تستعد شركة الزا الاسبانية للنقل الحضري، لمغادرة مراكش بعد قرابة عقدين من تدبير قطاع النقل الحضري والشبه حضري بالمدينة الحمراء وضواحيها. وحسب المعطيات التي توصلت بها "كِش24" فإن الشركة الاسبانية تتجه نحو عدم تقديم اي طلب لنيل صفقة جديدة لتدبير القطاع بمراكش، بسبب دفتر التحملات الجديد الذي تكلفت شركة التنمية المحلية "سيتي بيس متجددة" بصياغته، في انتطار القرار الاخير للشركة بعد التطورات الاخيرة التي أملاها دخول وزارة الداخلية على الخط. ووفق مصادرنا فإن خالد سفير رئيس المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية لفت انتباه والي جهة مراكش كريم قسي لحلو، لمجموعة من النواقص والشوائب في ما يخص طلب العروض المرتقب، لتفويت القطاع الحساس، وضرورة الاخد بعين الاعتبار مجموعة من المعايير التي دفعت والي الجهة لمراسلة المجلس الجماعي للمدينة في 20 دجنبر الجاري. وبلغ والي الجهة في مراسلته رئيس المجلس الاداري لشركة التنمية المحلية، ان الاطلاع على تجارب مماثلة لما يتم الاعداد له بمدن اخرى، كشف ان طلبات العروض التي اعلن عنها من طرف شركة التنمية المحلية تم الطعن فيها وقضت المحكمة بإلغائها، داعيا الى اتخاذ الاجراءات القانونية والمسطرية اللازمة من أجل تأجيل موعد طلب العروض الى موعد لاحق، رحجت مصادرنا ان يكون بعد قرابة الشهر. ويتعلق الامر وفق المعطيات التي توصلت بها "كِش24" بملاحضات المصالح المركزية لوزارة الداخلية بشأن كناش تحملات طلب عروض تفويت قطاع النقل الحضري و الشبه حضري الذي اطلعت "كِش24" على نسخة منه، حيث استحضرت مراسلة لوالي الجهة، موجهة لرئيس المجلس الاداري لشركة التنمية المحلية، مجموعة من النقط المهمة، نظرا لاهمية القطاع وحيويته وارتباطه الوثيق بالمواطنين اجتماعيا واقتصاديا، ومدة تدبيره الذي تزيد عن 15 سنة، وذلك بغية اعتماد حكامة فعالة لتدبير المرفق العمومي. وشملت الملاحضات الموجهة في هذا الشأن، الاخد بعين الاعتبار، احترام مخرجات وتوصيات مخطط التنقلات الحضرية بمراكش، وخلق تكامل بين مختلف وسائل النقل الحالية والمستقبلية، وضرورة اعداد دراسة كاملة باعادة هيكلة شبكة النقل الحضري والشبه حضري، حسب حاجيات الساكنة والامتداد العمراني. كما يتعلق الامر بالاخد بعين الاعتبار نقل المحطة الطرقية لحي العزوزية، ومراعاة سريان اتفاقية النقل الشبه حضري الممتدة الى 2021، فضلا عن الاخد بعين الاعتبار الجماعات والاقاليم المجاورة لمراكش التي تعرف ديناميكية مستمرة على غرار تامنصورت والشويطر .. وحاجيات الساكنة للتنقل صوب مراكش، وامكانية خلق تنقلات جديدة لا سيما الصديقة للبيئة، وضرورة ادماج الحافلات الكهربائية التابعة لشركة التنمية المحلية. كما شملت التوصيات ضرورة الاخد بعين الاعتبار النقل السياحي، وتحصين كناش التحملات وكذا نظام الاستشارة بشروط ومعايير جد مدققة، كفيلة بضمان اختيار الشركة الانسب لتدبير القطاع، وضرورة الاستفادة من تجارب النقل بالمدن الاخرى، علما ان الشركة الوحيدة التي قدمت ملفها لحدود الساعة، مغربية وأثبتت فشلها في تدبير القطاع بكل من القنيطرة ومكناس ووجدة، واسطولها كان موضوع شكايات المواطنين بسبب جودته التي لاتقارن باسطول شركة ألزا . وخلصت مراسلة والي الجهة الى ضرورة فتح المجال لدراسة الموضوع بشمل عميق، مشيرا الى ان مصالح الولاية بتنسيق تام مع المصالح المركزية لوزارة الداخلية، مستعدة لخلق ومواكبة لجنة موسعة للتشاور، عبر عقد عدة لقاءات واجتماعات لتدارس الموضوع من جميع الجوانب بحضور مصالح الجماعة وشركة التنمية المحلية وجميع المتدخلين المعنيين بتدبير المرفق، لضمان رؤية شاملة ومستقبلية للقطاع وتفادي كل ما من شأنه أن يعرقل تدبيره مستقبلا. وحسب مصادر عليمة فإن المجلس الجماعي كان يتجه نحو تعبيد الطريق للشركة المغربية، من خلال كناش تحملات على المقاس من انجاز شركة التنمية المحلية، ووضع شروط تعجيزية تستهدف تحييد الشركة الاسبانية، وغيرها من المتنافسين المفترضين، علما ان شركتين إحداهما صينية والاخرى تركية تراجعتا عن تقديم ملفاتهما، وسط توقعات بان تلحق بهما شركة الزا الاسبانية التي غيرت مفهوم النقل الحضري بمراكش، فيما تواصلت معاناة ساكنة جل المدن المغربية مع القطاع. ومن المعلوم ان نجاح الشركة الاسبانية وجودة خدماتها وتجربتها الطويلة، أهلتها لنيل ثقة مجموعة من المجالس الجماعية بمختلف المدن المغربية، وآخرها العاصمة الرباط التي تستعد الشركة لتدبير خدمة الترام فيها ايضا، كما تستعد الشركة لخوض تجربة فريدة في العاصمة الاقتصادية بشراكة مع عملاق فرنسي، في الوقت الذي تستعد جماعة مراكش للتخلص من الشركة الناجحة بشكل مستغرب، قد يدفع المراكشيون ثمنه عما قريب، بعدما اعتادوا تميز مدينتهم بخدمات نقل محترمة مقارنة مع جل مدن المملكة. ومن المنتظر وفق مصادرنا ان يرد يونس بنسليمان رئيس مجلس ادارة شركة التنمية المحلية، على ملاحظات الوالي يومه الخميس، فيما يرتقب ان يشهد هذا الملف تطورات متسارعة خلال الايام القليلة المقبلة تواكبها "كِش24" بالتفاصيل.