تصريحات هشام ايت منا تشعل فتيل الصراعات المفتعلة من جديد … !    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي        الرباط: المنظمة العربية للطيران المدني تعقد اجتماعات مكتبها التنفيذي        28 ناجيا من تحطم طائرة بكازاخستان    مسؤول روسي: المغرب ضمن الدول ال20 المهتمة بالانضمام إلى مجموعة "بريكس"    التوحيد والإصلاح: نثمن تعديل المدونة    بلاغ رسمي من إدارة نادي المغرب أتلتيك تطوان: توضيحات حول تصريحات المدرب عبد العزيز العامري    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    بعد تتويجه بطلا للشتاء.. نهضة بركان بالمحمدية لإنهاء الشطر الأول بطريقة مثالية    الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي    تأجيل محاكمة عزيز غالي إثر شكاية تتهمه بالمس بالوحدة الترابية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    الريسوني: مقترحات التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة قد تُلزم المرأة بدفع المهر للرجل في المستقبل    الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني: التحفيز والتأديب الوظيفي آليات الحكامة الرشيدة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    "ميسوجينية" سليمان الريسوني    ترامب عازم على تطبيق الإعدام ضد المغتصبين    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    بنحمزة: الأسرة تحظى بالأهمية في فكر أمير المؤمنين .. وسقف الاجتهاد مُطلق    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ونجح الاتحاد في جمع كل الاشتراكيين! .. اِشهدْ يا وطن، اِشهدْ يا عالم    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    الخيانة الزوجية تسفر عن إعتقال زوج وخليلته متلبسين داخل منزل بوسط الجديدة    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    ‬برادة يدافع عن نتائج "مدارس الريادة"    المخرج شعيب مسعودي يؤطر ورشة إعداد الممثل بالناظور    الاعلان عن الدورة الثانية لمهرجان AZEMM'ART للفنون التشكيلية والموسيقى    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث        ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان السينمائي مصطفى تاهتاه يكشف كواليس حياته لاخبار بلادي
نشر في أخبار بلادي يوم 30 - 09 - 2010

يعيش مع عشرين قط وقطة وثلاثة كلاب بمنزل بسيط بعيدا عن التجمعات السكنية، هربا كما قال لنا عند زياتنا له بمنطقة تامصلوحت حوالي 30 كلم عن مدينة مراكش، عن ( صداع بنادم) وان اختياره لهذا المكان كان رغما عنه وليس هو من اختاره. ظنه البعض أن مسه الجنون، وصار ( هدويا)، إلا أن ذلك غير حقيقي، فجع في فقدان ابنه البكر ذي العشرين سنة، طعنه الأًصدقاء وتلامذته من الخلف، ورد له الفنان أنور الجندي الاعتبار وأعاده للممارسة التمثيل. فبرهن أنه جدير بذلك، مثل في أفلام سينمائية كبيرة، مثل ( في انتظار بازوليني) مع المخرج المغربي داوود أولاد السيد، و ( النبي نوح) مع مخرج لبناني كما أكمل قبل أسبوع تصوير مسلسل القاع قاع مع السوريين.له انفة الفنان الحقيقي، ولا يرضى بدق أبواب المسؤولين من اجل استجادتهم. وندد بكل من يهين بمهنة التمثيل، من الطفيليين على الميدان. إنه الفنان السينمائي مصطفى تاهتاه الذي أجرت معه ( اخبار بلادي) هذا الحوار.
+ من مدينة مراكش إلى بيت بسيط بمنطقة" تامصلوحت" كيف تفسر لنا هذا التحول لفنان كبير مثل مصطفى تاهتاه؟
تاهتاه: كما يقول المثل، للضرورة أحكام، الذي وقع بسيط جدا، البعض يظن أن الفنان يختار العزلة والبعد عن المدينة، أنا العكس، فقد ورث نصيبا كان ضئيلا جدا لا يتعدى 7 ملايين سنتيم، وهذا المبلغ لا يمكنني به وفي مدينة مراكش أن تضمن بها حتى الرهن، وأنا ضد الرهن لأن معناه عدم الاستقرار، فأنت كل سنة يمكنك أن تغير مسكنك، وبهذا لا يمكنك أن تملك عنوانا قارا. فجائتني الفكرة.. والله لم أعرف هذا المسكن إلا بعد أن حملت له أمتعتي، أنا لا املك أثاثا فاخرا، إنه أثاث بسيط جدا كما ترى، ولم أعرف هذا البيت إلا بعد أن حملت له أمتعتي، فرب صدفة خير من ألف ميعاد ومن ألف مٌكتاب.ووجدت راحتي هنا، فالبيت لم يكن يتعدى حجرة واحدة ومرحاض عار بدون جدران( تدخليه تتبان). ومع المدة ( جاب الله شي رزيق) فشيدت مرحاضا بالحيطان وأضفت غرفة أخرى. فأنا جد سعيد بهذه المنطقة، أولا فأنا في مكان بعيد على الناس عن الأحياء، وأنا جد سعيد بالقطط التي تعيش معي والذي يصل عددهم 20 قط وقطة و3 كلاب. وجلهم كانوا متوحشين وكانوا يبيتون في الخلاء، والآن أصبحوا أليفين ويعيشون معي بالمنزل.
