تستمر الشركة الوطنية لصناعة الحديد والصلب «صوناصيد» في تحقيق نتائج جيدة هذه السنة رغم الأزمة العالمية، بل يمكن الحديث عن «معجزة مغربية» في إشارة إلى عدم تأثر المغرب بالأزمة فيما يخص قطاع الصلب والحديد، هذا ما أفاد به المدير العام للشركة «بيرولد كوسطا» خلال ندوة صحفية أقيمت أول أمس الأربعاء، مضيفا أن الشركة الأم «أرسيلور ميتال» التي تستحوذ على نسبة مهمة من رأسمال «صوناصيد» تعتبر أن فرعها بالمغرب هو الأكثر مردودية من بين جميع فروعها بالعالم، والذي صمد خلال هذه الفترة الحرجة جراء الأزمة العالمية . ولم يخف «كوسطا» أهم الإكراهات التي تواجهها الشركة بالمغرب، حيث أشار في هذا الصدد إلى وجود نقطتين اثنتين تؤرقان أنشطة الشركة، أولهما الاستهلاك الضخم للطاقة من طرف مصانع «صوناصيد» مقابل الأسعار المرتفعة لثمن الكيلواط بالمغرب وهو ما يكلف الشركة الشيء الكثير، بل أبدى «كوسطا» تخوفه من عدم قدرة المكتب الوطني للكهرباء على مسايرة طلب «صوناصيد» من الكهرباء، أما المشكل الثاني الذي تواجهه الشركة فيتجلى في ضعف قيمة المتلاشيات الحديدية التي يتم تجميعها بالمغرب، حيث اعتبر «كوسطا» بأنها متلاشيات منزلية خفيفة وبالتالي فجودتها رديئة، وهو ما يكلف الشركة استيراد هذه المتلاشيات من أوربا التي توجد بها متلاشيات «ثقيلة» مستخرجة من بقايا السيارات والعربات الثقيلة... وأوضح المدير العام أن الشركة قامت بعمليات تحديث ضخمة في المصانع التابعة لها منذ سنة 2002، تاريخ إقامة فرن قوس كهربائي وآلة صب مستمر في موقع الجرف الصفر، أي بعد أقل من ثلاث سنوات من انطلاق المشروع، واعتمدت «صوناصيد» في ذلك على تكنولوجيا متطورة بهدف زيادة الإنتاج، الذي يصل حاليا إلى 450 ألف طن سنويا ويعالج أكثر من 900 ألف طن من المتلاشيات الحديدية بقيمة استثمارية فاقت 660 مليون طن ، وكل ذلك من أجل تلبية الطلب المتزايد على منتجات الصلب في السوق المغربية خصوصا في السنين الأخيرة. وبالنسبة لاستراتيجية الشركة في مواجهة الأزمة العالمية، أشار «كوسطا» إلى أنه في أعقاب الانخفاض الحاد في أسعار الحديد والصلب، وخاصة خلال النصف الثاني من السنة الماضية، فضلت شركة «صوناصيد» تخفيض إنتاجها ولكن بشكل تدريجي، حيث تم تخفيض الكم الموجه للسوق إلى 10 في المائة، الأمر الذي أرجعه «بيرولد كوسطا» إلى «حماية المتعاملين مع «صوناصيد» حتى يتسنى لهم إفراغ مخزونهم»، وهو «ما كان مفيدا للشركة التي لم تخفض أسعار منتجاتها عكس الأسواق العالمية التي انخفض فيها السعر إلى 3 مرات سنة 2008، حيث فضلت الشركة تخفيض مبيعاتها بنسبة 30 في المائة في النصف الثاني على إغراق السوق المحلي لتنزل الأسعار إلى مستويات غير مقبولة» ومع ذلك، يضيف المدير العام، تحتفظ الشركة بحوالي 70 في المائة من حصة السوق المغربي. يشار إلى أن الشركة الوطنية لصناعة الحديد والصلب «صوناصيد» أنشئت سنة 1974 وأدرجت أسهمها ببورصة القيم بالدار البيضاء سنة 1996، ومن أجل تنمية الشركة أبرمت سنة 2006 اتفاقية شراكة بين «اس.ان.اي» و «أرسيلور ميتال» باعتبارهما الشريكين الرئيسيين، حيث اندمجا في شركة هولدينغ باسم «إن.إس.إي» والتي أصبحت تستحوذ حاليا على حوالي 65 في المائة من رأسمال الشركة، وتضم «صوناصيد» أكثر من 900 متعاون من مختلف مناطق المغرب.