، فيكون أصلها” مارجوت”، ثم تدرجت إلى “مارجيت”، ثم حذفت الراء منها ، فأصبحت” ماجيت”.”1 وهذا المشكل الذي نعانيه مع مصطلح ” تحاجيت” نجده كذلك بشكل من الأشكال في المناطق الأمازيغية الأخرى، حيث يقول رشيد الحسين في كتابه:” الحيوان في الأمثال والحكايات الأمازيغية”:” إننا نعتقد أن كل الأنواع الأدبية التي ذكرناها سابقا (الحكاية والأمثال والخرافة والأسطورة…)، شأنها في ذلك شأن كثير من المفاهيم المجردة والقضايا الفكرية لا يطلق عليها أجدادنا الأمازيغ أسماء تميز بعضها عن البعض، فحينما يتحدثون عن الحكاية يقولون ” ئمين” أو ” ؤميين” أو ” تيمينين” جمع ” تمنيت” أو ” تيبودمياتين”، ويدخلون في هذا المصطلح الحكاية ذاتها والخرافة والأسطورة والنوادر والنكت إلخ…أو يعبرون عنها أحيانا بكلمة” لقيست” التي جاءت من الكلمة العربية” القصة” أو” تلاسين” في بعض اللهجات الأمازيغية، لأن البعض الآخر منها لا يتوفر على هذه اللفظة كما هو الشأن بالنسبة لتاشلحيت مثلا، على الرغم من أنها تتوفر على فعل” ألس”:أي كرر وبدأ من جديد المطابق لفعل حكى (Raconter) المستعمل في الفرنسية، والذي يرتبط اشتقاقا مع لفظة (Contes)، أما القبائل فيطلقون على ما نطلق عليه بالمغرب ” ؤميين” “تيمشوها” جمع ” تامشاهوت” ، وحينما يتحدثون عن الأمثال يقولون ” ئواليون درنين” أي:” الأقوال الحية” أو “السائرة”، لكن لا نعتقد أن هذا المصطلح متداول في جميع المناطق ، ولا نعتقد أن كل الأمازيغ يدركونه، فالبعض منهم يقول جريا على عادة عامة الناس” نان ئمزوورا”: قال الأولون. أما في الجزائر فتستعمل كلمة ءينزان (Inzan)، ونعتقد أن هذه الكلمة حديثة العهد هناك.”2 ويتبين لنا من كل هذا أن مصطلح الحكاية الشعبية يثير في الساحة الثقافية الأمازيغية كثيرا من الجدل الفكري والأدبي والفني ، وذلك بسبب الاضطراب والالتباس واختلاف المصطلح من منطقة إلى أخرى، وهل هو مصطلح أمازيغي أصيل أم أنه مصطلح دخيل؟!! وعلى الرغم من هذا الاضطراب والتداخل الاصطلاحي والمفهومي، فإننا سنحتفظ بالمصطلح المتداول في الساحة الثقافية الأمازيغية الريفية، فنسمي الحكاية الشعبية ب” تحاجيت”. ¿ تطور الحكاية الشعبية الأمازيغية: من المعروف أن الإنسان الأمازيغي قد عرف الحكاية الشعبية منذ القديم، فقد كانت هذه الحكاية وسيلة للتربية والتعليم والترفيه والتسلية. وكانت هذه الحكاية الشعبية موجهة بالخصوص إلى الأطفال الصغار، إذ كان يرويها الكبار كالجد والجدة والأب والأم والعم والعمة والخال والخالة… وبالتالي، فثمة مجموعة من الإشارات التاريخية التي تثبت مدى اهتمام أمازيغ شمال أفريقيا بالحكاية الشعبية إبداعا وخلقا وحكيا وحفظا، حيث أورد الملك الأمازيغي المثقف يوبا الثاني في كتابه الموسوعي” ليبيكا” حكاية شعبية ذائعة الصيت، كانت تسمى بقصة :” الأسد الحقود”. ويقول عنها محمد شفيق بأن الجدات مازلن:” في بوادينا، إلى يومنا هذا، يقصصنها على أحفادهن باللغة البربرية في ليالي السمر من فصل الشتاء. إن في ذلك لدلالة على أن الأدب الشفوي قد يحفظ خيرا مما يحفظ المدون.”3 وقد أثبت ابن خلدون ، وذلك بعد أن لخص حكاية أمازيغية واحدة، بأن البربر كانت لديهم الكثير من الحكايات والقصص، ولاسيما حكايات الحيوانات(حكايات الثعلب) ، فلو جمعت ودونت لملئت بها مجلدات ضخمة . ويعني هذا أن مجموعة من الحكايات الشعبية الأمازيغية قد ضاعت عبر مرور الزمن؛ لأنها كانت تنتقل بين الناس بطريقة شفوية . وبالتالي، لم تكن مدونة أو مكتوبة أو محفوظة، وذلك على غرار باقي الفنون الأدبية والفنية الأمازيغية (الشعر، والمسرح، والغناء…).ومن هنا، فإن الحكاية الشعبية الأمازيغية لم تعرف التدوين بشكل بارز إلا في فترة متأخرة، وذلك في سنوات القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك على يد المستمزغين الأوروبيين، كما هو حال المستمزغ الفرنسي روني باسيه (René Basset) ، والذي جمع مجموعة من الحكايات الشعبية الأمازيغية إعدادا وترجمة وتعليقا. ويعني هذا أن البرابرة قد عرفوا مثل الشعوب الأخرى الحكايات العجيبة وحكايات الحيوان على حد سواء. هذا، وقد جمع هودسون (W. Hodgson) الحكايات الشعبية بمنطقة القبائل منذ بداية القرن التاسع عشر، حيث نقلها من الموروث الشفوي الأمازيغي إلى الكتابة اللاتينية، وقد خصص القس ريفيير (le père Rivière) ثلاثة دفاتر للحكايات الشعبية الأمازيغية بمنطقة القبائل بجورجورة سنة 1882م، مع ترجمتها ترجمة جزئية. وقام أيضا لوبلان دو بريبوا(Leblanc de Prébois) بنشر مجموعة منها سنة 1897م مرفقة بترجمة لها. بيد أن أهم عمل في هذا المجال ما قام به أوجوست مولييرا (Auguste Mouliéras)، وذلك حينما نشر ما بين1893و1897م مجلدين من نصوص القبائل، وذلك تحت عنوان:” الخرافات والحكايات العجيبة للقبائل الكبرى Légendes et contes merveilleux de la Grande Kabylie “. كما نشرت مجموعة من الحكايات الشعبية الأمازيغية بالجزائر منذ سنة 1945م، وذلك في ملف الوثائق البربرية للجبهة الوطنية ، والذي كان يشرف عليه القس دالي (Le père Dallet.). وهناك أعمال أخرى مشهودة في هذا المجال للباحثين الجزائريين كبلعيد آيت علي، وبلقاسم بن سيديرا، ومولود معمري، وبوليفة…4 ولا ننسى أيضا دراسات أخرى كدراسة دو نوگريب (Du Noghreb) تحت عنوان” حكايات شعبية أمازيغية جديدة” (1897م)5، وماقام به إميل لاووست في كتابه:”الحكايات البربرية المغربية” (1949م)6، وما جمعه لوغيل ألفونس(Leguil Alphonse) من حكايات بربرية في الأطلس الكبير 7، وما قام به كذلك رو أرسين (Roux Arsène) ، وذلك حينما جمع حكايات تشلحيت8 … وثمة مجموعة من الكتب والدراسات والأبحاث التي