تمكنت عناصر الدرك الملكي حد السوالم، التابعة نفوذيا لدرك سرية برشيد، القيادة الجهوية سطات، من توقيف واعتقال أحد أكبر مروجي الرمال المشبوهة و المغشوشة، التي تهدد المباني بالإنهيار بجهة الدارالبيضاءسطات، وحجز شاحنة من الوزن الثقيل تبلغ حمولتها 30 طن تقريبا، والتي كانت محملة بالبضاعة المشكوك في سلامتها، مصادر كش 24 أفادت، أن عملية التوقيف و الحجز، تمت على مستوى دوار الكروشيين السوالم الطريفية، و بالضبط على مستوى الطريق الثانوية المسجلة تحت رقم 3603، الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 01 المعروفة بطريق الجديدة، و الطريق الجهوية الساحلية رقم 320، التحقيق التمهيدي كشف كذلك، أن سائق وصاحب الشاحنة موضوع الحجز، ينحذر من دوار القوة السوالم الطريفية إقليمبرشيد. في المقابل ووفق من صادفتهم الجريدة، تبقى هذه الرمال محط تساؤلات و متار شكوك، لدى العديد من المتتبعين للشأن المحلي و الوطني، كونها رمال من نوع خاص، تقلل من العمر الافتراضي للمنازل والمباني، وتكلف زبناءها أموالا كثيرة لإصلاح ما أفسده الرمل المغشوش، أو ما بات يعرف ب " تيري بيري " أو " الشينوية "، أو ما يصطلح عليه لدى أصحاب المستودعات السرية العشوائية، التي تمارس هذه الأنشطة بطرق ملتوية أو بدون سند قانوني، بمنطقة " حد السوالم ، السوالم الطريفية ، الساحل اولاد احريز ، سيدي رحال الشاطئ ، دار بوعزة ، أولاد عزوز البئر الجديد " و القائمة طويلة. هذا النوع من المستودعات ومحطات بيع مواد البناء، أغلبها يوزع عن قصد أو غير قصد، على الزبناء الراغبين في تشييد المباني، رمال مشبوهة و مغشوشة و غير سليمة مائة في المائة، مختلطة بنوع خاص من التربة المخلوطة بالرمال السليمة، لتعطي بتلك الخلطات السحرية، لون هذه الأخيرة نفسه، حيث تبقى بطبيعتها رمال مغشوشة ومشكوك فيها، أصحبت تروج أخيرا بالأسواق المحلية، وتنذر بكارثة حقيقية في مناطق و دواوير متوارية عن الأنظار، تشكل حزام الفقر والتهميش و البؤس، و الخطر المحدق و القادم والمحيط بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، رمز الحداثة و التطور التكنولوجي. وفي اتصال هاتفي أجرته الجريدة، مع أحد الفاعلين النقابيين المختصين في المجال، أكد بدوره أن هذه الظاهرة الغير المقبولة لا شكلا ولا مظمونا، ليست و ليدة اليوم أو الصدفة، تفشت بشكل مخيف بجهة الدارالبيضاءسطات في الآونة الأخيرة، وخصوصا في ظل غياب نصوص و قوانين ردعية، وأضاف المتحدث نفسه، أن هذه الممارسات تعثبر غشا وجشعا واتجار في مصير حياة البشر، من خلال توزيع وترويج رمال مغشوشة ومشبوهة، أضحت تهدد آلاف البنايات العشوائية بالانهيار، ومافيات جديدة تجني ملايين الدراهم كل يوم دون حسيب ولا رقيب، في ظل الغياب التام لأجهزة المراقبة وضبط المخالفين. وفي هذا الصدد كشف الفاعل النقابي نفسه لكش 24، عن مستودعات عشوائية سرية ومعامل الرمال المغشوشة، التي غالبا ما تستعمل لبناء تجزئات سكنية لإعادة إسكان دواوير الصفيح، بكل من سيدي رحال الشاطئ وحد السوالم و الخيايطة و دار بوعزة، و أولاد عزوز و البئر الجديد و الساحل اولاد احريز و غيرهم كثير، وأشار بأن ثمن حمولة شاحنة من الوزن الثقيل من رمال الصويرية الخاصة بالبناء، يصل إلى 9000 درهم، في حين يبلغ ثمن رمال القنيطرة 8000 درهم، أݣادير 7000 درهم، و أزمور تأتي في المرتبة الأخيرة ولا تتجاوز 5000 درهم للحمولة الواحدة، بينما تباع رمال من مناطق أخرى بأقل من 6000 درهم، ويعود هذا التباين في الأثمنة بالأساس إلى تفاوت الجودة والنقاء حسب معايير محددة علميا ومعروفة لدى المهنيين. وأورد مصدر مهتم بالمجال، و حسب المعلومات التي استقتها كش24، فإن الرمال المشبوهة والمشكوك في سلامتها، تديرها مافيات و عصابات ومنظمات لها باع طويل، من عالم المال و الأعمال و السياسة، بارعة في حبك الدسائس و زرع الألغام و المؤامرات، يقودها أباطرة فعليون محترفون بكل من مدينة الدارالبيضاء و الجديدة وحد السوالم و دار بوعزة وسيدي رحال الشاطئ، حيث تقوم هذه المافيات من أصحاب المستودعات السرية العشوائية، وآخرين لا يملكون إلا الشاحنات وروح المغامرة بسرقة الرمال الجيدة، من دار بوعزة وسيدي رحال الشاطئ والبئر الجديد، و الولجة تم سيدي بو النعيم والنواحي، بعد أن ضعفت المراقبة التي كانت قبل سنوات مشددة وخانقة، حيث كانت السلطات المختصة، من سلطة محلية و أعوانها عيون الداخلية التي لا تنام، و الدرك الملكي و القوات المساعدة و مصالح المياه و الغابات، يراقبون و يتتبعون و يتربصون، بكل ما أوتوا من قوة على حفظ الشريط الساحلي من التخريب و النهب، لكن و بعد ضعف المراقبة وضبط المخالفين أحيانا، وغظ الطرف أحيانا كثيرة، عادت حليمة إلى عادتها القديمة، ما فسح المجال لمافيا تهريب وسرقة الرمال إلى العودة بقوة، لممارسة نشاطها المحظور بشكل مهول وغير مسبوق، حيث صارت رمال شواطئ الشريط الساحلي، الرابط بين البيضاءوالجديدة، مرتعا خصبا لمافيات سرقة ونهب الرمال الذهبية الشاطئية، التي يتم دمجها على شكل خلطة سحرية لا يمكن التعرف عليها، تهدد المباني بالإنهيار في أية لحظة.