أعلنت الشركة المغربية للصلب والحديد "صوناسيد" انخفاض أرباحها الصافية نصف السنوية بنسبة 86.5 في المائة نتيجة لانخفاض الطلب على حديد البناء في السوق المغربية مع الهبوط الحاد لأسعار الصلب في السوق العالمية وانعكاسات ذلك على السوق المغربية. وبلغت الأرباح الصافية للشركة خلال النصف الأول من العام الحالي 115.2 مليون درهم (14.4 مليون دولار) مقابل 856.4 مليون درهم (107 ملايين دولار) خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وتراجع الهامش الصافي للشركة من 18.4 في المائة في منتصف سنة 2008 إلى 3.6 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي. وعزت الشركة هبوط نتائجها إلى تراجع مبيعاتها في السوق المغربية بنسبة 32 في المائة خلال هذه الفترة، إلى مستوى 3.1 مليار درهم (390 مليون دولار)، وذلك بسبب ركود الطلب على حديد البناء، من جهة، والهبوط القوي لأسعار الصلب خلال هذه الفترة. وأدى انخفاض أسعار الصلب إلى انخفاض قيمة مخزون الشركة، الشيء الذي أثر سلبيا على نتائجها التشغيلية التي هبطت بنسبة 90.3 في المائة خلال هذه الفترة، وبلغت 112.5 مليون دولار في نهاية يونيو الأخير. وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الصلب في السوق العالمية انخفضت بنسبة 63 في المائة ما بين منتصف سنة 2008 ومنتصف العام الحالي. وانخفضت أسعار الصلب بنسبة 25 في المائة خلال النصف الأول من العام الجاري. وتراجع الطلب العالمي على الصلب خلال الفترة نفسها بنسبة 21 في المائة. غير أن حماية السوق المغربية للحديد والصلب خفف من وقع انخفاض أسعار الصلب في السوق العالمية، وأدى إلى نوع من التدرج في انعكاس الأزمة العالمية على السوق المغربية للحديد والصلب، والذي تستحوذ فيه شركة "صوناسيد" على حصة 63 في المائة. ويرتقب أن يتم فتح السوق المغربية لتجارة الصلب والحديد في عام 2011، في سياق التزامات المغرب في إطار اتفاقيات التجارة الحرة، خاصة مع الاتحاد الأوروبي. وكانت شركة "صوناسيد" تحدثت عن مخطط استثماري للرفع من قدراتها الإنتاجية استعدادا لتحرير القطاع. وفي هذا السياق كانت الشركة قررت الاحتفاظ بنحو 400 مليون درهم (50 مليون دولار) من أرباح السنة الماضية لمواجهة متطلبات هذه الاستثمارات الجديدة. غير أن مجلس إدارة الشركة أعاد النظر في هذه الخطة وقرر أن يقترح على الجمعية العمومية المقبلة للشركة توزيع هذا المبلغ على المساهمين في شكل أرباح استثنائية بواقع 103 دراهم (12.5 دولار) للسهم، وهو الشيء الذي اعتبره المحللون إشارة إلى تعليق المشاريع التوسعية للشركة. ويعتبر احتواء الشركة لمديونيتها أبرز النقاط الإيجابية في بيانات المالية نصف السنوية، إذ أصبحت المديونية الصافية للشركة منعدمة في نهاية يونيو (حزيران) من السنة الحالية بعد أن كانت تبلغ 894 مليون درهم (112 مليون دولار) في الفترة نفسها من العام الماضي. وتملك الشركة مصنعين للصلب في المغرب، الأول في منطقة الناضور بشمال المغرب وتبلغ قدرته الإنتاجية 559 ألف طن من قضبان حديد البناء، أما الثاني فيقع في منطقة الجرف الأصفر الصناعية جنوبالدارالبيضاء وتبلغ طاقته الإنتاجية 356 ألف طن من قضبان حديد البناء و478 ألف طن من عروق الصلب. وتسيطر الشركة على 63 في المائة من سوق الحديد والصلب بالمغرب، وهي مدرجة في البورصة المغربية. وتعتبر "صوناسيد" فرعا مغربيا لمجموعة "أرسيلور ميتل" الأوروبية، التي عانت كثيرا جراء تداعيات الأزمة العالمية واضطرت إلى اتخاذ تدابير قاسية لتقليص حجم العمالة والإنتاج. وتراقب "أرسيلور ميتل" 50 في المائة من "الشركة الصناعية الجديدة للصلب" بالمغرب، وتملك هذه الأخيرة 64 في المائة من شركة "صوناسيد". وتعتبر الشركة الوطنية للاستثمار بالمغرب ثاني أكبر مساهم في رأسمال "الشركة الصناعية الجديدة للصلب" بحصة 25 في المائة. يشار إلى أن مسؤولي الشركة سيعقدون اليوم ندوة صحافية يتحدثون خلالها عن أسباب تراجع أرباحها وتعليق مشاريعها التوسعية.