كان حتى كان ، فيما مضى من الزمان ، حتى كان الحبق و السوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام .. كان ولد البومة و اسمه بوبكر حسب أصل الرواية و بتسكين الحرف الثالث قد أرسل أمه البومة لتخطب له ابنة الصقر، و فعلا ذهبت البومة عند الصقر، تريد أن تطلب يد ابنته لولدها بوبكر ، قرعت الباب فخرج عندها الصقر و قال لها: ما سبب زيارتك ؟ قالت: أرغب في أن أزوج ابني من ابنتك. قال لها : حتى انظر ابنك و أختبره و بعد ذلك أوافق على ذلك. عادت البومة إلى ولدها و أعلمته بالأمر و أخبرته أن الصقر يريد أن يراه ، وقالت له: استعد جيدا ،أظهر انك شجاع وقوي وماهر في الصيد ، لأن عمك الصقر يريد أن يختبر قوتك وشجاعتك. أجابها بوبكر بكل كبرياء أن الأمر سهل و أنه في كامل قوته واستعداده. وعندما جاء الصقر إلى بيت البومة ، دق الباب ، فخرجت إليه هي و ابنها الذي أظهر اعتدادا مبالغا فيه بنفسه، قالت البومة: إليك بولدي حتى تجربه. قال لها الصقر: سنخرج قليلا معا، أختبره لأعرف إن كان يعرف كيف يصطاد الحمام أم لا . قالت له البومة: أنا موافقة بشرط أن لا تقسو عليه في الاختبار. حلق الصقر عاليا في السماء و قلده ابن البومة الذي حلق بدوره في عقبه، و دام طيرانهما وقتا غير قصير حتى أبصر الصقر حمامتين تشربان عند غدير ماء ، فسأل ابن البومة : هل رأيت شيئا يا ولدي ؟ أجابه ابن البومة: لم أر شيئا يا عمي الصقر، أين .؟ قال الصقر في نفسه: هذا الولد قليل التجربة، لم يسبق له أن اصطاد شيئا. ثم قال له: انظر عند الغدير. قال له: أرى حمامتين تشربان من ماء الغدير. قال له: انزل و اصطدهما. قال ابن البومة: انزل أنت الأول. فنزل الصقر من عليائه وحمل على حمامة واصطادها. و عادا مرة أخرى إلى التحليق عاليا حيث كانا، وانتظرا حتى حطت حمامتان من جديد لتشربا من الغدير. و جاء دور ابن البومة، فقال له الصقر: انزل الآن. فنزل ابن البومة لكن عوض أن يصيب الحمامة رشق منقاره في الوحل، فغرق في الوحل لا يستطيع حراكا . أين هو؟ أين هو ؟ بحث عنه الصقر فلم يجده، فقد عثر عليه الأطفال و أخذوه ليلعبوا به، فأخذ الصقر الحمامة التي اصطادها و انصرف لحاله . و لم تلبث أن جاءت البومة و سألت الصقر عن ابنها: أين تركت ولدي ؟ قال الصقر: عهدي به في الغدير، أراد أن يصطاد حمامة، فنزل و لم يصعد فذهبت في حالي . قالت له: ارجع لي فقط ولدي لم أعد أريد منك لا زواجا ولا أي شيء. قال لها الصقر: ماذا تقولين؟ قالت له: احضر لي فقط ولدي من أي مكان كان فيه ؟ طار الصقر و حلق عاليا حتى رآه بين يدي الأطفال يلعبون به أحدهم يرميه للآخر ، فحمل عليهم بخفة واختطفه من بين أيديهم. و قال له الصقر: ماذا وقع لك؟ فرد ابن البومة بادعاء و غرور: أنا كنت أريد أن اصطاد الحمامتين معا في نفس اللحظة. فسكت عنه الصقر و لم يجبه، و أعاده الى أمه و هو يقول في نفسه: لا يمكن أبدا أن يكون ولد البومة مثل ولد الطائر الحر. وسيلي أيتها الحكاية من واد إلى واد ،وأنا أبقى مع الناس الأجواد المصدر : الدكتور محمد فخرالدين كتاب موسوعة الحكاية الشعبية الحكاية 15. رسوم الكاتب . ملحوظة : يسهل على القارئ الكريم أن يدرك القيمة أو العبرة وراء هذه الحكاية لذلك أترك الأمر بدون تعليق . إلى اللقاء غذا مع حكاية أخرى