هذا نداء إلى جميع الفضلاء والخيرين والعلماء والحركات الإسلامية و الأحزاب المحافظة والكفاءات الوطنية والزوايا والمؤسسات العلمية الشرعية… إن الأسرة المغربية قد ارتضت منذ دخول الإسلام لهذا البلد الآمن، أن تحكم بالراجح والمشهور وما جرى به العمل في المذهب المالكي في غالب فترات تاريخنا. ثم انتقلت في آخر مدونة إلى ارتضاء الحكم بالمذهب المالكي وكذا الاجتهاد الفقهي الذي يراعى فيه تحقيق قيم العدل والمساواة والمعاشرة بالمعروف. واليوم، ومن خلال المؤشرات الآتية: 1- توجه لجنة الإشراف على التعديل، فلا أحد منهم معدود في الفقهاء، ولا له خبرة ومعرفة بالفقه المقارن. ومنهم من ليس له ود واحترام للفقه والفقهاء والشريعة. 2- استبعاد العلماء من أن يكونوا ضمن لجنة الإشراف، لكونهم الأعلم بالمذهب المالكي وبالاجتهاد الفقهي الفسيح ظلاله. فضمانة المولءمة مع مقررات الفقه مغيبة في هذا الإشراف. 3- تصريحات التوجهات الحداثية سابقا واليوم. إن هذه المؤشرات وغيرها ظاهرة لذي عينين، وإننا إن لم نكن جادين مع القوم، فسنكون أمام تحول خطير في موضوع الأسرة، نتحمل فيه جميعا أمانة الأسرة المغربية. وواجب الوقت وفريضته المضيق زمنها، هو الاتحاد من أجل حصن المدونة وثغرها. وأن يكون هذا الواجب الذي نتشرف به، مثل الاجتماع المبارك على رفض مشروع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، وإسقاطها بمسيرة مليونية تقدمها العلماء وجميع الفضلاء من جميع التوجهات والاختيارات. واليوم مرة أخرى، فإن دَيْن الدفاع عن المدونة بأن تكون التعديلات التي يحتاج إليها المغاربة قد طوق أعناقنا جميعا والتف عليها. وبه لا نقبل الخروج عن مرجعية المغاربة ودستورهم. كما لا تعنينا أي تعديلات إن هي صادمت الشريعة الغراء، وقرروا تجاوز هويتنا النصوص عليها في عمق التاريخ والدستور المغربي الجامع. ونؤكد أن الفقه الإسلامي قادر باجتهادات أهله على الوفاء بجميع الأجوبة عن كل النوازل التي تعرض للمسلمين، ولسنا بحاجة إلى المتحف من مرجعيات لا تربطنا بها صلة. ومن خلال صلتي بالمدونة والأحوال قريبا من العقدين تدريسها وتأليفا واقتراحات… فإنني على يقين بقدرة فقهنا العظيم على أداء واجبه، مع فقهاء متمكنين متمرسين. إن تشكيل جبهة من الفضلاء لمواجهة الطوفان القادم وإيقافه والتقليل من سيئاته فريضة شرعية هذه الأيام، وكما قال حجة الإسلام عند حديثه عن تهافت أهل الضلال: "ولا أنتهض ذابًا عن مذهب مخصوص، بل أجعل جميع الفرق إلبًا واحدًا عليهم، فإن سائر الفرق ربما خالفونا في التفصيل، وهؤلاء يتعرضون لأصول الدين، فلنتظاهر عليهم، فعند الشدائد تذهب الأحقاد". اللهم هذا البلاغ وأداء واجب البيان ومنك يا رب نستمد العون والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.