تناولت الحكاية الشعبية الأمازيغية بالمغرب إبداعا ودراسة ونقدا، وقد قام بها دارسون مغاربة، ويمكن الإشارة إلى كتاب :” ءوميي ن حموءونامير” لعبد العزيز بوراس (1991م)9، ودراسة معنونة ب:” قراءة في الحكاية الشعبية الأمازيغية الأطلسية: حكاية القنفوذ والذئب نموذجا” لعبد الرحمن باحوس (1997م)10 ، وكتاب :” الحيوان في الأمثال والحكايات الأمازيغية”11 لرشيد الحسين(2000م)، و” الحكاية الشعبية: قراءة في نص تزمرتتالي الأمازيغي” لعبد الرحمن بلعياشي12، وكتاب:” تيحيجا”، وهو كتاب حول الحكايات الأمازيغية من تأليف محمد الراضي، ومن إصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2009م، ويشتمل الكتاب على تسع حكايات من بلدة تازوطا بإقليم صافرو. وقد استقى الكاتب هذه الحكايات الشعبية من جدته” فاضمة ميمون”، وهي نفسها القصص المنتشرة في مناطق أمازيغية أخرى13… أما في منطقة الريف، فتعد عائشة بوسنينة – على حد علمي- المبدعة الأمازيغية الأولى التي أصدرت في الريف كتابا إبداعيا في الحكايات والأحاجي تحت عنوان “ثيحوجا نالريف/ الحكايات الريفية”، وذلك في بداية الألفية الثالثة. وقد طبع الكتاب في مطبعة بن عزوز بالناظور في سبع عشرة صفحة من الحجم الطويل. ويضم كتابها السردي الإبداعي أربع حكايات طويلة ، وهي:” لفيل ءاتكتوفين”، و” ثمغارث ثاريفاشت”، و” عاكشا ءومجار”، و”رقروذ ذي رغاباث”، و” معنان”. أما تقديم الكتاب فقد وضعه الناقد الأمازيغي جميل حمداوي . وقد اختارت الكاتبة مواضيع متنوعة ، إذ نهلت مواضيعها من معين الأدب الرمزي، عندما وظفت الكائنات الحيوانية رموزا بشرية وإنسانية ، وذلك للحديث عن مواضيع معاصرة على غرار ابن المقفع في كتاب:” كليلة ودمنة” ، والكاتب الفرنسي لافونتين في حكاياته الخرافية” les fables “. وتتجلى هذه الرمزية بشكل جلي وواضح في قصتها الطفولية العجائبية “غابة القرود/ رغابث ن قرود”. كما وظفت قصصا فانطاستيكية قوامها خرق الواقع والانزياح عنه ، وذلك باستشراف اللاواقع كما هو الحال في قصة “عكشة ءومجار/عكشة المنجال”، بله عن مواضيع اجتماعية ووطنية وإنسانية، كما يبدو ذلك واضحا في قصة” معنان” الطويلة. وبهذا، تكون مجموعة عائشة بوسنينة متنوعة وثرية من حيث المضامين والأشكال، وقد استفادت تقنيا من طرائق السرد الكلاسيكي والحديث، وكذلك من مقومات أدب الأطفال. هذا، وقد ألفت الكاتبة الأمازيغية عائشة بوسنينة مجموعتها الحكائية الثانية: “ثقصيصين ناريف ءينو/ قصص قصيرة من الريف” في بداية سنوات الألفية الثالثة ، وقد صدرت عن مطبعة بن عزوز بالناظور، وقد أشرف على طبعها والتقديم لها جميل حمداوي. وتضم المجموعة ثلاث قصص طويلة في خمس عشرة صفحة من الحجم المتوسط من مقاس( 14.5سم في 20.5 سم). ومن القصص والحكايات التي وردت في هذه المجموعة حكاية” محند أتكواتش”، وحكاية” جار ثناين ءيشعوران”، وحكاية” ثامزا ءيريران”. أما الخط الذي اعتمد في هذه المجموعة فهو الخط العربي، في حين تحيل الصورة الخارجية للغلاف على جبال الريف الشامخة بتضاريسها الوعرة، وقممها الشامخة. هذا، وقد جمع محمد الأيوبي مجموعة من الحكايات الفانطاستيكية الريفية، والتي أصدرها في كتاب تحت عنوان:” عجائب الريف: حكايات بربرية”، وطبع الكتاب سنة 2000م. وقد جمع فيه خمسة عشر حكاية عجائبية تنتمي إلى منطقة بني ورياغل (الريف الوسط) ، وقد دونها ما بين 1990و1997م، معتمدا في ذلك على امرأة مسنة ، ألا وهي: فاطمة موبحرور ، والتي لها من العمر تسعون سنة. وتنقل لنا هذه الحكايات الشعبية خصائص الواقع والثقافة في المجتمع الأمازيغي التقليدي بمنطقة الريف14. وقد أنجزت دراسات أخرى حول الحكاية الشعبية الأمازيغية جمعا ودراسة ونقدا وإعدادا، كما هو الحال مع محمد أقضاض الذي ألف كتابين حول هذه الحكاية تعريفا وجمعا ونقدا ، وذلك في كتابيه:” إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف”15 ، و” شعرية السرد الأمازيغي” 16، ونذكر كذلك كتاب زبيدة بوغابة بالإسبانية ، وهو تحت عنوان:” الحكايات الشعبية بالريف”(2003م)17… وقد سبق للمستمزغين الغربيين أن اهتموا بالحكاية الأمازيغية الريفية، كما هو الشأن لدى المستمزغ الألماني أوي طوبر(Uwe Topper) في كتابه:” الحكايات الشعبية البربرية”18، وقد ترجمه إلى الإسبانية جولي خيسوس ري(Joley-Jessus Rey). وبعد ذلك، ترجم إلى اللغة العربية من قبل الباحث المغربي الريفي موسى أغربي تحت عنوان”من حكايات البربر الشعبية”19… ومن أهم الحكايات الشعبية الأمازيغية التي انتشرت بمنطقة الريف، نستحضر منها: حكاية” حمو ءاحرايمي/حمو المحتال”، وحكاية” نونجا وعكشة”، وحكاية” نونجا وللا الغولة”،وحكاية” مارغيغضا/ الممرغة في الرماد”،وحكاية” أعمار وأخته”، وحكاية” النساء الثلاث”، وحكاية”الأخوين”، وحكاية” نونجا ذات الشعر الطويل”، وحكاية” بنت الغول والغولة”،وحكاية” الإخوان السبعة وأختهم الصغرى”،وحكاية”الغول بسبعة رؤوس”، وحكاية” حنا ثامزا/ جدتي الغولة”، وحكاية” عيشا قنديشا”، وحكايات” الثعلب/ءوشان”، وحكايات” الذئب”، وحكايات” القنفذ/ءينسي”،وحكايات” الأسد/ءايراذ”، وحكايات “الفقهاء والأولياء الصالحين”، وحكايات” جحا”… ¿ خصائص الحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف: من المعروف أن الحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف كانت تتسم بمجموعة من الخصائص المضمونية والدلالية، والمواصفات الفنية والجمالية والشكلية، والمميزات السردية والتركيبية. أ- القضايا الدلالية والسمات الفكرية: تتضمن الحكاية الشعبية الأمازيغية مجموعة من القضايا الدلالية والسمات الفكرية ، وتشتمل كذلك على مجموعة من الأطروحات الدلالية الذهنية، والتي يمكن استجماعها في المضامين التالية: 1- تقابل الخير والشر: تعالج الحكاية الشعبية ثنائية الخير والشر ، وذلك من خلال تشغيل مجموعة من الرموز والعلامات والعوامل السيميائية، حيث ينتصر الخير على الشر في معظم هذه الحكايات، كما في حكاية” ءاعمار وأخته”، وحكاية”النساء الثلاث”، وحكاية”نونجا وعكشة”، وحكاية”الأخوين”، وحكاية ” نونجا وللا الغولة”… 2- انتقاد الضرة: تعمد معظم الحكايات الشعبية الأمازيغية الريفية إلى انتقاد الضرة، وذم أفعالها وتصرفاتها المشينة ، والتي غالبا ما تؤدي أفعالها إلى تدمير وحدة الأسرة، وتفتيت وحدتها وشملها، والتأثير على أمنها واستقرارها. 