عبد العالي باجو وعد السيد محمد معزوز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز فعاليات المجتمع المدني بسيدي يوسف بن علي , بعقد لقاء حول مشاكل التعليم بالمنطقة, فوفى بوعده في أقل من المدة التي صرح بها وتلك سابقة تحسب له , ونتمى أن يتخلق بها باقي المسؤولين بالجهة , وذلك يوم الثلاثاء 1 مارس 2011 بقاعة الاجتماعات بعمالة سيدي يوسف بن علي سابقا , بحضور السيد عبد الواحد المزكلدي نائب وزارة التربية بمراكش و مجموعة من رؤساء المصالح بالأكاديمية وبالنيابة وبحضور السلطة المحلية . و وصف السيد مدير الأكاديمية هذا اليوم بالتاريخي لأنه سيؤسس لسياسة القرب والإنصات لمشاكل النخب المحلية معتمدا في ذلك على قيم الصراحة والشفافية وقول الحقيقة . مؤكدا على أن الشأن التعليمي ليس شأنا يهم وزارة التربية الوطنية فقط , بل يهم الجميع , وبالتالي فانخراطهم سيساهم في تطويرالمجتمع المغربي المنشود , مجتمع الحداثة والديمقراطية . وفي السياق ذاته , قام السيد مدير الأكاديمية بعرض لأهم المشاكل التي يتخبط فيها قطاع التعليم بالمنطقة مبرزا النقص الحاصل في الموارد البشرية سواء على مستوى أطر التدريس أو على مستوى أعوان الإدارة التربوية , منوها في هذا الإطار بمجهودات السادة المد يرين , وجمعيات الآباء وأولياء التلاميذ , وجمعيات المجتمع المدني . كما أشار إلى ظاهرة الاكتظاظ التي استفحلت في التعليم الثانوي التأهيلي , والتجهيزات المهترئة والقديمة داخل المؤسسات , لكن في إطار الحكامة وتدبير المؤسسات بشكل ديمقراطي منفتح, يرى السيد المدير , سيتم تجاوز الكثير من هذه المشاكل . أما بخصوص الدخول المدرسي المقبل فقد قال السيد مديرالأكاديمية بأنه لن يكون دخولا ناجحا مائة بمائة, بل ستكون الصراحة هي منهجنا وتحديد الواقع كما هو, لأنه ينبغي أن تحكمنا المصداقية في خطابنا, والتغيير كما نعرف لا يمكن أن يتم دفعة واحدة , كمالا ينبغي أن ندعي أننا نمتلك عصا سحرية لحل كل المشاكل , لذا علينا أن نكثف الجهود من أجل العمل على تحسين مستوى المدرسة العمومية , وذلك باعتماد قيم المبادرة والحوار والتعاقد والإنصات إلى جميع الاقتراحات والانتقادات . من جهته , قام السيد نائب وزارة التربية الوطنية بجرد للوضعية التعليمية بالمنطقة حيث قال بأن الجماعة تتوفر على 22 مؤسسة ابتدائية بمعدل 12505 تلميذ (ة)و6 إعداديات بمعدل 7950تلميذ (ة) و3 ثانويات بمعدل 4674 تلميذ (ة), مبرزا بالأرقام الاكتظاظ المهول الذي توجد عليه وضعية التعليم الثانوي التأهيلي , مما لا يساعد على تلبية جميع حاجيات التلاميذ التربوية , وواصفا مع ذلك النتائج التعليمية بالمنطقة بالمشجعة . من جانبها, أجمعت كل تدخلات فعاليات المجتمع المدني على أهمية هذا اللقاء , وإن كان في نظر البعض منهم قد جاء في سياق الاحتجاجات التي شهدتها مدينة مراكش مؤخرا , كما أبرزت كل التدخلات الاختلالات التنظيمية والتواصلية والأمنية التي يشهدها الواقع التعليمي بالمنطقة بدءا , من الخصاص في الأساتذة والأعوان والأطر الإدارية, والاكتظاظ في الأقسام , ومشكلة تأمين الزمن المدرسي , والارتباك الواضح في تدبير هذا المشكل على مستوى المؤسسات الابتدائية خاصة مما يتطلب تدخلا عاجلا لحله , وسوء تدبير في الموارد البشرية وارتجالية في مصلحة التخطيط وفقدانها لتدبير استباقي في حل المشاكل , إلى جانب غياب الأمن قرب المدارس ولعل المثال الأبرز هو ما تعرفه جنبات ثانوية يوسف بن تاشفين من ظواهر سلوكية شاذة , أما مدخل التلاميذ بثانوية موسى بن نصير فيتطلب تدخلا عاجلا لأن موقعه غير مناسب لا تربويا ولاعمليا بالنسبة لتلاميذ وتلميذات المؤسسة لقربه من سوق يومي ولوجود ظواهر اجتماعية غريبة قربه ,كما أن ما يسمى بالصحة المدرسية لايوجد لها أثر على أرض الواقع , مرورا بضرورة إعادة النظر في مسألة التكليفات الإدارية لأنها تخضع للزبونية والولاءات الشخصية ,النقابية , الحزبية ,وللمزاجية والمحسوبية , فهي حق أريد به باطل , وبإهمال