اجتمعت اليوم الثلاثاء، قيادتا حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة الشعبية في لقاء تواصلي وتشاوري بمبادرة من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، والأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر، وذلك بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بالرباط. وحسب بلاغ مشترك للحزبين، فإن هذا اللقاء التشاوري كان مناسبة للإشادة والتنويه بالمبادرة الملكية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله الذي أسس برؤيته الإستراتيجية المتبصرة لمرتكزات النموذج التنموي الجديد والذي تمت بلورته وفق مقاربة تشاركية شملت جميع مكونات المجتمع المغربي، مؤكدين انخراطهما الفعال لتنزيل أهداف وتوجهات هذا النموذج عبر سياسات عمومية متجددة تعزز المسار الديمقراطي والتنموي لبلادنا وتنهض أكثر بمغرب الكفاءات والإدماج والعدالة الاجتماعية والمجالية. وفي هذا السياق تم التداول والتشاور حول تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، وما تقتضيه من تعبئة وطنية جماعية لمجابهة كافة التحديات، خاصة في ظل التداعيات التي خلفتها الجائحة.كما تم التشاور حول السبل الكفيلة لكسب بلادنا لرهانات مختلف الاستحقاقات التي تستشرفها خلال المرحلة المقبلة. وكذا مواصلة الإصلاحات وتعزيز ثقة المواطنات والمواطنين في العمل السياسي من خلال مشاركتهم الواعية والفاعلة في التعبئة والتأطير بغية إنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وشكل هذا اللقاء أيضا فرصة لتجديد تأكيد الطرفين رفضهما للمواقف الاستفزازية والمسيئة الصادرة عن الحكومة الإسبانية ضد المملكة المغربية في خرق سافر لعلاقات الشراكة وحسن الجوار.كما عبرا عن انزعاجهما الشديد من تلكأ السلطات الإسبانية في المبادرة لمعالجة هذا الخطأ المتمثل في استقبال زعيم الانفصاليين بهوية مزورة والمتابع قضائيا في إسبانيا بجرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان،معبرين عن رفضهما الشديد تحوير جوهر المشكل القائم في العلاقات المغربية الإسبانية إلى أزمة هجرة. وفي هذا الإطار أكد الطرفان تجندهما الدائم والموصول وراء جلالة الملك محمد السادس حفظه الله لمجابهة كافة التحديات المرتبطة بملف وحدتنا الوطنية والترابية مثمنين كل المبادارات الدبلوماسية التي تتخذها بلادنا لإنهاء هذا النزاع المفتعل. وأكد الطرفان من جهة أخرى اعتزازهما بالحصيلة الحكومية المشرفة والتي تشهد عليها نسب الإنجاز المتقدمة لمختلف المشاريع والإجراءات المتضمنة في البرنامج الحكومي. كما أكدا عزمهما القوي على مواصلة إسهامهما إلى جانب كل القوى السياسية الوطنية والمدنية من أجل تكريس مسار الإصلاح ببلادنا، وتعزيز الاختيار الديمقراطي، وبناء دولة الحق والقانون والمؤسسات، وترصيد وتحصين المكتسبات الهامة التي راكمتها بلادنا في هذا المسار. كما أكد الحزبان إرادتهما الراسخة لمواصلة دعم الأوراش الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية الإصلاحية الكبرى ومن بينها الورش الكبير لتعميم الحماية الاجتماعية الذي باشرته الحكومة بتوجيه ومواكبة من جلالة الملك حفظه الله، ومايستلزمه ذلك من تعبئة وطنية وحوار موسع لمواصلة مسارات الإصلاح ببلادنا استجابة لانتظارات المواطنات والمواطنين وتطلعاتهم إلى مغرب يرسخ الحرية والعدالة والعيش الكريم. وفي الختام قرر الطرفان مواصلة لقاءاتهما التشاورية إسهاما في تحقيق التعبئة الوطنية المأمولة لمواجهة كافة التحديات وكسب كل الرهانات وإنجاح مختلف الاستحقاقات الوطنية التي تستشرفها بلادنا تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة حفظه الله.