3- تشويه صورة المرأة الأمازيغية امرأة وزوجة وأما وضرة وعجوزا، وذلك بسبب أقوالها وأفعالها ومعتقداتها كما في حكاية” نونجا وعكشة”، وحكاية” النساء الثلاث”… 4- تحسين صورة الرجل في مخيال الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية طفلا وشابا وزوجا وأبا وفارسا كما في حكاية” نونجا وللا الغولة”، وحكاية” ءاعمار وأخته”، وحكاية” نونجا وعكشة”… 5- تصوير ذكورية المجتمع الأمازيغي الريفي أسرة ومجتمعا ورؤية وتصورا وسلوكا. 6- التركيز على كيد النساء، حيث تقدم الحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف مجمل الحيل التي تلتجئ إليها المرأة للإيقاع بأختها أو الإيقاع بابن أو بنت ضرتها، وذلك للحفاظ على زوجها أو مكانتها الاجتماعية كما في حكاية”أعمار وأخته”، وحكاية” نونجا وعكشة” … 7- النظرة السلبية إلى العجائز، وذلك باعتبارهن رمز الشر والكيد والقسوة والاحتيال، كما في هذا المقطع من حكاية:”النساء الثلاث”:”وضعت المرأة طفلا بحبة ذهب في ناصيته، رأته شريكتاها فغارتا منها. وفكرتا في مكيدة: قبل أن تعي الأم، قطعتا خنصر الصبي، ووضعتاه في فمها، وصبتا الدم على شفتيها، وسلمتا الطفل لإحدى العجائز”.20 8- انتشار ظاهرة تعدد الزوجات في المجتمع الأمازيغي الريفي، وما يترتب عن ذلك من مشاكل على مستوى الأسرة الواحدة ، حيث يكثر الصراع والحقد والعدوان والكراهية بين الضرات، فيؤدي كل ذلك إلى التطاحن المرير ، وفضح كيد الزوجة الشريرة وهلاكها في النهاية كما في حكاية ” النساء الثلاث”، وحكاية” نونجا وللا الغولة”. 9- تركيز الحكاية الشعبية على لاعقلانية المرأة، وذلك باعتبارها رمز الشر والخديعة والقسوة، ولإيمانها – المبالغ فيه- بالسحر والشعوذة والمعتقدات الخرافية، في مقابل عقلانية الرجل رمز العقل والعمل والتوازن والواقعية من جهة، ورمز العطف والرحمة والحنان من جهة أخرى. 10- تعرض المرأة الأمازيغية الريفية في المخيال الشعبي إلى الامتساخ الحيواني أو الشيئي ، وذلك انتقاما وعقابا لها على أفعالها الشريرة، وانتهاكها للمحرمات(تحول المرأة إلى بقرة كما في حكاية” نونجا وعكشة”.). 11- هيمنة أجواء الغرابة والخوف والهلع على مضامين الحكاية الشعبية الأمازيغية، وذلك بسبب تداخل المألوف مع الغريب، وتقابل الواقع واللاواقع ، كما في حكاية” النساء الثلاث” ، كما يظهر ذلك واضحا في هذا المثال: “بدأ الخوف يدب في نفس المرأتين فارتباتا في أن يكون الضيف هو ابن ضرتهما…”21 12- تصوير غدر المرأة وخيانتها وقسوتها في مجموعة من الحكايات الشعبية الأمازيغية ، وخير دليل على ذلك حكاية” نونجا وعكشة”، كما يتضح لنا ذلك جليا في هذا المقطع:”قالت لها ضرتها إذا ردت ذلك حولتك إلى بقرة حتى تأكلين هذا العرش ثم أعيدك إلى طبيعتك…قبلت المرأة العرض، فضربتها ضرتها بعقدها فتحولت إلى بقرة، أكلت العشب، ثم صاحت تخور راغبة في أن تعود إلى طبيعتها الأولى كامرأة، إلا أن ضرتها رفضت أن تضربها مرة أخرى بعقدها..عادت إلى المنزل تتبعها البقرة تخور دون جدوى… حين دخلت المنزل تتبعها البقرة، صاح الطفلان يبحثان عن أمهما، فقالت المرأة إنها أكولة نهمة.أرادت أن تأكل الكلأ، فتحولت إلى بقرة كما تريان…بقيت البقرة تخور بدون انقطاع، فأشارت الضرة على زوجها أن يذبحها ليستريح منها، فاستجاب الرجل لرغبة زوجته، ذبحها، أخذت بعض لحمها ورأسها، ووزعت ما تبقى على الجيران، أكلا الرأس واللحم، ثم جمعت الزوجة العظام، ودفنتها في حفرة قريبة من المنزل. كانت قسوة المرأة على الطفلين شديدة، تحرمهما من الأكل وتعذبهما…”22 13- الصراع على الميراث طمعا وجشعا كما في حكاية ” الأخوين”:” إلا أن المرأة أرادت أن تتخلص من ابن ضرتها لكي لا يشارك ابنها في الميراث..”23 14- التقابل بين الطبيعة البشرية والطبيعة الحيوانية أو التقابل بين الطبيعة والثقافة، كما يتأكد ذلك من خلال صراع البشر مع كائنات جنية (الغول والغولة)، أو الصراع مع كائنات طبيعية (الريح، والسحاب، والمطر، والبحر…)، أو الصراع مع كائنات حيوانية ( الكلب، العقرب، الثعبان، والثعلب، والذئب…). 15- الإشارة سوسيولوجيا وإثنوغرافيا إلى مجموعة من الظواهر الإنسانية والبشرية ، والخلفيات الاجتماعية اللافتة للانتباه، وذلك مثل: بروز مجتمع التعدد (تعدد الزوجات)، وانتشار التفاوت الطبقي والاجتماعي في المجتمع الأمازيغي الريفي الإقطاعي، وذلك من خلال التلميح إلى علو مكانة السلطان والأغنياء على حساب الفقراء والمعدمين. 16- الإشادة بكثير من القيم الفاضلة كالشجاعة والبطولة والكرم والإخلاص والوفاء والحب والجمال والذكاء والفطنة والتضحية والإيثار، والتعريض بالصفات الذميمة كالغدر والخيانة والخديعة والشر والقسوة. ويعني هذا أن الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية تتضمن منظومة من القيم المشتركة بين جميع البشر، وهذا دليل على كونيتها وانفتاحها ومثاقفتها وإنسانيتها وعالميتها. 