حتى عهد غير بعيد، عاش سكان منطقة اولاد احريز الغربية – ماقبل التقسيم الترابي الاخير- التي كانت تضم حينها جماعات الساحل اولاد احريز والسوالم الطريفية وجماعة الخيايطة، في أمن وسلام بعيدا عن كل أساليب التعصب او القبلية، على الرغم من شساعة المجال الترابي التابع حينها لعمالة اقليمسطات، حرص حكماء وعقلاء المنطقة على ربط جسور التآخي والتازر بين القبائل والدواوير ولم يكن يومها هاجس الأمن عن الارواح والممتلكات يأخذ حيزا من زمن ساكنة منطقة اولاد احريز الغربية ، وكان التفكير في تمتين علاقات التعارف من خلال إقامة الولائم والزرود عبر مناسبات أعدت لسباق الخيول الاصيلة ومواسم الفروسية (التبوريدة) كموسم سيدي محمد الخياطي بالخيايطة ومولاي التهامي بالسوالم الطريفية، وسيدي محمد بن احمد الجلولي (مول الضاية) بجماعة الساحل اولاد احريز، وسيدي رحال الشاطئ بذات الجماعة، قبل أن يستقر الرأي على إحياء مهرجان موحد اصبح يقام فوق تراب جماعة سيدي رحال الشاطئ بشراكة وتناوب في التسيير بين الشركاء في اجواء احتفالية آمنة جسدت قيم الترابط والتعايش بين القبائل، منتشين بما جاد به تراب الشاوية الساحلي من خيرات فلاحية سقوية وبورية وجودة ووفرة اللحوم الحمراء بالسوالم والنقطة الكيلوميترية 30. وظل الأمر كدلك الى حلول تقسيم 2009 الذي بموجبه تمت ترقية مركز السوالم الى جماعة حضرية تابعة حاليا لعمالة اقليمبرشيد بمجال ترابي اقتص جناحي الجماعات الأم، السوالم الطريفية والساحل اولاد احريز، وهنا بداية التحول، حيث عرفت الجماعة الحضرية احد السوالم المحدثة بعد التقسيم نموا ديموغرافيا سريعا ولافتا على مستوى البناء والتعمير، عبر انتشار التجزئات في كل اتجاه كحي الزهراء والوحدة والاتقان، الضخامة بأشطرها، الحي الصناعي، السوق القديم، حي المسيرة، حي المنزه، لحداية، بلوك البام، دوار العطار، رياض الساحل، العالية 1والعالية 2، اضافة الى الدواوير التابعة للجماعة الحضرية السوالم كدوار الجوالة وعين سيرني واولاد جامع…… دون نسيان مشروع العمران الضخم الممتد على مساحات شاسعة، كل هذا راجع لجغرافية موقع المدينة القريب من قطب الاقتصاد المالي «الدارالبيضاء»، مع توفر شبكة طرقية مهمة كالطريق الوطنية رقم 1 طنجة – الكويرة والطريق السيار (البيضاء- الجديدة) وشبكة السكة الحديدية محطة (لاكار لعسيلات). كما أصبحت تضم منطقة صناعية من كبريات المناطق الصناعية بالاقليم . عوامل شكلت قيمة مضافة لتنمية المنطقة في أفق تحقيق قفزة تنموية، لكن الانفجار الديموغرافي لم يواكبه دعم مجموعة مجالات دات أولوية كالأمن والتعليم والصحة … وبخصوص الأمن، والذي يشمل حماية الفرد في حياته وماله وشخصه وعرضه وممتلكاته وأهله، فقد أصبح توفيره مطلبا حيويا في مدينة احد السوالم، بعدما صارت الجريمة بتلاوينها مصدر قلق ساكنة السوالم، وتتوزع بين السرقة عبر اعتراض سبيل المارة وتهديدهم باستعمال السلاح الابيض مع تعنيفهم الى سرقة المنازل وسرقة السيارات والمواشي، والاتجار في الممنوعات على اختلاف درجات سمومها وخطورة تنظيم مروجيها، كما يستشف من واقعة اكتشاف حمولة المخدرات التي زاد وزنها عن خمسة أطنان في الاشهر القليلة الماضية، والتي كانت وجهتها العبور عبر البحر بدوار الزراولة جماعة الساحل اولاد احريز التابع اداريا لمركز الدرك الملكي السوالم، والتي تم تفكيكها من طرف الاجهزة الامنية والاستخباراتية للبيضاء، ليطرح السؤال العريض عن أحقية احد السوالم في إحداث مفوضية للأمن تتلاءم والتزايد الديموغرافي الذي تعيشه المنطقة ككل؟ سؤال تجدد طرحه تزامنا مع الحركة الانتقالية التي عرفها جهاز الدرك الملكي مؤخرا، وبموجبها انتقل رئيس المركزالقضائي لدرك السوالم، لفسح المجال أمام قائد جديد تنتظره تحديات جسام لاستتباب الأمن بالمنطقة، وذلك استحضارا للنقص المسجل في عدد عناصر الدرك المتواجدة بمجال جغراقي شاسع يعرف نموا ديموغرافيا سريعا تتولد عنه حاجيات وانتظارات متعددة الأوجه ؟ .