+ ألم يكن من الأحسن أن تعيش في منزل يليق بك كفنان سينمائي كبير كما هوالحال للبعض الآخر من الفنانين؟
تاهتاه: أنا مقارنة، وأقولها بصراحة، لأني أعرف أن هذا "المنبر صريح وأعرف كل ما يتعلق به وما يعيشه الإخوان في الدار البيضاء من مضايقات "، أنا اعرف بعض الفنانين وليس البعض بل أعرف الكل، لأني عاشرت أناسا في هذه المهنة
قبلهم، يعيشون في ظروف رفاهية، كلهم لديهم فيلات وسيارات – اللهم ولا حسد- ولكن بماذا حصلوا على ذلك، بطبيعة الحال ليس بالمهنة، كلهم تقربوا إلى الديوان الملكي، تقربوا إلى الولاة، تقربوا إلى بعض البرلمانيين، فاستفادوا من بقع أرضية ومن رخص النقل( طاكسيات أو حافلات) وأنا أعرفهم جيدا، وليس لهم أية علاقة بهذا الميدان، لأنهم بعدما استفادوا من هذه الإمتيازات، انسحبوا ولكن لما يحاورهم أحد يتباكون ويشتكون، أنا أعرف بعض الفنانة يعيشون أحسن من بعض الأطر الكبيرة في الدولة. أنا لا أبالغ. وأنا والله العظيم ما استفدت من هذا البلد إلا بشيء واحد هي محبة الناس والجمهور التي لا قيمة لها.. أنا لا أتألم و لا استجدي أحدا.
+ ألم تكن هناك محاولات للاستفادة ؟
تاهتاه: كان هناك بعض الإخوان طالبوا مني رسالة لبعثها إلى الديوان الملكي لكي تستفيد، فقلت لهم لا، من يريد أن يمنحك لقمة فهو يعرف أين يجد فمك، أنا لا أستجدي نهائيا، لقد استفدت من امتياز بسيط و وحيد، فأثناء عرض ملحمة
( نحن) فقد كان لدي دور رئيسي فيها مع الأستاذ الطيب الصديقي، وهي ملحمة ضمت جميع الممثلين المغاربة، أثرت انتباه المرحوم الحاج عبد السلام الزياني، الذي خيرني بعد أن علم بعطالتي، بين العمل كموظف في الإذاعة الوطنية( حينها كانت وزارة الداخلية هي التي تتحكم في كل شيء) وبين الوظيفة بمسرح محمد الخامس، فنصحني الفنان الطيب الصديقي بالالتحاق بالمسرح، بالفعل اشتغلت مدة أربع سنوات بمسرح محمد الخامس بالرباط كموظف مقابل 1000 درهم شهريا، لم تكن تكفيني حتى للإقامة، تزامنت هذه الوظيفة بالاشتغال في بعض المسلسلات والأفلام ومسرحيات، وفي فترة لم يبق لدي عمل، فوجدت أن راتب 1000 درهم لم يعد يكفيني حتى في الإقامة، فانسحبت.
