كشفت السلطات الفرنسية عن حادث خطير كاد يؤدي في يونيو عام 2016 إلى تحطم طائرة مدنية من طراز "بوينغ-777" تابعة لشركة سعودية في أحد مطارات باريس. وأكد تقرير صدر عن مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي أن الطائرة التابعة لشركة "جت الشرق الأوسط"، والتي كان أشخاص سعوديون أثرياء ينتظرونها في العاصمة الفرنسية، كانت قاب قوسين من الكارثة أثناء هبوطها في مطار لوبورجيه، نتيجة لأخطاء طاقمها المؤلف من طيارين مخضرمين عملوا سابقا في الطيران المدني الأمريكي. واصطدمت الطائرة القادمة من جدة بالأرض أثناء هبوطها، وترك جناحها خطا بطول 28 مترا على الأرض، قبل أن تقلع من جديد وتهبط بسلامة في المحاولة الثانية. وأكد التقرير أن ثلاثة طيارين أمريكيين في الستينيات من عمرهم خالفوا المعايير الأساسية عند اقتراب الطائرة من المطار، وسط ظروف جوية سيئة. وخلص التقرير إلى أن الحادث الخطير جاء نتيجة فشل قبطان الطائرة البالغ من العمر 66 عاما في إعادة "بوينغ" إلى المسار الصحيح خلال هبوطها، مضيفا أن حالة من الفوضى عمت قمرة قيادة الطائرة بعد اصطدام جناحها بالأرض. وأشار التقرير إلى أن الاتصالات المتعددة التي تلقاها طاقم الطائرة من قاعدتها في جدة أثناء اقترابها من المطار أسفرت عن تشتت انتباه الطيارين، لافتا أيضا إلى أن قبطان "بوينغ" لم يهبط منذ فترة طويلة بطائرات من هذا الطراز. ولفت المحققون الفرنسيون في تقريرهم إلى أن طاقم الطائرة كان يفتقر إلى أي تسلسل هرمي، إذ أقر الطياران الثاني والثالث (69 و62 عاما) بأنهما كانا يتقاسمان مهام قيادة الطائرة مع قبطانها، دون أن يتولى أحد قيادة الآخرين. كما ألقى التقرير الفرنسي اللوم على الشركة السعودية في الحادث، مؤكدا غياب "ثقافة ملموسة لضمان السلامة" لديها. وقال الطياران الثاني والثالث للمحققين إن قبطان الطائرة لم يصغ إلى دعواتهما الامتناع عن الهبوط عندما اتضح أن الطائرة تتجه بمسار خاطئ. وأشارت صحيفة "تايمز" البريطانية إلى أن الطيارين الأمريكيين الثلاثة أقيلوا من الشركة السعودية بعد أيام من الحادث، فيما نصب مطار لوبورجيه بعده نظاما ضوئيا جديدا يساعد الطيارين أثناء الهبوط.