17- تركيز الكثير من الحكايات الشعبية الأمازيغية الريفية على اهتمام الإنسان الأمازيغي بالفلاحة والصيد والرعي في فضاء البادية أو القرية ، كما في حكاية ” نونجا مع للا الغولة:” كان رجل، في زمن الماء(قديم الزمن)، متزوجا بامرأتين أنجب منهما طفلين ذكرا وأنثى. سمى الأنثى بنونجا، حل وقت الحرث، فطلبت الزوجتان من زوجهما أن يحرث لهما حقلا يزرعه فولا تخرجان إليه أيام نضج الفول.أشار إليهما بتهيئ كمية من الفول..هيأتا الفول، فأخذه لزرعه، حين توارى عن العيون جلس، وأكل الفول، ولما حان المساء عاد إلى البيت، أوهم زوجتيه بتحقيقه رغبتهما. وحين حل وقت نضج الفول، طلبتا منه أن يحدد لهما مكان الحقل لتجنيا مثل غيرهما من أبناء وبنات القرية، أعطاهما عصاه، وأمرهما أن تخرجا إلى الحقول تأخذان العصا، وتقيسان الفول على طوله حين تعثرا على الفول بطول العصا.فذلك هو حقلهم…”.24 18- الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية عبارة عن تجارب بشرية مأساوية تجمع بين الواقع والخيال، وذلك في شكل مغامرات وأسفار ورحلات وانتقالات فردية وجماعية تجمع بين العجيب والغريب . ومن ثم، ينتقل البطل من مكان الأصل إلى مكان الهدف والوصول، ثم يعود إلى مكان الانطلاق ، وذلك بعد المرور بمجموعة من المحن والإحن ، والعبور بمجموعة من الأمكنة الفانطاستيكية الخارقة. 19- انتقال الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية – من حيث المضامين- من الواقع المألوف إلى عوالم التخييل والاحتمال والإمكان والتعجيب ، أو انتقالها من عالم الحقيقة والألفة إلى عالم الغرابة والخارق والخيال والوهم والافتراض. 20- المثاقفة: من أهم خاصيات الحكاية الشعبية الأمازيغية بالريف أنها تتلاقى مع مجموعة من الحكايات العالمية، وتتفاعل معها ثقافيا ، وذلك عبر جدلية التأثير والتأثر. وفي هذا الصدد يقول محمد أقضاض:” يدل ذلك على مرونة الثقافة الأمازيغية في تعاملها مع الثقافات الشعبية في العالم، والحكاية الشعبية تشكل أحد أهم عناصر تلك الثقافات.كما يدل على عمقها الكوني والإنساني، وعلى تفتحها وقدرتها على المثاقفة، فالشعب المغربي بكل جماعاته، خاصة على شاطئ المتوسط، يغني ويغتني باستمرار.”25 ويعني هذا أن الحكاية الشعبية الأمازيغية تتسم بخاصية الانفتاح والتأثر والاستفادة من التجارب البشرية المجاورة، ولاسيما تجارب الإنسان الذي يعيش على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط . 21- الكونية والإنسانية: ويعني هذا أن الحكاية الشعبية تعبر عن تجارب إنسانية يشترك فيها الإنسان الأمازيغي الريفي مع معظم التجارب البشرية الأخرى. وبالتالي، يؤمن بنفس القيم التي يؤمن بها الآخر. وهذا ما يجعلها ذات طابع كوني وأخلاقي وإنساني وعالمي.وفي هذا النطاق، يقول محمد أقضاض:” وقد عاش شمال أفريقيا تلك المثاقفة عبر العصور.كما تعرض لمثل ذلك الهجوم بشكل متكرر من عدة شعوب في شمال وشرق البحر الأبيض المتوسط، منذ فجر التاريخ، لذلك يمثل المغرب أحد أهم بلدان شمال أفريقيا التي تفاعلت وتثاقفت مع شعوب أخرى، خاصة شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، في لغته وسلوكه وفكره وفي مجالات روحية ودينية وفنية وأدبية، سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى العالمي.لذلك، خوله موقعه أن يكون أحد أهم البلدان المتفتحة على مختلف الثقافات والمؤثرة فيها. وكان الأدب، بما فيه الحكي، أكثر استفادة من ذلك التفتح”.26 تلكم هي، إذاً، أهم القضايا الدلالية والسمات الفكرية التي تتميز بها الحكاية الشعبية الأمازيغية المغربية بمنطقة الريف. وتلكم هي كذلك أهم أبعادها السوسيولوجية والإثنولوجية والنفسية والتاريخية والقيمية … ب- الخصائص الفنية والجمالية: تستند الحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف إلى مجموعة من الخصائص الفنية والمميزات الجمالية قصة وخطابا ، ويمكن استجماع هذه الخصائص الشكلية والبنيوية في السمات التالية: 1- الخاصية الشفوية القائمة على ثنائية الكلام والسمع. ويعني هذا أن الحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف مازالت شفوية تنتقل من جيل إلى آخر ، وذلك عبر الرواية والحفظ واستنطاق الذاكرة، ولم تدون بعد إلا مؤخرا ، حيث ظهرت مجموعة من الدراسات والكتابات التي استهدفت جمع الحكاية الشعبية الأمازيغية، وتوثيقها ، ونقدها ، وتقويمها. 1-استهلال الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية بلازمة معينة تنم عن مدخل بارودي فكاهي ساخر ، ويتمثل هذا المطلع السردي في الملفوظ التالي:” حاجيت ماجيت، سيسو ءاتيازيط، ناش ءاذاشاغ ثاذماث أو ثاماصات، شاك ءاتاشاذ ءاثقينسات”، وترجمة هذا المطلع هو:” جاءتكم هذه الأحجية الطريفة، الكسكس بالدجاج، آكل الصدر، وأنت تأكل العجز”. ويدل هذا المطلع على وجود سارد فكاهي يحكي أحجية خارقة ممتعة تحقق لذة الاستماع كلذة الأكل الشهي، وذلك من باب التندر والتفكه والسخرية والتهكم. ومن المعروف أن البربر – كما يرى ابن خلدون- يعرفون بأكل الكسكس، وحلق الرؤوس، ولبس البرنوس. 2- توجيه سارد الحكاية الشعبية (السارد أو الراوي الشعبي) ، سواء أكان ذكرا أم أنثى، قصته إلى مستمع مفترض وضمني يفهم سنن الحكاية لغة وتفكيكا واستيعابا، ويشاركه في عملية الحكي والسرد حثا وتشجيعا، كأن يقول مثلا للراوي مباشرة بعد اللازمة الافتتاحية :” سر لا تخف، إذا نسيتها نتذكرها”. ويعني هذا أن المتلقي السامع يساهم في بناء الحكاية، ويقوم بتمطيطها بالتذكر والاسترجاع، واستعادة الأحداث المنسية، وتقديم المساعدة الفنية للراوي في استكمال خطاطته السردية والحكائية. 