+ وجود الإتلاف المغربي للثقافة والفنون ألم ينظر في وضعيتك؟
تاهتاه: الإتلاف له طموحات كبيرة جدا، ولكن متى ستتحقق، مشكلة الإتلاف.. أعطيك مثالا، بطاقة الفنان التي منحت لنا، ما فائدتها، ليس لها أي امتياز، وبالخصوص إذا وجدنا من هب ودب حصل عليها، لأن اللجنة المكلفة بتوزيع هذه البطاقات الفنية، بطاقة الفنان، ليس لها ذاكرة، فهل شخصا في عمره 40 سنة يحكم في شخص لديه 50 سنة من التجربة في الميدان؟ ليس لهم ذاكرة ولا يفهمون. والمشكل الثاني والأساسي هو تغيير الوزراء، لابد من الوزير أن يبقى في منصبه مدة طويلة، فنحن نرى وزير لم يمر من زمنه في المنصب سوى سنتين ويعوضونه بشخص آخر، فالأول لديه خطة عمل ومشاريع ربما هي في صالح الفنان، وحينما يشرع في العمل بها يأتي وزير جديد وهو الآخر يأتي بحطة عمل أخرى وجديدة ويغير كل ما سبقه من عمل، هذا لايمكن، فحتى الشارع إذا سألته من هو وزير الثقافة لا يعرفه. لا بد من بقاء الوزير في منصبه لمدة طويلة و يمكن حين ذلك أن يعطي نتيجة، لم نعد نعرف لا الوزراء و الولاة والعمال، لا يبقى شيء على حاله خصوصا في الثقافة.
+ مصطفى نعود إلى مدينة مراكش، هذه المدينة ماذا منحتك؟
تاهتاه: فنيا أنا لا أشتغل بمراكش بطبيعة الحال البداية كانت بمراكش ولكن احترافيا أنا لا أشتغل بها، منحتني أولا اللهجة المراكشية وهذا امتياز في التشخيص، منحتني محبة المراكشيين، ومنحتني شيئا لا يمكن أن يمنح لأي أحد ثقة النفس والأنفة التي هي رأس مال أي فنان، الفنان الذي ليس له أنفة واعتزاز بالنفس واحترام الناس، ليس فنانا.. هذا ما منحتني مراكش، وغير ذلك والله العظيم ( يصمت برهة) « حشومة على مراكش.. حشومة على المسوؤلين ديال مراكش أنهم ما يلتفتوش لي.. عيب عليهم " لماذا، ربما لأني لا أدق بابهم لا أتقرب إليهم ربما هذا هو السبب، أنا لم أدق في حياتي باب مسؤول من ذوي السلطة أو من المنتخبين، لأنهم هم من ينبغي عليهم دق باب منزلي، ومن يكذبني بهذا الأمر يواجهني. ويعطي الحجة، لم أدق باب أحد، ولن أدق بابهم. من يريدني يعرف باب بيتي.
+ هل هناك جهات معينة أو أيادي خفية تحاول إبعادك عن الساحة؟
تاهتاه: أنا أولا، لن يبعدني أي أحد، لأنه مازال حضوري متميز في الساحة الفنية، إنما المسؤولين هنا، وبصراحة فالانتماء الحزبي هو الحاصل الآن، وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه هذه البلاد، إذا كان لهم هما ثقافيا يمكنهم أن ينادوا عنا ويسألوا، فأنا لا يمكن أن استجديهم، وأنا لا انتمي لأي حزب. وأكيد أن هناك أيادي خفية، وهذه غيرة وحسد، وأنا أستثني بعض الإخوان الشرفاء، أما البعض الآخر يسبونني ويشتمونني وينعتونني بالفوضوي. وإذا أتتك مذمة من ناقص، فتلك شهادة بأني كامل. من هم هؤلاء؟ ومن أين تأتي؟ من تلامذتي الذين لقنتهم المهنة ووجهتهم، وهم من يغيرون مني ويحاربونني. ( فكم علمته الرماية ولما كذا كذا رماني، وكم علمته نظم القوافي، ولما قال شعرا هجاني). وهذه هي الدنيا والبقية للأصلح، وأتحداهم، لقد رأيت مواقفهم في المشاركة الأجنبية لايستطعون قول جملة بالفرنسية أو الإنجليزية، و أيضا في أفلام سورية، دون المستوى، إذن لماذا تغيبون عن المشاركة أيها الممثلون المراكشيون الجدد و القدامى، لماذا لا تشاركون في الأعمال السورية، لسبب بسيط، هل أنتم ضدهم، لا، لا تستطيعون أن تجاروا أعمالهم، إذا أردت العمل معهم عليك أن تكون متمكنا من اللغة العربية، السوريون يأتون بدكتور مدقق في اللغة العربية، أخجل أن أقول أن هناك من الممثلين من يخطئ حتى في البسملة.