وتهميش ملفات الانتقال التي ينبغي أن تدرس في نهاية الموسم الدراسي , وبضرورة السهر على جميع الحركات الانتقالية بالمراقبة والتتبع , والمطالبة بأساتذة قارين وليس مكلفين بثانوية الخوارزمي 2 , واستبعاد جمعيات الآباء والجماعة الحضرية من التشاور في مجموعة من القرارات التعليمية المهمة , وتقريب بعض الشعب البعيدة , وتوفير النقل المدرسي لتلاميذ المناطق البعيدة . صعدا إلى بعض التدخلات التي أشارت إلى وجود أشباح ببعض المؤسسات التعليمية والإدارية , مما يستدعي الأمر مراقبتهم والعمل على تطبيق القانون في حقهم , و إلى ضعف بارز في الأنشطة التربوية داخل المؤسسات التعليمية , و إلى ضرورة دعم الجمعيات الفاعلة في الميدان , والعمل على وجود حل لمشكلة الساعات الإضافية التي يقوم بعض الأساتذة , لأن ذلك الأمر يتم على حساب التلميذ , كما تم تحميل المسؤولية في مشكلة الخصاص في أطر التدريس إلى السيد مدير الأكاديمية . وانتهاء بتدخل أحد التلاميذ الذي طرح ثلاث ملفات شائكة أولا : غياب الكثير من المفتشين وعدم قيامهم بعملهم ,ثانيا: وجود بعض الظواهر الغريبة عن الفضاء التعليمي, والمتمثلمة في الانحرافات الأخلاقية والسلوكية لبعض الأساتذة , فيكون في الأخير التلميذ هو الضحية, ثالثا: الضعف البارز في الأنشطة التربوية داخل المؤسسات التعليمية . وفي معرض رد السيد مدير الأكاديمية على هذه التدخلات ، نوه بالغيرة الوطنية التي تميزت بها كل مداخلات النخب المحلية مشيرا إلى أن البناء يتم عن طريق الصراحة واستعمال لغة الحقيقة ,وعليه فإننا سنعمل على تخصيص يوم دراسي لتناول المشاكل التعليمية العالقة بالتحليل والمعالجة ,وذلك تبعا لبرنامج مضبوط سيشمل المناطق التعليمية بالجهة . بعد ذلك قدم السيد المدير الاقتراحات التي قال أنه سيحاسب عليها مستقبلا , في غياب تام للجواب على المشكلة التي تؤرق الجميع وهي مشكلة الخصاص في أطر التدريس , والتي حددها في المهام التالية : سيتم تجهيز 40 في المائة من المؤسسات التعليمية بالمنطقة خلال هذه السنة الجارية , أما الحراسة في الابتدائي فسيتم تغطية 30في المائة ,و الملاعب الرياضية سيتم تجهيز ملعب واحد ,والصباغة والصيانة في التعليم الثانوي التأهيلي ستغطى /1OO 100 نفس الأمر سينطبق على الداخليات سيتم تجهيزها 100 / 100. أما بخصوص تفعيل الأنشطة التربوية من طرف جمعيات المجتمع المدني فالباب مفتوح للجميع للعمل لصالح التلاميذ, أما مسألة الزمن المد رسي فستتم مراسلة الوزارة لمعالجة هذا المشكل , و تكوين لجنة أكاديمية لتعديل وتكييف المذكرة الوزارية حتى تتوافق مع خصوصية كل منطقة تعليمية ,كما سأعمل , يقول السيد مدير الأكاديمية , على مراسلة السادة المفتشين لحثهم على القيام بعملهم في التأطير والإشراف ,أما الدعم الاجتماعي للتلاميذ( ات ) المعوزين( ات ) فسيتواصل . كما دعا السيد مدير الأكاديمية المجتمع المدني إلى التعاون والتشارك لإيجاد الحلول الممكنة وإنجاح الدخول المدرسي المقبل. وفي رده ثمن السيد النائب الإقليمي المداخلات والاقتراحات التي تقدمت بها النخب المحلية مذكرا بضرورة احترام القوانين الوزارية المنظمة للعمل الإداري ومنها مسألة تأمين الزمن المدرسي مع احترام خصوصية كل مؤسسة , وواصفا المؤسسات التعليمية بأنها تعج بالأنشطة التربوية , كما أن تنسيق وتعاون المصالح النيابية مع الجمعيات المجتمع المدني فهو متواصل , كما أكد أن مشكلة الملاعب الرياضية في المدارس الابتدائية هي مشكلة بنيوية لأن المؤسسات بنيت بطريقة لاتسمح بممارسة التمارين الرياضية . كما تعهد السيد النائب بان هناك دروسا في الدعم والتقوية سيستفيد منها جميع التلاميذ( ات ) المتعثرين في دراستهم وسيتم الإعلان عن ذلك لاحقا . تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء التواصلي مع فعاليات المجتمع المدني بمنطقة سيدي يوسف بن علي , تميز بالشفافية والجرأة في طرح بعض القضايا التعليمية , وهو الأمر الذي ثمنه جميع من حضر هذا اللقاء المثمر. .