3- التزام الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية في الغالب بخاتمة أصبحت لازمة بنيوية سردية مكررة ، وذلك بعد انتهاء السارد من حكي المغامرة وتجربة البطل:” ءاكيغاد ءاسا ذاسا وذي اصح شا، ءاكيغاد بذو بذو ءاس وازعوقينو، عماغاد رحمار ءوفاقوس ءاشواي ءاشيخث، ءاشواي خمراخث تشيذ تياندوست ذرشت ءانيج دابوست/ مررت من هنا وهناك، فلم استفد شيئا، مررت بجحش ملأت حمولة الفقوس، أكلت منه، وأخفيت الباقي، فأكلته النعجة المستحقة للعصا والضرب”27. 3- انتهاء الحكاية الشعبية الأمازيغية على مستوى خطاطة الأحداث المسرودة بنهاية سعيدة، وذلك بانتصار الخير على الشر، كما في حكاية”النساء الثلاث”، حيث يقول السارد عن الشاب الذي تعرف والديه ، وذلك بعد أن تم التفريط فيه من قبل ضرات أمه: ” أزاح الشاب طاقيته عن ناصيته، فلمعت حبة الذهب تنير المكان… فهوت عليه المرأة تحتضن ابنها وتقبله، ثم احتضنه أبوه. طلب الشاب وأبوه من الأم أن تحكم على ضرتيها، فحكمت بأن تعيشا زمنا لابستين جلد البقر، وتأكلان مع الكلاب، وتنامان في الكانون، وتسرحان الجمال…وبعد ذلك، تربطان من رجليهما إلى البغال فوق بقايا القصب يتمزق لحمهما وتتعرى عظامهما، وتجمع هذه العظام، وتشعل فيها النار…تم تنفيذ الحكم…وعاش الشاب مع أبيه وأمه في هدوء…”28،أو في حكاية ” نونجا مع للا الغولة”: ” هكذا وصل الشاب وأخته نونجا إلى القرية سالمين غانمين”29. 4- تحوي الحكاية الشعبية الأمازيغية بالريف برامج سردية سيميائية متعاقبة أو متداخلة عن طريق التضمين والتوليد ، وتتسم هذه الحكايات بوجود برنامجين أساسيين: برنامج الذات البطلة وبرنامج البطل المضاد. كما يتضمن كل برنامج سردي حسب كريماص مرحلة التحفيز، ومرحلة التأهيل، ومرحلة الإنجاز، ومرحلة التقويم. 5- تتضمن بعض الحكايات الشعبية الأمازيغية حكايات فرعية تضمينا وتوليدا وإحالة، كما هو حال قصص ألف ليلة وليلة وقصص كليلة ودمنة، ويظهر ذلك جليا في حكاية” النساء الثلاث”:” كبر الطفل بعيدا عن أسرته في أحضان العجوز، إلى أن أصبح شابا جلس مرة مع أصدقائه، شتمه أحدهم باللقيط…عاد إلى البيت واستفسر العجوز، التي اعتقد أنها أمه، فنهرته بأنها أمه وأهله…تكررت الحادثة، فقد شتمه أحد الرجال باللقيط أيضا…فصمم أن يعرف الحقيقة، عاد إلى العجوز، التي أصبحت بفضله تعيش حياة الهدوء والكرم، طلب منها تذويب السمن ليأكل، وما أن وضعت أمامه الصحن حتى أخذ يدها، ووضعها وسط الصحن في السمن الساخن، وهددها إن لم تخبره بالحقيقة أن يسلق يدها…نزلت عند رغبته، وحكت له حكاية والده وأمه وضرتيها وكيدهما.”30 6- الاعتماد على زمن سردي حكائي خارقي يرتبط بزمن ماض موغل في القدم، وهو زمن الماء والفيضان، والمقصود هنا طوفان نوح كما تشير إلى ذلك قصة نوح الدينية، ويتمثل التحديد الزمني الخارق في هذه العبارة التي أصبحت لازمة في البداية، ومفتاحا للسرد الحكائي الشعبي الأمازيغي بمنطقة الريف :” توغا ذي ءازمان ءاوامان/ كان في زمن الماء”. أما زمن السرد فهو زمن صاعد على مستوى الأحداث من الحاضر إلى المستقبل، وقد ينحرف هذا الزمن المتسلسل كرونولوجيا إلى الماضي (فلاش باك)، أو قد ينحرف إلى المستقبل(استشراف المستقبل). 7- تتسم الأحداث المسرودة داخل الحكاية بالخاصية السببية والترابط المنطقي بين الأحداث تماسكا واتساقا وانسجاما، وذلك على غرار الحكايات الشعبية العالمية كحكايات ” ألف ليلة وليلة”، وحكايات ” كليلة ودمنة” لابن المقفع. 8- توظيف الحكايات الشعبية الأمازيغية لأمكنة فانطاستيكية قائمة إما على التغريب والتعجيب وإما على الحميمية والعدوانية، كما تدل على ذلك معظم الحكايات الشعبية الأمازيغية(البيت- القرية- القصر- الخلاء-الملجأ- المنزل المهجور- الغابة- مساكن الجن والعفاريت- السماء- تحت الأرض…). ويلاحظ كذلك حضور القرية أو البادية باعتبارها فضاء للحكايات الشعبية الأمازيغية. ويعني هذا التصاق الإنسان الأمازيغي بالبادية فلاحة وصيدا ورعيا واستقرارا وأمنا. 9- تتصف الحكاية الأمازيغية الشعبية بالخاصية الفانطاستيكية. بمعنى أن الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية تتميز بالطابع الفانطاستيكي تغريبا وتعجيبا، حيث تتحول الشخصيات الحكائية إلى كائنات خارقة مخيفة مثل: الغولة (ثامزا) أو الغول (ءامزيو)، أو تتحول إلى شخصيات عجيبة مؤثرة مثل: تحول (نونجا الجميلة) إلى حمامة كما في حكاية:” نونجا وعكشة”31، أو تحول الشاب إلى فارس مغوار وبطل ملحمي خارق ، وذلك حينما تخلص من الغول بسبع رؤوس كما في حكاية” الأخوين”32، أو حينما انتصر على الغولة لإنقاذ أخيه كما في حكاية:” الأخوين”33 ، أو حينما أنقذ أخته نونجا كما في حكاية:” نونجا مع للا الغولة”34… 10- تتخذ الأحداث في الحكاية الشعبية خاصية فانطاستيكية كما في حكاية” أعمار وأخته”، حيث يقول السارد الراوي:”دب الخوف في نفسها…أخذت طفليها رغم عجزها وخرجت من القصر ضاربة في الأرض…تاهت تطوي السهول والجبال…أحس ابنها عبد الرحمن بالعطش طلب منها أن تسقيه، صادفت عين ماء، تريد أن تلبي رغبته ولكن لا تملك اليدين، بدأت تحاول أن تأخذ الماء بفمها فلم تستطع، مدت ذراعيها أيضا إلى الماء..وفجأة نبتت يدها اليمنى مخضبة بالحناء فأروت طفلها…استأنفت المشي واقتربت بنهر تجري مياهه: طلب منها ابنها الثاني عثمان أن يشرب، حاولت بيد واحدة أن تسقيه، فلم تستطع، ومدت الذراع الثانية إلى الماء، فنبتت يدها اليسرى بنفس الشكل…فأروت طفلها عثمان…”35 ويعني هذا أن الامتساخ الفانطاستيكي حاضر بشكل لافت في الحكايات الأمازيغية الريفية، كأن تتحول المرأة إلى بقرة كما في قصة” نونجا وعكشة”:” قالت لها ضرتها إذا ردت ذلك حولتك إلى بقرة حتى تأكلين هذا العرش ثم أعيدك إلى طبيعتك…قبلت المرأة العرض، فضربتها ضرتها بعقدها فتحولت إلى بقرة، أكلت العشب، ثم صاحت تخور راغبة في أن تعود إلى طبيعتها الأولى كامرأة، إلا أن ضرتها رفضت أن تضربها مرة أخرى بعقدها..