مع بداية الدخول المدرسي لهذا العام، تعرف بعض المدارس الإبتدائية بمدينة مراكش انتشار داء "القمل" بين التلاميذ، بسبب غياب شروط النظافة وانعدام التوعية الصحية حول طرق النظافة الشخصية، على الرغم من توفر منظفات الشعر والأدوية الكفيلة بالقضاء على هذا الداء. وتشكو العديد من الأمهات بالمدينة الحمراء من إصابة أبنائها بعدوى القمل من زملائهم في الدراسة، مرجعين السبب إلى الأطفال القادمين من الأحياء الهامشية والمنازل العشوائية التي تنعدم فيها شروط الحياة الكريمة، وتكثر الأوساخ والأوبئة وتنعدم قنوات الصرف الصحي وشبكة المياه الصالحة للشرب، ما يسمح بانتشار الأمراض بين الساكنة بسرعة، خصوصا لدى فئة الأطفال نظرا للعبهم خارج المنزل في ذلك الوسط الملوث. وأوضحت احدى المعلمات ل "كش24" أن الأطفال معرضون للإصابة بعدة أمراض داخل الوسط المدرسي، داعية هيئة التدريس إلى القيام بالكشف الطبي على التلاميذ بين الفينة والأخرى، إذا اكتشفت إصابة تلميذ بداء القمل تقوم باستدعاء ولي أمره وإخباره بمعالجة الطفل حيث تعطيه إجازة مرضية ولا يعود للدراسة إلا بعد تخلصه من الداء نهائيا، لتجنب حصول عدوى في كل القسم. وحسبما أفادت به إحدى الأمهات ل "كش24″، فإنها تفاجأت بإصابة ابنتها التي تدرس في الصف الثالث ابتدائي بالعدوى فتوجهت مباشرة إلى المعلمة وأخبرتها بالموضوع، لكنها تفاجأت أكثر لما أخبرتها المعلمة بأن ابنتها هي الأخرى أصيبت، وما في اليد حيلة إلا شراء الأدوية ومعالجة الطفلتين. و كشفت مصادر متطابقة عن وجود هذا الداء كذلك بين أطفال الروض بسبب الإختلاط بين الأطفال واستعمال المربية نفس الأدوات لكل الصغار ابتداء من المشط إلى المنشفة، ولا يتوقف الأمر عند ذلك ويتعداه حتى لملعقة واحدة لإطعام جميع الأطفال، ما يسمح بنقل الأمراض المعدية من طفل لآخر. ويرى مختصون في طب الأطفال أن إصابة الطفل بداء القمل سببه طفيلي ينتقل من طفل لآخر بسبب الإحتكاك، والإختلاط في الوسط المدرسي أوفي الروضة، أو حتى أثناء لعبهم ببعض اللعب الصوفية والوسائد التي يمكن أن تنتقل عبرها الحشرات من طفل لآخر. وفي هذا الإطار، يحث الأطباء الأمهات على تعليم أولادهم قواعد النظافة الشخصية منذ الصغر، وفي حال إصابة أي طفل عليها تخصيص أدوات الإستعمال الشخصي مثل المشط والمنشفة لتجنب انتقال العدوى لكل أفراد الأسرة، مع استشارة الطبيب لأخذ الأدوية والعلاج المناسب.