تقديم يؤكد الباحثون أن الحكاية لها علاقة مع التحليل النفسي من خلال ما تعرضه من استيهامات و عقد Bettelheim :psychanalyse des contes de fées ، ;و ما تمارسه من تطهير على وعي المتلقي ليتجنب السلوكات السيئة لشخوصها على مستوى الحياة ، فمن خلال متابعة الرغبات الغريبة للذئب بونوارة تحارب هذه الحكاية الأنانية و الذاتية المفرطة و تشجبهما ، لأنها سبب في هلاك المجتمع ككل .. الحكاية كان حتى كان ، فيما مضى من الزمان ، حتى كان الحبق و السوسان في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام .. يحكى أن الذئب كان متزوجا ذئبة، فلما وضعت بطنها وضعت سبعة جراء ، و كان أحدهم قد ولد وله زهرة بيضاء في جبينه. فلما رأى الأب هذا الجرو و تأمل مليا في العلامة الموجودة على جبينه، قال لزوجته: هذا الجرو كليه و تعشي به. قالت له: آكلهم كلهم إلا جروي هذا ذو الزهرة البيضاء ، فسيبقى و سيعيش . مرت أيام كثر ذهب نهار و جاء آخر و كبر الذئب ذو الزهرة البيضاء مدللا من طرف أمه، و في يوم من الأيام قال لها: أمي أريد أن أتزوج. أجابت الأم: نعم يا ولدي اختر لك التي تريد من بنات أعمامك وسأطلب لك يدها من أهلها. قال لها: لا يا أمي أريد بنت السلوقي . قالت له مستنكرة: هل أنت عاقل ؟ ماذا تقول ؟ ألا تعرف أن السلوقي عدو لنا منذ القديم . قال لها: هذا ما أريده. قالت له مهددة: سأخبر أباك. رد عليها: لا يهمني ذلك. ذهبت أخبرت الأب بما ينوي فعله فحمل هذا الأخير رحيله وانصرف هذا ما كان من أمر الأب ، أما ما كان من أمر ذو الزهرة البيضاء ، بونوارة ، فقد ذهب يبحث عن بنت السلوقي ،واقترب من مساكن الناس إلى أن لمحته الكلاب فكثر نباحهم عليه ، و ترصدته وهرب فطاردته الكلاب وتبعهم الناس، فأوصلهم إلى حيث توجد أمه و إخوته ، و دخل إلى أبعد مكان في الغار وجلس وكأن شيئا لم يقع . أشعل المطاردون النار وبدأوا يدفعون الدخان إلى داخل الغار، فأحس الذئاب بالاختناق ، و بدأوا يخرجون الواحد تلو الآخر ، وكل من خرج يقتله الناس ،و يتأملون جبينه فلا يجدون الزهرة البيضاء ، ويقولون ذو الزهرة البيضاء لازال في الداخل فيستمرون دفع الدخان إلى داخل الغار . حتى قتلوا الجميع الأم و الإخوة وفي الأخير خرج ذو الزهرة البيضاء فأخذ و قتل شر قتلة ، هكذا كان الذئب بونوارة سببا في هلاك الجميع ، لقد كان فعلا بنوارتو . وسيلي يا حكايتي من واد إلى واد و أنا أبقى مع الناس الأجواد المصدر : الدكتور محمد فخرالدين كتاب موسوعة الحكاية الشعبية الحكاية 18. انتظروا غذا حكاية أخرى عن الرغبات الدفينة