+ نبقى بمراكش، فقد عرفت المدينة تنظيم الدورة التاسعة لمهرجان الدولي للسينما، غير أن الملاحظ أن الجمهور لم يلاحظ حضورك رغم الأعمال السينمائية التي قمت بها لماذا هذا الغياب؟
تاهتاه: أولا مهرجان السينما، يجب أن يحضره السينمائيين، وأخجل أن أقترح هذه الفكرة وخصوصا أن في إدارة المهرجان يوجد صديق عزيز علي هو الكاتب العام العجيلي، علي أية مقاييس تتم دعوة الضيوف، نعرف بأن الأجانب يدعوهم ابن عمومتهم الأجانب، ولكن بالنسبة للمغرب يجب أن تتم دعوة المساهمين في السينما وفي الأفلام السينمائية الجديدة، يجب أن يعلم الجميع أن السينما ليس هي تلفزيون. المهرجان يدعو فناني التلفزيون، وهم بالمناسبة حتى رغم دعوتهم للمهرجان فهم لا يشاهدون فيلما واحدا، العديد منهم يحضر لحفل الافتتاح من أجل الصور، لأن الأمير مولاي رشيد سيحضر للحفل، ويحضرون في حفلة الإختتمام، هم لا يشاهدون فيلما واحدا أقول، أنا لا أقصد أحدا ولكن أنا عن دراية. فيكف يمكن لهذا الشخص أن يشاهد فيلما كوريا ومترجما بالفرنسية وهو لا يعرف حتى العربية، هذا غريب جدا، إنهم يأتون لمراكش لقضاء أسبوع معززين مكرمين بالفنادق، ويجولون بالمدينة ويأتون بالليل ليناموا، وأيضا المشاركة في الحفلات الخاصة ( والعرضات و الله يجازي كل من يستدعي الضيوف والمهرجين).
+ إذن، لماذا لم تحضر للمهرجان؟
تاهتاه: أنا لم أحضر، رغم أن أخي وصديقي وأستاذي أنور الجندي ( الله يطول عمره)، أكد على حضوري في المهرجان، غير أني أقسمت أني لن أحضر له، وقلت له بصريح العبارة( أن سبع أيام ديال لمشماش دابة دوز) وماذا بعد، ماذا يستفيد مراكش من هذا المهرجان أو البهرجة؟ لا نستفيد شيء، أريد ولو لموسم واحد، أن نخصص هذه الميزانية التي وصلت الآن إلى 8 المليار سنتيم أي 800 مليون درهم التي صرفت على هذا المهرجان، لا نصرفها، هذا نداء للمسؤولين، لنوفرها ولو لسنة من أجل إعادة بناء القاعات السينمائية التي هدمت والتي أغلقت، من أجل أن يعود الجمهور، فالسينما هي الجمهور، وليس هي المهرجان، هل بعرض فيلم بساحة جامع الفنا يعتبر مهرجانا.. السينمات أغلقت، القاعات بالمغرب كله أغلقت، لنوفر هذه الميزانية لسنتين ف 16 مليار سنتيم لبناء قاعات ليس بحجم القاعات الفاخرة، هناك قاعات بالأحياء الشعبية وسترى الجمهور يلجها. فأنا في مراكش أحترم كثيرا المسؤولين على قاعة سينمائية بسيطة جدا، ونحن اعتدنها صغارا وهي في عمرها أزيد من 50 سنة هي سينما ( الهلال) بحي سيدي يوسف بن علي، مازالت أبوابها إلى الآن مفتوحة، وتبرمج أفلاما كبيرة جدا. مع العلم أن هناك قاعات سينمائية أغلقت.
+ من خلال هذا الحديث ألمس تحصرا على حالتك، الفنان مصطفى لو سألناك من هم الذين ظلموك في هذه الحياة كيف ترد؟
تاهتاه: أنا ما ظلمت أحدا وما ظلمني أحد، أظن أنني ظلمت نفسي، أولا باختياري هذه المهنة في هذا البلد، هذا ما أود قوله، لم يظلمني أحد، لدي أصدقاء الذين يعترفون بمهوبتي المتواضعة، و أخص بالذكر وأنا ألح عليه في هذا الحوار، هو الأستاذ أنور الجندي، الذي حاول أن يتصل بي فردوا عليه: (مصطفى تاهتاه، والو راه غير جلابة وجورنال هازهم في ايديه، راه حماق) لم يثق بذلك، ونادى علي ولازلت إلى حدود الآن مستمرا في العمل معه، فهو الذي رد لي الاعتبار، لم يظلمني أحد، ( ما ظلموك غير دياولك).
