شهدت قاعة الاجتماعات بعمالة سيدي يوسف بن علي سابقا يومه الاثنين 21 فبراير 2011، و انطلاقا من الساعة الثانية بعد الزوال لقاء تواصليا دعا إليه والي جهة مراكش محمد مهيدية ، مع فعاليات المجتمع المدني ,على خلفية أحداث التخريب التي شهدها المنطقة مساء يوم الأحد, بحضور الكاتب العام بولاية مراكش , محمد معزوز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ومصطفى المعطاوي رئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي. في بداية اللقاء تناول الكلمة والي مراكش محمد مهيدية الذي رحب بممثلي المجتمع المدني وفعالياته وشكرهم على تلبية الدعوة شارحا ظروف وملابسات هذا اللقاء التواصلي . و دعا في كلمته التي كانت تفيض بالحرارة , والحيوية , وروح المسؤولية أطر وفعاليات المجتمع المدني بمنطقة سيدي يوسف بن علي إلى الانخراط في مشروع توعية الشباب وتأطيره معتبرا أن مظاهر التخريب والإضرار بالممتلكات العمومية التي شهدتها المنطقة لا تشرف لا ساكنة المنطقة ولا الوطن . وأضاف السيد الوالي أنه على استعداد لمساعدة منظمات المجتمع في عملية التأطير هذه , في القريب العاجل, وذلك بهدف مواكبة مختلف مظاهر الإصلاح ببلادنا , والعمل على الاستجابة لمطالب المواطنين وقضاء مصالحهم . وأشار الوالي إلى أن الجانب السياحي موجود بمدينة مراكش , ليس بسبب توفر المدينة على تجهيزات وبنيات تحتية , وإنما بسبب الروح المرحة للمراكشي, وحسن ضيافته , ولتاريخه المجيد الذي يعتبر سيدي يوسف بن علي أحد رجالته السبعة . وقبل ختم كلمته قال الوالي أن باب مكتبه مفتوح أمام أطر وفعاليات المجتمع المدني لمدارسة جميع القضايا والمشاكل التي تهم ساكنة المنطقة , وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه , ولتغيير الصورة النمطية التي تحاول بعض الجهات إلصاقها بساكنة المنطقة , في القريب العاجل , ووصف مشاركة المجتمع المدني في هذه العملية بالنضالية .كما تعهد بتوفير الأمن للجميع وبضرورة تأسيس ثقافة للتواصل مابين السلطة وأطر المجتمع المدني . بعد ذلك , أعطى الوالي الكلمة لأطر وفعاليات المجتمع المدني بسيدي يوسف بن علي التي تميزت بالإيجابية والبناءة , حيث أجمعت كل التدخلات على أهمية هذا اللقاء التواصلي مابين السلطة وجمعيات المجتمع المدني , كما استنكرت جميع التدخلات وأدانت ما وقع من تخريب للممتلكات العمومية والإضرار بها, باعتبارها مكستبات شعبية . كما حملت بعض التدخلات المسؤولية للأمن لعدم تدخله لوقف التخريب في الوقت المناسب , ومكافحة عناصر الشغب , وكذلك لعدم تواصل السلطة مع فعاليات المجتمع المدني , ذلك أن هذه الجمعيات قادرة على توفير الأمن الثقافي والأمن الاجتماعي لشباب المنطقة , إذا ما توفرت لها الشروط الموضوعية لذلك . كما دعت بعض التدخلات إلى ضرورة التكتل من أجل تأطير الشباب وتأهيلهم من خلال وضع برامج رياضية , ثقافية ,فنية وتنموية , والعمل على تربية الأطفال تربية حسنة وتنشئتهم على السلوك المدني , وقيم المشاركة والتعاون. وفي الأخير اقترحت بعض التدخلات عقد لقاءات تشاورية مع المسؤولين لمدارسة المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها شباب المنطقة خاصة , وساكنتها عامة . ووضع برامج ذات مستوى رفيع, لمحاربة الهشاشة الاجتماعية والتسيب الأخلاقي والانحراف السلوكي سواء داخل المنطقة عامة أو أمام المؤسسات التعليمية بصفة خاصة . أعطيت الكلمة عقب ذلك إلى محمد معزوز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الذي شكر بدوره فعاليات المجتمع المدني على حضورها , وعبر عن اعتزازه بأطر ونخب هذه المنطقة , لينتقل , بعد ذلك , للحديث عن دواعي هذا اللقاء , وأسباب نزوله , مذكرا بأنه ليس من العيب التعبير عن مشاكلنا والإفصاح عنها سواء تعلق الأمر بالتعليم أو بالصحة أو الشغل , فنحن مع المطالب الحقيقية للشباب , يقول محمد معزوز , لكن لسنا متفقين مع شباب يقوم بالتخريب , كما دعا إلى ضروة المشاركة في الأوراش الحقيقية التي يقوم بها جلالة المك . وقبل أن يختم كلمته المقتضبة والمركزة , بشر مدير الأكاديمية الحضور بعقد ملتقى التربية والتكوين بمنطقة سيدي يوسف بن علي في الخمسة عشرة يوما القادمة وذلك بهدف الوقوف على أهم المشاكل الحقيقية التي تتخبط المنطقة في المجال التعليمي , ووصف اللغة التي ستسود هذا الملتقى بالصريحة والواقعية , كما ذكر بأن باب مكتبه مفتوح من أجل مدارسة القضايا التعليمية . و في نهاية هذا اللقاء التواصلي المثمر أشاد الوالي بالقوة الإقتراحية , وجد الايجابية , والبناءة التي تميزت بها مداخلات ممثلي جمعيات المجتمع المدني , وتعهد بتوفير الأمن للمواطنين وحماية منشآتهم العمومية , وبدعم مشاريع المجتمع المدني في مختلف المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية والتنموية وذلك بحضور ممثلي الحكومة في كل القطاعات , كما تعهد بالحد من تجاوزات الوكالة المستقلة للماء والكهرباء بمراكش بصفته الرئيس الإداري لهذه المؤسسة . ووعد الوالي بأن حبل التواصل سيبقى موصولا بمعدل لقاء في الشهر حتى يتم القضاء على مختلف المشاكل العالقة . يذكر أن هذا اللقاء التواصلي مابين السلطة والمجتمع المدني بمنطقة سيدي يوسف يعتبر الأول من نوعه , ومن هنا تبرز أهميته وقيمته , كما عبر عن ذلك العديد من الحاضرين في هذا اللقاء الذي انتهى بترديد كلمات النشيد الوطني .