تقديم : ماذا لو استمع الإنسان إلى كل واحد و أصغى إلى حاجاته النفسية و عواطفه و مشاعره ، و صحح منها ما يمكن أن يصحح وهذب ما يمكن أن يهذب ، الأمر صعب في زمن يغلب عليه التسارع و عدم القدرة على التوقف قليلا والتأمل في الحاجات الحقيقية للإنسان ، قد تلامس هذه الحكاية بعضا من هذا الموضوع .. الحكاية كان حتى كان ، فيما مضى من الزمان ، حتى كان الحبق و السوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام .. يحكى أن رجلا كان يعيش مع زوجته وأمه و أخته في بيت واحد في سعادة و هناء، و انسجام تام . و في يوم من الأيام رآهن الرجل يتهامسن برغبتهن في الذهاب إلى أحد الأولياء الصالحين يسمى أبو حصير ليحقق لهن مرادهن و رغباتهن المخفية . نهض الرجل باكرا وسبقهن إلى الولي الصالح المذكور،و لف عليه حصيرا وجده في المكان حيث لم يعد يظهر منه شيء ، ليسمع ماذا ستطلب كل واحدة منهن . و عندما وصلت النساء إلى المكان ،كانت أول من تكلمت الزوجة، التي قالت: أنا أريد فقط أن يعتني زوجي بي و بأولادي. و قبلت الحصير و تمسحت به . تم تقدمت الأخت وقالت مخاطبة الحصير : أنا أريد من أخي أن لا يحول دون زواجي من الرجل الذي خطبني منه . و تمسحت بالحصير و قبلته و هي تتمتم بكلام غير مفهوم . و في النهاية تقدمت الأم قائلة: أنا أريد منك يا صاحب الحصير أن تجعل ابني لا يقف في وجه زواجي. و قبلت الحصير و هي تدعوه أن يحقق مرادها من الزيارة . و في المساء ، عندما عادت النساء إلى البيت ، قال الرجل لزوجته : أحس أنني مقصر في اهتمامي بك لذلك سأعتني بك و بأبنائك و لن ينقصك شيء ابتداء من الآن. وقال لأخته: و أنت يا أختي سأزوجك بالرجل الذي خطبك. و قال لأمه: سأزوجك بدورك من الرجل الذي تريدينه. و عندما سمعت الأم بأنها ستتزوج، أخرجت صندوقا مملوءا بالذهب كانت قد أخفته بمكر عن ابنها في أحد جدران البيت، و هي تفكر في أن تأخذه إلى بيت زوجها الجديد. فطلب منها ابنها أن ترافقه إلى حيث ينتظرها الزوج الجديد ، فأخذها إلى غار مظلم يسكن فيه غول متوحش، و قال لها: هنا يسكن زوجك، اذهبي إليه فهو ينتظرك على أحر من الجمر فأسرعي إليه. فلما أبصرته قادما و عيناه حمراوتان يتوهجان في ظلمة الغار، قالت له و هي تقدم له الصندوق المليئ الذي كانت قد أخفته عن ابنها : تعال يا صاحب العينين الأحمرين ، خذ مني هذه الهدية. فلما وصل إليها الغول افترسها و مزقها إربا إربا . سيلي يا حكايتي من واد إلى واد و أنا أبقى مع الناس الأجواد المصدر : الدكتور محمد فخرالدين كتاب موسوعة الحكاية الشعبية الحكاية 10. انتظروا غذا حكاية أخرى عن عاقبة فعل الشر على صاحبه و تأمل أيها القارئ الكريم معنى القولة التي تلامسها الحكاية : لا تلتمس صلاح نفسك بفساد غيرك