أثار ترشيح حزب “العدالة والتنمية”، والذي يقود الحكومة المغربية، أحد أبرز وجوه تيار “السلفية المعتدلة” في المغرب، الشيخ حماد القباج، رئيساً لقائمة الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة، المقررة في 7 أكتوبر، في إحدى الدوائر الانتخابية في مدينة مراكش، جدلاً وسجالاً، خاصةً بين أبناء وأنصار التيار السلفي في البلاد. واعتبر الفريق الذي دافع عن ترشح هذا الشيخ السلفي بألوان حزب “العدالة والتنمية” أنّ “الهدف يتعلق بمزاحمة المفسدين في المدينة من خلال تقديم وجه مشهود له بالصلاح والورع، فضلاً عن قاعدة شعبية هائلة للقباج بين أبناء المدينة الحمراء، ما يرجح فوزه في الانتخابات المقبلة”. وقال الشيخ السلفي، عادل رفوش، في حق زميله، إن “مراكش مدينة العلماء والعقلاء، والمغرب ماضٍ في مسيرة الإصلاح والتنمية والارتقاء”، مضيفاً أنّ “ترشح القباج في الانتخابات باسم العدالة والتنمية دليل على أن المغرب يسير نحو الأحسن، والمدينة ستبقى شامخة بأبنائها الشرفاء”. ووصف رفوش القباج بأنّه “مناضل كبير في وطنيته الصادقة، ومراكشيته الأصيلة، وعقليته، وفكره، وقلمه، ومستواه الثقافي الراقي، وانخراطه المتفاني في كل محطات نهضة الوطن ومصلحة المواطنين”، داعياً إلى “دعم هذا المرشح ومن سماهم الشرفاء لخدمة هذا الوطن الآمن وترسيخ ثوابته”. ولفت متابعون إلى أنّ “ترشح هذا الشيخ السلفي باسم حزب العدالة والتنمية يضيق الخناق على خصوم الحزب في هذه المدينة الشاسعة، خاصة مرشحي حزب الأصالة والمعاصرة، الغريم للحزب الحاكم، والذي لا يخفي رفضه الخلط بين الدين والسياسة”. كما اعتبر سلفيون أنّ “اختيار الحزب، والذي يقوده رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لخوض غمار الانتخابات البرلمانية، للشيخ القباج هو اختيار صائب يراهن على الأصلح”، فيما قال آخرون إنّ “المرحلة الحالية تقتضي العمل بمبدأ أخف الضررين”. في المقابل، أعرب متابعون عن رفضهم ترشح هذا الداعية الإسلامي في الانتخابات البرلمانية، قائلين إنّ “دخول القباج في اللعبة السياسة قرار خاطئ في الوقت الراهن، لأن هذا المجال مليء بالمؤامرات والدسائس”، في الوقت الذي خاطب فيه آخرون القباج بأنّ “تسخير وقته للدعوة والتربية أنفع للشعب من دخوله للبرلمان”. وعزا رافضون لترشح القباج باسم “العدالة والتنمية” في قوائم الانتخابات التشريعية المقبلة رفضهم إلى “كون الحزب الحاكم يسعى من خلال هذا الشيخ السلفي إلى كسب العديد من الأصوات بحكم شعبيته الكبيرة في تلك الدائرة الانتخابية بمراكش، لكن الحزب سيجد نفسه مضيقاً عليه، ثم يجد القباج نفسه محاصراً من كل جانب”. والقباج من أشهر المناصرين لزعيم “السلفية التقليدية” بالبلاد، الشيخ عبد الرحمن المغراوي، قبل أن يبتعد عنه، ويختار طريقاً أخرى توجها بقراره قبول الترشح باسم الحزب الحاكم، بعدما كان يشدد على عدم جدوى الترشح في الانتخابات. هذا وضمّت قوائم حزب “العدالة والتنمية” ترشيح عدد من الوزراء في المدن التي سبق لهم أن حصلوا فيها على مقاعد نيابية في انتخابات سابقة، من قبيل عبد الإله بنكيران في دائرة سلا تابريكت، وعزيز رباح في دائرة القنيطرة، ونجيب بوليف في دائرة طنجة، ولحسن الداودي في دائرة بني ملال