أكدت لجنة الطيران التابعة لرابطة الدول المستقلة، التي تحقق في حادثة تحطم طائرة الركاب من طراز “بوينغ 737-800” التي تعود لشركة “فلاي دبي” الإماراتية السبت 19 مارس من العام الجاري، أن الحادثة وقعت في ظروف جوية صعبة للغاية. وأعلن بيان للمحققين أن الطائرة تحطمت بعد تحليقها بطريقة غير ملائمة قبل دقائق من اصطدامها بالأرض ما يشير إلى أن خطأ من جانب الطيار، هو السبب وراء الحادث. لكن البيان لم يصل إلى حد توجيه اللوم "صراحة" للطيارين، مشيرا إلى أنهم يتمتعون بالخبرة اللازمة وحصلوا على التدريب الملائم. وأضاف أنه يجري تقييم الظروف في قمرة القيادة وتصرفات الطيارين. وأشار البيان إلى أن الطاقم قرر إلغاء الهبوط ومواصلة التحليق وحين بدأت الطائرة في الارتفاع توقفت أجهزة التحكم فجأة مما دفع بمقدمتها إلى الأسفل. وأضاف البيان أن هذا إلى جانب الزاوية التي كان عليها ذيل الطائرة أدى إلى انخفاضها بشدة بحيث لم يتمكن الطيارون من السيطرة عليها. وقبل ذلك كانت الأرصاد الجوية الروسية قد ربطت سبب التحطم بأسباب طبيعية نادرة يطلق عليها تقنيا إسم “التيار النفاث” سجلها المرصد في منطقة سقوط طائرة ” بوينغ 737-800″، في مطار مدينة روستوف الروسية المطلة على نهر الدون، حسب ما صرح بذلك في حديث لقناة LifeNews كبير المختصين في مركز الطقس والأحوال الجوية “فوبوس”، يفغيني تيشكوفتس. وكشفت صحيفة “كوميرسانت” بعد ذلك عن سبب آخر لتحطم طائرة “بوينغ” الإماراتية في روستوف على الدون الروسية، مرجعة ذلك إلى نشوب خلاف بين طياريها، إضافة إلى ارتكاب خطأ من قبل طاقمها. وأكدت الصحيفة نقلا عن مصدر مقرب من التحقيق، أن قائد الطائرة قرر الارتفاع بالطائرة بزاوية كبيرة للغاية وذلك بعد محاولتين فاشلتين للهبوط، ما أدى إلى انخفاض سرعتها وتهاويها، الأمر الذي خلق خلافا حادا بين الطيارين، حيث صرخ أحدهما في الثاني يقول: “إلى أين تطير؟ قف!”، إلا أن محاولات تغيير وضع المقود من قبل الطيار الثاني أدت إلى تفاقم المشكلة. ومن ضمن الأسباب أيضا بحسب الصحيفة، أن طاقم طائرة “فلاي دبي” أخفق مرتين في الهبوط بالطائرة باستخدام نظام التحكم الآلي بسبب شدة الريح، الأمر الذي اضطر الطاقم للهبوط بالطائرة بشكل يدوي. يضاف إلى ذلك، أن القبطان لم يأخذ في الحسبان خصائص انتقال “بوينغ” من مرحلة الهبوط إلى مرحلة الإقلاع، مما أدى إلى تحليق الطائرة بشكل حاد إلى الأعلى، ما تسبب في انخفاض سرعتها وأثار الخلاف بين الطيارين حول كيفية معالجة المشكلة، لتهوي الطائرة نحو الأرض بسرعة كبيرة وتتحطم. إلا أن اللجنة الدولية للطيران لم تعلق على ما تتداوله وسائل الإعلام حول المحادثات الأخيرة بين الطيارين، التي تشير إلى سماع “صراخ وحشي” في قمرة القيادة خلال الثواني ال6 الأخيرة قبل سقوط الطائرة، من خلال تسجيلات طائرة “فلاي دبي”. للتذكير فتحطم الطائرة البوينغ كان قد خلف مصرع كل من كان على متنها وعددهم 62 شخصا بمن فيهم الطاقم المؤلف من 7 أشخاص.