شهدت مختلف ربوع المملكة خلال الأشهر الماضية تساقطات مطرية بكميات جد وفيرة تبشر بتحقيق موسم فلاحي جيد ومحصول وفير يعززان القيمة المضافة الفلاحية، كما عرفت عدة أقاليم تساقط كميات مهمة من الثلوج ستمكن من احتواء النقص في التساقطات المطرية. وحسب آخر المعطيات الصادرة عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فقد بلغ المعدل التراكمي للتساقطات المطرية على الصعيد الوطني 367,7 ملم إلى غاية 16 أبريل، بزيادة قدرها 16 في المائة مقارنة مع المعدل العادي (316,7 ملم). وقد أسهمت هذه التساقطات الهامة في تحسن حقينة السدود ذات الاستخدام الفلاحي بشكل ملحوظ مقارنة مع بداية الموسم، حيث بلغت 8,88 مليار متر مكعب، أي بمعدل ملء بلغ 67 في المائة مقابل 54 في المائة في نفس الفترة من الموسم الفلاحي السابق، وهو ما سينعكس إيجابا على القطاع الفلاحي من حيث إنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني على حد سواء. وبالنظر إلى المعطيات الخاصة بمقاييس الأمطار ووضعية الغطاء النباتي إلى غاية شهر مارس الماضي، توقع (بنك المغرب) أن يتجاوز إنتاج الحبوب 80 مليون قنطار برسم السنة الجارية وأن ترتفع القيمة المضافة الفلاحية بواقع 2.3 في المائة. وأكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن الظروف المناخية شهدت هذا الموسم تطورا إيجابيا، كما أن الزراعات الحالية واصلت نمو دورتها النباتية بشكل عادي، مع تسجيل حالة نباتية جيدة للزراعات عموما. فضلا عن ذلك، تتوقع الوزارة أن يكون للتساقطات المطرية أثر جد إيجابي على تطور الغطاء النباتي للمراعي الذي يوجد بدوره في مستوى جيد حاليا، وهو ما سينعكس إيجابيا على الموفورات العلفية للمواشي، موضحة أن الكتلة الحيوية النباتية تعرف تطورا واعدا سيمكن من إنتاج جيد للكلأ يلبي حاجيات القطيع الوطني وتثبيت أثمنة أعلاف الماشية في مستويات عادية. وأبرزت الوزارة أن الزراعات الخريفية عرفت هي الأخرى دينامية هامة عززتها التساقطات الأخيرة، حيث تقدر المساحات المزروعة ب4,68 مليون هكتار على مساحة 4,93 مليون هكتار من مساحة الأراضي المحروثة، منها 10 في المائة سقوية تغلب عليها زراعة الحبوب ب88 في المائة، متبوعة بالنباتات الكلئية ب8 في المائة والقطاني ب4 في المائة. وضمانا لإنجاح الموسم الفلاحي الحالي، أعلنت الوزارة لدى إعطاء انطلاقة الموسم عن جملة من التحفيزات والتدابير تشمل برمجة مساحة 594 ألف هكتار للري بالدوائر الكبرى، ستخصص 32 في المائة منها للحبوب، ومواصلة تنفيذ البرنامج الوطني للاقتصاد في ماء السقي عبر برمجة تجهيز الضيعات الفلاحية بنظام الري الموضعي على مساحة إضافية تقدر ب 50 ألف هكتار، لتبلغ 420 ألف هكتار، أي 76 في المائة من البرنامج الإجمالي، بالإضافة إلى إنهاء أشغال عصرنة شبكات الري من أجل التحويل الجماعي إلى الري الموضعي على مساحة 60 ألف هكتار. وتتضمن تلك التدابير أيضا برمجة وتتبع توزيع حصص المياه المخصصة للري (3,22 مليار متر مكعب) من أجل ضمان انطلاق عمليات زرع الحبوب والزراعات السكرية وتلبية حاجيات الأشجار المثمرة، وتدبير الخصاص في الماء بدوائر ملوية وتافيلالت وإيسن عبر تقنين الحصص المائية لإنقاذ الأشجار المثمرة والزراعات الدائمة. وفيما يخص البذور، كانت الوزارة قد أفادت بأن الموفورات تقدر ب 1,7 مليون قنطار من البذور المختارة، مع تزويد السوق بالأسمدة بما يفوق 500 ألف طن، على أن يتم إنهاء إعداد خرائط التربة المتعلقة بترشيد استعمال الأسمدة عبر تغطية 1,6 مليون هكتار المتبقية. وفي أحدث المعطيات الصادرة تباعا عن مختلف جهات المملكة حول آثار التساقطات المطرية الأخيرة، أكدت المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة أن التساقطات المطرية المهمة التي عمت تراب الجهة ساهمت في رفع معدل التساقطات المطرية إلى 433 ملم، مقابل 380 ملم المسجلة في السنة المنصرمة، وأن التوزيع الجيد في المكان والزمان للتساقطات منذ مستهل شهر دجنبر الماضي كان له أثر جد إيجابي على القطاع الفلاحي بالجهة التي ت عرف بطبيعتها الفلاحية. وأوضحت المديرية أن هذا الأثر تجلى بالخصوص في نمو الغطاء النباتي للزراعات الخريفية (الحبوب والقطاني والزراعات الكلئية)، وتسريع وتيرة الزراعات الربيعية (عباد الشمس والحمص والذرة)، وتحسين تنمية الأشجار المثمرة والغطاء النباتي للمراعي، كما ساهم في تحسين نسبة ملء السدود المخصصة للاستعمال الفلاحي وكذا على مستوى الفرشات المائية. وحسب المديرية، فإن تنمية الغطاء النباتي المخصص للحبوب الخريفية بلغ مستوى متقدما، كما أن زراعات القطاني بلغت مستوى التشعب، في حين بلغت الزراعات الكلئية مرحلة الحصاد. المصدر: وكالات