عقب الانخفاض الحاد في أسعار الحديد والصلب وخاصة خلال النصف الثاني من السنة الماضية، فضلت شركة «صوناسيد» تخفيض إنتاجها، ولكن بشكل تدريجي حيث تم تخفيض الشحنات الموجهة للسوق إلى 10 في المائة، الأمر الذي أرجعه المدير العام للشركة «بيرولد كوسطا» إلى «حماية المتعاملين مع «صوناسيد» حتى يتسنى لهم إفراغ مخزونهم» وهو «ما كان مفيدا للشركة التي لم تخفض أسعار منتجاتها عكس الأسواق العالمية التي انخفض فيها السعر إلى ثلاثة أضعاف سنة 2008، حيث فضلت الشركة تخفيض مبيعاتها بنسبة 30 في المائة في النصف الثاني على إغراق السوق المحلي لتنزل الأسعار إلى مستويات غير مقبولة» ومع ذلك، يضيف «كوسطا»، تحتفظ «صوناسيد» بحوالي 60 في المائة من حصة السوق المغربي مقابل 70 في المائة سنة 2007، حيث كان هذا الانخفاض في حصة السوق طوعيا تماما في نظر الإدارة العامة للشركة. وعزا «كوسطا» عدم خفض أسعار الحديد والصلب بالسوق المحلية، مقارنة بما سجل في السوق الدولية إلى أن «الطلب على هذه المواد لا يزال مرتفعا بالمغرب نتيجة نمو قطاع العقار والأشغال العمومية خلال السنين الأخيرة وكذلك خلال سنة 2008، عكس إسبانيا مثلا ، التي انخفض بها الطلب إلى أكثر من 50 في المائة السنة الماضية، كما أن صناعة الحديد والصلب بالمغرب عليها استرداد رأس المال والتوسع في الاستثمار أكثر». من ناحية النتائج السنوية، حققت الشركة الوطنية لصناعة الحديد والصلب «صوناسيد» ارتفاعا مهما في رقم المعاملات بحوالي 22.7 في المائة، وقال نصر الدين عزام المدير المالي للشركة، إنه رغم تراجع السوق العالمي للصلب في سنة 2008 بنسبة 1.2 في المائة مقارنة بسنة 2007، وبانخفاض جلي في النصف الثاني من السنة، فإنه على المستوى الوطني، تحسن استهلاك الصلب، بنسبة 8 في المائة للحديد والخرسانة و 1 في المائة للأسلاك الحديدية. وبالنسبة للآفاق المستقبلية، قال «كوسطا» إنه من المنتظر أن يستقر استهلاك حديد الخرسانة والأسلاك الحديدية بالمغرب في وتيرة نوعا ما أقل من تلك المسجلة خلال النصف الأول من السنة الماضية، مع تحسن ضئيل متوقع في النصف الثاني من هذه السنة المالية، مسجلا أن قرار المكتب الوطني للكهرباء الرفع من تسعيرة الكهرباء الخاصة بالشركات سيؤثر لا محالة على مداخيل الشركة خلال هذه السنة، وأوضح أن «صوناسيد» تفكر في إنشاء محطات للطاقة الهوائية حتى يتسنى لها توليد الطاقة اللازمة لصناعة منتوجات الشركة من الحديد والصلب .