عادت إلى المنزل تتبعها البقرة تخور دون جدوى…”36، أو تتحول المرأة أيضا إلى حمامة كما في حكاية” نونجا وعكشة”. 11- استخدام الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية في كثير من الأحيان للمنظور السردي الصفري (الرؤية من الخلف )، والقائم على هيمنة الراوي الكلي المطلق، والعارف بكل شيء داخلا وخارجا، وتشغيل ضمير الغياب، والتزام الحياد الموضوعي، والابتعاد عن المشاركة داخل القصة. وهذا شأن كل القصص الحكائية التقليدية. 12- خاصية الترميز: تتحول كثير من الشخصيات الواقعية والعوامل المجردة والحيوانية والجنية والشيئية إلى رموز تحمل في طياتها دلالات إنسانية حبلى بتقابل القيم والأخلاق. ويعني هذا أن الحكايات الشعبية ، ولاسيما التي تستخدم الكائنات الحيوانية منها، تنتمي إلى الأدب الرمزي أو الأدب السيميائي. 13- العفوية والتلقائية: تتسم الحكايات الأمازيغية بمنطقة الريف بعفويتها وتلقائيتها وفطريتها الشعبية وسذاجتها ، والتي تذكرنا بمرحلة الطبيعة الفطرية، والابتعاد عن تعقيد المدنية وحضارة العقل والمنطق والوضعية العلمية. 14- خاصية التناص: تحمل كثير من الحكايات الشعبية الأمازيغية ترسبات إحالية ، وذلك من خلال انفتاحها على الحكايات العالمية المشتركة، مثل حكاية نونجا أو حكاية ” مارغيغضا” التي تأثرت كثيرا بحكاية ” ساندريلا أو سوندريون”. وبالتالي، لا ندري أصول هذه الحكاية الإنسانية. كما تتناص حكاية ” الأخوين” مع مسرحية “الطباشير القوقازية” للمخرج المسرحي الألماني برتولد بريخت، وتتناص حكاية”الأخوين” كذلك مع مسرحية” أدويب” لسوفكلوس. … 15- أنسنة الحيوانات في الحكايات الشعبية الأمازيغية الريفية ، وذلك على غرار حكايات كليلة ودمنة، وحكايات إيسوب (Essope)، وحكايات لافونتين، وحكايات الحيوان لدى أحمد شوقي، حيث تتحول الحيوانات إلى كائنات رمزية مشخصة ذاتيا وإنسانيا ، وذلك مثل: الغراب الذي يتكلم في حكاية ” نونجا”، وكذلك الديك الذي يتكلم في حكاية” نونجا مع للا الغولة”. 16- تنبني الحكايات الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف على مجموعة من العوامل السيميائية المساعدة لتحصيل الموضوع المرغوب فيه، أو تستعين بمجموعة من الإكسسوارات الدرامية، والتي تقوم بأدوار هامة في تحفيز الحكاية الشعبية الأمازيغية بالريف، وتمطيطها توترا وتأزما ، كالرمانة وفردة الحذاء في حكاية” نونجا”، والكسكس في بداية كل حكاية أمازيغية شعبية ، والأكياس الأربعة (الإبر، الريح، السحاب، البحر)، والهلال، والفرس في حكاية ” نونجا مع اللا الغولة”… 17- سرد الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية في ليالي السمر أثناء استعداد الأطفال للخلود إلى النوم؛ لأن النهار هو وقت العمل والعبادة والاجتهاد، فضلا عن كون بعض الروايات الأمازيغية الريفية الأسطورية تقول بأن كل من يسرد حكاية شعبية في الصباح أو النهار يصبح أقرع الشعر. وهذا لا يرضي المرأة الساردة بأي حال من الأحوال، وهي تخاف أيما خوف على جمالها وبهائها؛ لأن سرد الحكايات الشعبية بمنطقة الريف – كما هو معلوم- يتم في الغالب من قبل المرأة: جدة أو أما أو أختا أو خالة أو عمة أو مربية أو حاضنة… ¿ المقاصد والوظائف: تتضمن الحكاية الشعبية الأمازيغية بصفة عامة والحكاية الأمازيغية الريفية بصفة خاصة مجموعة من المقاصد والوظائف والرسائل المباشرة وغير المباشرة، ويمكن إجمالها في النقط التالية: 1- الوظيفة الاجتماعية: تصور لنا الحكاية الشعبية الأمازيغية الأنشطة الاجتماعية التي يقوم بها الإنسان الأمازيغي الريفي. وبالتالي، تتحول الحكاية الشعبية الأمازيغية إلى وثيقة اجتماعية وتاريخية وإثنوغرافية ترصد لنا مختلف الظواهر الاجتماعية التي كانت معروفة في المجتمع الأمازيغي سواء أكانت ظواهر إيجابية أم سلبية. 2- الوظيفة الأخلاقية: تقدم لنا الحكاية الشعبية الأمازيغية مجموعة من العبر والعظات والحكم والأمثال ، وذلك في مجال القيم والأخلاق والفضائل بغية تمثلها بشكل من الأشكال ، والعمل بها في الحياة الإنسانية اليومية والواقعية. 3- وظيفة الإمتاع والإفادة: تهدف الحكاية الشعبية الأمازيغية إلى التسلية والإمتاع والترفيه من جهة، والتثقيف والإفادة من جهة أخرى؛ لأن الحكاية الشعبية كانت في ذلك الوقت تقوم بما تقوم به اليوم القنوات التلفزية والإذاعية من أدوار تربوية وتثقيفية وترفيهية. 4- الوظيفة التعليمية التربوية: تقوم الحكاية الشعبية على تعليم الصغار، والعناية بهم عناية ذهنية ووجدانية وحسية حركية، وتعمل على رعايتهم، وتنشئتهم تنشئة صحيحة، وتربيتهم تربية فكرية ونفسية وعضوية متوازنة، وذلك من أجل أن يكون طفل المستقبل رجلا صالحا لمجتمعه ووطنه وأمته. 5- الحكاية الشعبية مادة ثرية لأدب الطفال: بما أن الحكاية الشعبية بمثابة حكايات فانطاستيكية قائمة على العجيب والغريب أو بمثابة سرد لقصص الحيوان، فهذه الحكايات صالحة لتقديمها إلى الأطفال، وذلك باعتبارها مادة أدبية دسمة لتهذيب الأذواق فنيا وجماليا، والسمو بالطفل معرفيا ووجدانيا وجسديا. 6- الوظيفة الثقافية والهوياتية: تعتبر الحكاية الشعبية وسيلة للحفاظ على تراثنا الشفوي اللامادي ، وآلية فنية وجمالية وتعبيرية ضرورية للتشبث بالهوية الإنسية الأمازيغية ، وذلك في مواجهة كل أنماط التغريب والاستلاب والتدجين الثقافي الغربي، والوقوف في كل أشكال الإقصاء والتمييز والنبذ. 