+ لماذا؟
تاهتاه: لأنني لا أعاشرهم، لماذا لا أعاشرهم؟ لأنهم في جلساتهم في بعض المقاهي لاتتعدى المناقشات سوى النميمة في الناس، أو كما ينعتونني باني فوضوي، لا، هل هذا يمتلك كفاءة أم لا؟ إذا كان كفؤا مرحبا به في العمل، لكن متى يشفيني عن هذا الظلم ، هو عندما أتعامل مثلا مع الإنتاجات الأجنبية، مثل الإنجليز والإيطاليون والأمريكيون والسوريون كذلك، يجب أن تعلم التقدير الذي ألقاه منهم.. في الأول يحتقروني لأن بنيتي الجسمانية ضعيفة، لكن أي دورة للكاميرا أثير انتباه المخرج، فيعطي تعليمات معينة: اهتموا بذلك الشيخ.و فعلا أجد الإهتمام.
+ كيف هو هذا الإهتمام، ما هي نوعيته؟
تاهتاه: أعطيك مثلا، أخيرا شاركت مع بعض المخرجين اللبنانيين في سلسلة خاصة عن الأنبياء، واستغربت على قيمة هؤلاء الناس الذين يؤدون مهنتهم باحترافية كبيرة وبموضوعية، فعند اختيار الممثلين أمام المخرج، أتيت بلباس عاد، فطلب مني أن أقرأ حوارا معينا، ومنحني برهة من الزمن من أجل أن أطالع الحوار، فقلت لا، أريد أن أشخصه أمامك الآن، قرأت ذلك الحوار وانسحبت، وبعد نصف ساعة، اتصل بي الصديق(بن شكرة)، الذي كان مكلفا بدعوة الممثلين، قال بأنه تم اختياري لأداء دور ( النبي نوح عليه السلام). لم تتصور تلك القيمة التي منحني ذلك المخرج، بحيث منحت إقامة لوحدي وسيارة خاصة بي، وتعويضا محترما جدا أضفت به غرفتين بمنزلي وأديت ما بذمتي من ديون، وهؤلاء المخرجين المغاربة، يجب أن ( تقصر معاهم).. وتقيم معهم جلسات حمراء، ويجب أن تكون بليدا أولا، ولا تناقشهم حتى لو كانوا على خطأ.
+ ونحن نسترجع معك عبر شريط لمجموعة من لقطات من أعمالك التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، أذرفت الدموع خصوصا في لقطة من فيلم ( الساس)، وأنت تؤدي دور الكاتب العمومي، لماذا بكيت عند هذه اللقطة بالضبط؟
تاهتاه: أولا، لأن هذه اللقطة هو واقعي الحقيقي، أنا والله العظيم ما اتجهت إلى هذا النوع من المسرح الفكاهي، الذي نسميه مسرح الصالون، إلا لأعيش، أنا داخلي كله هموم، عيناي ورائها بحر من الدموع، وسبق لي أن فجرت هذه الحالة في أعمال سابقة مع الفنان عبد الحق الزروالي ( في الوجه والمرآة) وكانت مسرحية في تلفزيون ناجحة جدا، و في
( زورق من ورق) كممثل وكمخرج، وسأقول لك أن دموعي بين عيني.
+ لماذا ، هل هو الخوف من المجهول؟
تاهتاه: لأني أخاف.. أخاف، سأقولها لك ولأول مرة، أخيرا وفي هذه الأيام، لما أضع رأسي على الوسادة، والله العظيم ليس أمامي سوى شبح الموت، أقول دائما سيفاجئني الموت، هل سأصبح أم لا.. وهمي الوحيد، هو زوجتي وابنتي الوحيدة، بعد أن فقدت ابني ذو العقدين، وكانت صدمة قوية في حياتي، فقدت إبنا عزيزا علي بعد فاجأته صعقة كهربائية ومات في الحين فوجدته جثة هامدة. وعندما يأتيني خبر موت بعض الفنانين، أقول إن دوري قريب جدا.
+ الفنان مصطفى كلمة تود أن توجهها للمسؤولين عن هذا الميدان؟
تاهتاه: من يريد أن يعطيك لقمة، فهو يعرف أين يقع فمك، ومن هذا المنبر أوجه تحيتي لمن رد لي الاعتبار، وأعتبره تكريما في حياتي، فلولاه لما عدت لهذا الميدان، ألا وهو الأخ الفنان أنور الجندي الذي أتمنى له الشفاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.