لم تستطع الشركة الوطنية لصناعة الحديد والصلب «صوناسيد» مواكبة تطور السوق الوطني الخاص بقطاع الصلب، الذي عرف الاستهلاك به ارتفاعا بنسبة 12 في المائة السنة الماضية على غرار سوق الإسمنت، لحيوية قطاع البناء والأشغال العمومية. كما شهد سوق الحديد تحسنا في أدائه بفضل الظرفية الناجمة عن التطور في مشاريع البنيات التحتية ومشاريع الطرق السيارة والمشاريع السياحية والمناطق الحضرية الجديدة. وارتفع رقم معاملات «صوناسيد» ما بين سنتي 2006 و2007 بنسبة 12 في المائة، حيث انتقل من 5 ملايير و671 مليون درهم إلى 6 ملايير و327 مليون درهم، فيما تطورت نتيجة الاستغلال بنسبة 14 في المائة لتنتقل من 985 مليون درهم إلى مليار و118 مليون درهم، وشهد الربح الصافي تحسنا بنسبة 22 في المائة خلال السنة الماضية مقارنة بسنة 2006 بانتقاله من 712 مليون درهم إلى 872 مليون درهم. ورغم الأرقام التي حققتها الشركة، فإن مجموعة من المحللين الماليين يرون أن «صوناسيد» لم تتمكن من مواكبة تطور سوق الصلب والحديد وأن تطور رقم معاملاتها وربحها الصافي لم يعكس النمو المضطرد الذي يعيشه السوق المغربي في قطاع نشاطها. واستعرض مسؤولو «صوناسيد»، في ندوة صحفية عقدت بمقر بورصة الدارالبيضاء أول أمس الأربعاء، النتائج التي حققتها الشركة خلال السنة الماضية، حيث أجمعوا على أن السوق العالمي عرف ارتفاعا ملحوظا وبشكل خاص أثمان المواد الخام، وعزوا هذا النمو إلى ارتفاع الطلب في السوق الصينية خلال الثلاث سنوات الماضية، إذ ارتفع الإنتاج السنوي للصلب بنسبة 7.5 في المائة، هذا في الوقت الذي أكدوا فيه أن «صوناسيد» ركزت سنة 2007 على السوق المحلي الذي عرف ارتفاعا في مبيعاته بنسبة 4 في المائة. وكشف المسؤول المالي للشركة عن توزيع أرباح عادية تقدر ب279 درهما للسهم الواحد بعد قرار لمجلسها الإداري الذي انعقد في 17 مارس الماضي تحت رئاسة عبد الوهاب بن صاري، الرئيس المدير العام للشركة، والذي اقترح أيضا توزيع أرباح استثنائية بقيمة 155 درهما للسهم في إطار الودائع الموزعة. وفي سياق آخر، أكد مسؤولون بالشركة الوطنية لصناعة الحديد والصلب أن نمو قطاع البناء والأشغال العمومية يجب أن يرتكز عبر تعدد مشاريع الاستثمارات المرتبطة بالسكن الاجتماعي والبنيات التحتية والمرافق السياحية، وأضافوا أن «نمو هذا القطاع سيساهم إيجابيا في تطور نشاط «صوناسيد» مع المحافظة على توفر وجودة المنتوجات». وفي هذا السياق، كشفوا عن استثمار الشركة لغلاف مالي يناهز 20 مليون دولار بمدينة الناظور واستثمار آخر تقدر تكلفته الإجمالية ب38 مليون دولار بالجرف الأصفر خلال السنة الجارية، وذلك في إطار تطلعات الشركة إلى تقوية حضورها بالمغرب وتعزيز حصتها في السوق العالمية، خصوصا بعد أن رفعت شركة «أرسيلور» الأوربية حصتها في «صوناسيد» لتجعل منها قاعدة للتوسع في شمال إفريقيا والقارة عموما. وقدرت الصفقة قيمة الشركة المغربية بنحو 612 مليون دولار. وجدير بالذكر أن «صوناسيد» تسيطر على حصة مهمة من سوق الصلب في المغرب وتصل طاقتها الإنتاجية إلى أكثر من مليون طن سنويا. وتعتزم الشركة رفع إنتاجها بحوالي 650 ألف طن سنويا عبر استثمارها بالجرف الأصفر.