7- الوظيفة المسرحية والدرامية: تحوي الحكاية الشعبية الأمازيغية بالريف مجموعة من المقومات الدرامية، حيث يمكن تشخيص هذه الحكاية مسرحيا، باستعمال الحركات ، وتغيير الصوت وتلوينه، وتشغيل الكوريغرافيا، وتنويع السينوغرافيا، وخلق الأجواء التشخيصية للتمثيل، وذلك عبر تتبع خطوات الصراع الدرامي، مع تنويع الأدوار، ولاسيما أن الحكاية الأمازيغية تتوفر فيها خاصية التمسرح بشكل واضح وجلي، وهذا ما يدخل في نطاق الإثنوسينولوجيا. وقد توفق المخرج والممثل الأمازيغي الريفي (عمرو خلوق) في تشخيص مجموعة من الحكايات الشعبية الأمازيغية دراميا وفنيا ومسرحيا. ¿ ملاحظات واستنتاجات: بناء على ما سبق ذكره، يمكن أن نستخلص مجموعة من الملاحظات والاستنتاجات المهمة المتعلقة بالحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف، ويمكن حصرها في الملاحظات والاستنتاجات التالية: 1- ارتباط الإنسان الأمازيغي وجوديا بالحكاية الشعبية سردا وحكيا وتسلية وترفيها. 2- لقد ظهرت الحكاية الشعبية قبل باقي الفنون الأدبية والفنية الأخرى كالقصة والمثل والرواية والمسرح… 3- تعبر الحكاية الشعبية عن التفكير الأسطوري والخرافي والطقوسي عند الإنسان الأمازيغي في التعامل مع الظواهر البشرية والطبيعية، وذلك قبل أن ينتقل إلى فترة العقل واللوغوس والوضعية العلمية. 4- كان المستمزغون الغربيون (أوي طوبي، وهودسون، وروني باسيه، وأندريه باسيه، و وإميل لاووست، ووروبير مونطاني، ولاكوست، … ) سباقين إلى الاهتمام بالحكاية الشعبية الأمازيغية في الريف وغيرها من المناطق الموجودة في شمال أفريقيا، وذلك قبل أن يهتم بها أصحابها من الدارسين العرب والأمازيغ. 5- تأثر الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية بالحكايات الشعبية الصينية (ثقافة التنين)، والحكايات الشعبية الهندية (ألف ليلة وليلة- حكايات الحيوان)، والحكايات الشعبية الفارسية ( كليلة ودمنة)، والحكايات الشعبية العربية الإسلامية(حكايات جحا ، وحكايات النوادر، وحكايات الفقهاء والمتصوفة والأولياء الصالحين)، والحكايات الشعبية الغربية (سوندريون، وحكايات الإخوة، وحكايات الصراع مع الغول أو الغولة…)، والحكايات الشعبية الأفريقية (حكايات الشعوذة والسحر والطقوس الغريبة…). 6- دراسة الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية ، وذلك في ضوء مقاربات متنوعة: سوسيولوجية وأنتروبولوجية ونفسية وتاريخية وفنية وأدبية ودرامية وبنيوية وسيميائية وببليوغرافية. 7- لم تحظ الحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف بالدرس والتحليل والنقد والجمع، كما هو حال الدراسات الاستمزاغية وحال الدراسات بمنطقة سوس ومنطقة القبائل، باستثناء بعض الدراسات التي قام بها بعض دارسي المنطقة كزبيدة بوغابة، ومحمد اليوبي، ومحمد أقضاض، وجميل حمداوي… 8- مازالت الحكاية الشعبية الأمازيغية بمنطقة الريف لم يتم جمعها وتدوينها وتوثيقها، بل بقيت إلى حد الآن تنتقل من شخص إلى آخر بطريقة شفوية. وآن الأوان لجمعها وتصنيفها والتعليق عليها، ودراستها دلاليا وفنيا وجماليا وقيميا. 9- تراجع الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية عن أداء أدوارها السابقة ، وذلك بسبب هيمنة الوسائل السمعية والبصرية المعاصرة على حياتنا اليومية ، والتي أثرت بشكل سلبي على السمر الحكائي الليلي، وخاصة في المدن، وإن كانت الحكاية الشعبية مازالت مستمرة بشكل من الأشكال في البوادي البعيدة عن مظاهر الحضارة الغربية والمدنية المعقدة. 10- يلاحظ أن كثيرا من الحكايات الشعبية الأمازيغية الريفية تتشابه مع نظيراتها من الحكايات الشعبية في مناطق العالم على مستوى الأحداث والوظائف، ولكن الاختلاف يكمن في اختلاف الشخصيات المنجزة للأحداث. 11- استفاد المسرح الأمازيغي الريفي كثيرا من توظيف الحكايات الشعبية المحلية، كما يتجلى ذلك واضحا في مسرحية” نونجا” للمخرج فاروق أزنابط. خلاصة تركيبية: وخلاصة القول: لقد عرف الأمازيغيون الحكاية الشعبية بمنطقة الريف منذ وقت بعيد جدا، سواء أكانت حكاية فانطاستيكية أم حكاية حيوانية أم حكاية ساخرة أم حكاية اجتماعية أم حكاية القديسين والمتصوفة والفقهاء، والذين يعرفون في المجتمع الأمازيغي الريفي بأصحاب الخوارق والكرامات الغريبة والعجيبة. وقد بينا أيضا في هذه الدراسة التوثيقية بأن الريفيين الأمازيغ قد عرفوا الحكاية الشعبية عن طريق الرواية الشفوية نقلا وحفظا وإبداعا . وبعد ذلك، أخضعت للجمع والتدوين والتقعيد والنقد. ويلاحظ كذلك أن الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية قد ركزت دلاليا على الكثير من الظواهر الاجتماعية والإثثنوغرافية والأخلاقية والنفسية كترجيح كفة الخير على كفة الشر، والدعوة إلى تمثل الأخلاق الفاضلة، والتحلي بالقيم النبيلة ، والاهتداء بمبادئ الفروسية الحقة ، وبروز الصورة المشوهة للمرأة الشيطانية الممتسخة، وارتباط الإنسان الأمازيغي الريفي بالبادية والأرض والفلاحة وتنشئة الأسرة . هذا، وقد استعانت الحكاية الشعبية الأمازيغية الريفية فنيا وجماليا بآليات الفانطاستيك، وتشغيل مقومات التخريف، واستعمال صور الأسطرة والترميز في تبليغ الحكاية إلى المتلقي السامع. وقد تطبعت هذه الحكاية أيضا بطابع الفكاهة والسخرية والباروديا والنادرة والتنكيت. وتتميز هذه الحكاية كذلك بسمة التثاقف مع الحكايات الشعبية العالمية تناصا وتأثرا وتأثيرا ؛ مما جعلها حكاية إنسانية منفتحة تحمل قيما اجتماعية وأخلاقية وإثنوغرافية عامة وكونية . الهوامش: 36 – محمد أقضاض وآخران: إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف،مطابع أمبريال، سلا، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1994م، ص:84؛ 2 – رشيد الحسين: الحيوان في الأمثال والحكايات الأمازيغية، منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي،الرباط، الطبعة الأولى سنة 2000م، ص:18-19؛ 3 – محمد شفيق: لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين، دار الكلام، الرباط، الطبعة الأولى سنة 1989م، ص:77؛ 4- يمكن الاستئناس بالمراجع التالية في مجال الحكاية الشعبية بالجزائر: “Trois Cahiers de contes Populaires de la Kabylie du Jurjura “, Recueil de contes, traduction partielle, Père Rivière, 1882. “Tradution de contes berbères”, Recueil de contes, Leblanc de Prébois, 1897. “Chants berbères de Kabylie”, Jean El Mouhouv Amrouche. 