انطلقت أمس الاثنين اعمال المنتدى الصيني الافريقي للاستثمار في مدينة مراكش المغربية، لتعزيز العلاقات بين القارة السمراء والصين التي تعد باستثمارات هائلة لتنمية دول لا تزال تعاني اقتصاداتها من التعثر. وقال وانغ يونغ نائب رئيس صندوق التنمية الصيني الافريقي لدى افتتاح المنتدى المقرر ان يستمر يومين بحضور اكثر من 400 رجل اعمال بينهم 150 صينيا، ان المنتدى سيركز اعماله على “تسريع التعاون في مجال الاستثمار”. واضاف ان المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني اصدر في تشرين الاول/اكتوبر الماضي “اشارات واضحة وقوية تؤكد ان الصين ستنفتح وستسرع برنامج طرق الحرير”. وقال وزير الصناعة المغربي مولاي حفيظ العلمي ان “الصينيين والافارقة يتقاسمون السعي نفسه للتنمية (…) ومبادرة طريق الحرير ستغير خريطة المبادلات الدولية”. وخلال اقل من عشرين عاما باتت الصين اول شريك اقتصادي مع افريقيا. ووصلت المبادلات التجارية بين الطرفين الى 190 مليار دولار عام 2016 وباتت اهم من المبادلات مع الهند وفرنسا والولايات المتحدة مجتمعة،حسب ارقام وزعت خلال اعمال المنتدى. وبعد كينيا واثيوبيا ومصر وجيبوتي انضم المغرب للتو الى مشروع “طرق الحرير الجديدة” الذي يتضمن بناء طرقات ومرافىء وسكك حديد ومجمعات صناعية في 65 بلدا بقيمة تتجاوز الف مليار دولار. ويطلق على المشروع في الصين اسم “الحزام والطريق” وهو يقضي ببناء حزام بري يربط الصين، ثاني قوة اقتصادية عالميا، باوروبا الغربية عبر آسيا الوسطى وروسيا، اضافة الى طريق بحرية للوصول الى افريقيا واوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي. وقال جان كلود برو وزير الصناعة في ساحل العاج ان هذه المبادرة “باتت تغطي شرق افريقيا ونأمل ان تتوسع هذه الظاهرة لتشمل دول غرب افريقيا”. -فرصة كبيرة- وقال السفير الصيني لدى المغرب لي لي ان “العالم يشهد اليوم تحولا عميقا ومعقدا يتمثل بمرحلة انتقال صناعية عالمي (…) ولدى افريقيا فائض من الموارد الطبيعية والبشرية”. واضاف وزير ساحل العاج قائلا ان هذا الانتقال الصناعي يمثل “فرصة كبيرة” لافريقيا. وبسبب ارتفاع كلفة اليد العاملة في الصين وحرص بكين على الحفاظ على قوتها في مجال المنافسة، باتت تركز على الدول التي لديها يد عاملة رخيصة، حسب ما اضاف الوزير، معتبرا ان “افريقيا تتفوق على غيرها من المناطق بالنسبة الى كلفة اليد العاملة في حال تم فتح مصانع صينية” في بلدانها. وكانت الصين عام 2016 المستثمر الاجنبي الاول في افريقيا ب36،1 مليار دولار. ومع انتهاء هذا العام تكون الشركات الصينية قد ساهمت في بناء نحو مئة مجمع صناعي، وبنت الاف خطوط سكك الحديد، والطرق السريعة والعديد من المطارات والمحطات الكهربائية، حسب معلومات وزعت خلال المنتدى. واضاف وزير الصناعة المغربي “لم نتصور يوما ان الصين التي كانت اخذت منا كل صناعاتنا النسيجية، ستستثمر اليوم في صناعة النسيج في المغرب”. واضاف “كل شيء تغير”، مشيرا الى سعي الصين لتكوين طبقة متوسطة “فأدى ارتفاع الاسعار الى تراجع القدرة التنافسية الصينية”. من جهته قال توني دونغ رئيس فدرالية المقاولين الصينيين الاوروبيين خلال مشاركته في منتدى مراكش ان “الصين بحاجة لافريقيا وافريقيا بحاجة الى الصين” مضيفا انه جاء الى المغرب “سعيا وراء فرص استثمار”.