1re édition, Tunis, Monomotapa, 1939. 2e édition, Paris, collection “Poésie et théâtre”, dirigée par Albert Camus, Editions Edmond Charlot, 1947. 3e édition, Paris, L'Harmattan, préface de Henry Bauchau, 1986. 4e édition (édition bilingue), Paris, L'Harmattan, préface de Mouloud Mammeri, textes réunis, transcrits et annotés par Tassadit Yacine, 1989. “Légendes et contes merveilleux de la Grande Kabylie”, Recueil de contes, Volume 1 et 2, Auguste Mouliéras, 1893 – 1897. “Légendes et contes merveilleux de la Grande Kabylie”, Recueil de contes, Traduction intégrale des recueils de Auguste Mouliéras, Camille Lacoste, 1965 “Le Grain magique”, Marguerite Toas Amrouche, recueil de contes et de poèmes”, 1966. “Les Isefra de Si Mohand ou M'hand”, Mouloud Memmari, texte berbère et traduction, Paris, Maspero, 1969, 1978 et 1982, Paris, La Découverte, 1987 et 1994. ” Poèmes et chants de Kabylie”, Malek Ouary, Saint- Gennain-des-Prés, Paris, 1972. “Poèmes kabyles anciens”, Mouloud Memmari, textes berbères et français, Paris, Maspero, 1980, Paris, La Découverte, 2001 “Tellem chaho, contes berbères de Kabylie”, Paris, Bordas, 1980. “Yenna-yas Ccix Muhand”, Mouloud Memmari, Alger, Laphomic, 1989. “Machaho, contes berbères de Kabylie”, Mouloud Memmari, Paris, Bordas. 5 – Du Noghreb : Nouveaux contes berbères, Paris, 1897 ; 6 -Laoust Emile : Contes berbères du Maroc, Paris, Maisonneuve et Larousse, 1949 ; 7 – Leguil Alphonse : Contes berbères du Grand Atlas, Vanves, 1985 ; 8 – Roux Arsène : Récits,contes et légendes berbères en Tachelhit,Rabat,1942 ; 9 – عبد العزيز بوراس: ءوميي ن حمو ءونامير، مطبعة المعارف الجديدة، طبعة 1991م؛ 10- عبد الرحمن باحوس:( قراءة في الحكاية الشعبية الأمازيغية الأطلسية: حكاية القنفوذ والذئب نموذجا)، مجلة الفرقان،المغرب، عدد38، 1997، ص:65-71؛ 11- رشيد الحسين: الحيوان في الأمثال والحكايات الأمازيغية، منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2000م؛ 12- عبد الرحمن بلعياشي: ( الحكاية الشعبية: قراءة في نص تزمرتتالي الأمازيغي)، في الثقافة والأدب، أكادير، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2002م؛ 13- محمد الراضي: تيحيجا، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الرباط، الطبعة الأولى سنة 2009م؛ 14-El Ayoubi Mohamed : les merveilles du Rif :contes berbères narrés par Fatima n'Mubehrur,Utrecht,2000 ; 15- محمد أقضاض:إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف، مطابع أمبريال، سلا، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1994م، صص:67-126؛ 16- محمد أقضاض: شعرية السرد الأمازيغي، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الرباط، الطبعة الأولى سنة 2007م، صص:79-146؛ 17-Boughaba Zoubida : Cuentos populares del Rif contados por mujeres cuentacuentos.ED.Marguano.Madrguano.Madrid.2003; 18- Uwe Topper : Cuentos populares de los Berberes, Version espaňola de Jesus Rey-Joly.ED.S.A.Miraguano.Madrid.2003 ; 19- أوي طوبر: من حكايات البربر الشعبية، إعداد وترجمة: موسى أغربي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، رقم:65، الطبعة الأولى سنة 2003م؛ 20- انظر محمد أقضاض وآخران: إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف، ص:114؛ 21- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:116؛ 22- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:117؛ 23- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:120؛ 24- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:124؛ 25- محمد أقضاض: شعرية السرد الأمازيغي، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الرباط، الطبعة الأولى سنة 2007م، ص:101؛ 26- محمد أقضاض: شعرية السرد الأمازيغي،ص:79؛ 27- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:113؛ 28- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:116؛ 29- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:119؛ 30- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:114؛ 31- راجع هذه الحكاية عند محمد أقضاض:نفس المرجع،ص:117؛ 32- راجع هذه الحكاية عند محمد أقضاض: نفس المرجع ، ص:121؛ 33- راجع هذه الحكاية عند محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:120؛ 34- راجع هذه الحكاية عند محمد أقضاض: نفس المرجع ، ص:124؛ 35- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:112؛ 36- محمد أقضاض: نفس المرجع، ص:117.