المشاهدات: 1٬563 هوية بريس – إبراهيم بيدون الخميس 26 دجنبر 2013م من مدينة سلا صبيحة يوم السبت الماضي 21 دجنبر 2013م، انطلقت قافلة شباب مؤسسة عطاء الخيرية متجهة نحو أقصى منطقة في سلسلة جبال الأطلس المتوسط؛ شباب اجتهدوا طيلة أسابيع في جمع المساعدات من ملابس ومؤونة وأغطية؛ آخذين على أنفسهم العهد حتى يوصلوها إلى من يستحقها من أبناء الوطن، الذين ناءت بهم الديار، وهمشتهم سياسة تقسيم المغرب إلى نافع وغير نافع. شاحنة من الحجم الكبير، وسيارتان كذلك من الحجم الكبير، نقلوا أكثر من 20 طنا من المساعدات استفادت منها أكثر من 500 أسرة؛ ومئات الأطفال استفادوا مما أهدي لهم من حلويات ولعب وأنشطة ترفيهية وتعليمية.. مرّ يوم السبت كاملا في الطريق، وفي عملية تفريغ المساعدات وتهيئتها، بعد أن غسلت أمطار الخير سياراتنا وبللت تربة الأرض التي اشتاقت إلى الماء اشتياقنا إلى مقابلة الوجوه الكريمة التي ننتظر وفودها علينا قبل أن تكون هي التي تنتظر قدومنا. لم تنته عملية التفريغ والتهيئة إلا وقد اختفت أشعة الشمس ورفع نداء التكبير والتهليل (آذان المغرب) في عنان السماء بين جبال كأنها أسوار أحاطت وحصنت المكان الذي حططنا به رحالنا.. قمم كسيت ببياض الغيوم التي أرسلت لنا ضبابا سيطر على المكان منذرا بليلة باردة ستستنزف حرارة أبداننا مع مرور ذلك الليل؛ ليل عشناه في رحاب المذاكرة والمسامرة والتنشيط مع قلوب دافئة من أهل تلك الديار، لم تؤثر فيها قساوة المناخ وجموده. صلينا فجر يوم الأحد على غير العادة.. إذ الجو شديد البرودة.. ومكان الوضوء لا يتسع لكل المشاركين، ما يلزم منه الدور.. الذي يزداد صعوبة مع القر الشديد.. وهنا كانت وقفة كبيرة مع النفس لمن تدبر.. كيف يستيقظ هؤلاء الناس في هذا الوقت الشديد البرودة كل يوم ليقفوا بين يدي مولاهم مكبرين مهللين راكعين ساجدين؟! مقابل تفريط المستدفئين في الصلاة مع جماعة المؤمنين؟! مباشرة بعد الصلاة، أفطرنا ثم توجه الجميع إلى حيث وضعنا المساعدات لتكملة تهيئتها؛ وحينها بدأت وفود المستفيدين تصل إلى مقر الجمعية المستضيفة على الدواب أو في سيارة النقل المزدوج ومنهم من يصطحب أولاده الصغار، ليتجمهر في المكان جمع غفير بالمئات رجالا ونساء. هنا بدأت رحلة التوزيع بالاعتماد على بطاقة الاستفادة التي كانت الجمعية المستضيفة قد قدمتها للأسر والعوائل المحتاجة.. وبيسر ولين ودقة تنظيم.. بدأت عملية توزيع المساعدات.. من خلال تقديم كيس لكل أسرة مليء بالملابس حسب عدد أفرادها وجنسهم وأعمارهم.. وكيس يحتوي على المواد الغذائية الأساسية (يزن قرابة 20 كيلو)، بالإضافة إلى أغطية تقيهم برد الشتاء.. حيث استمر التوزيع على أزيد من 500 أسرة إلى حوالي الثالثة زوالا.. وبعدها تفرقت تلك الجموع التي جعلت المكان أثناء القدوم والتوزيع كأنه موسم احتفالي بامتياز.. عمت فيه البسمة على الشفاه والفرح والسرور على محيا المستفيدين، فما أسعد الكرماء بعطاياهم التي تدفئ القلوب قبل الأبدان.. كما كانت هناك أنشطة موازية للأطفال تلقوا خلالها توجيهات مهمة بخصوص سلامة الأسنان والحفاظ عليها، والطريقة السليمة لاستخدام الفرشاة والمعجون، من طرف الطبيب سليمان، الذي أهدى كل واحد منهم فرشاة ومعجونا وكأسا.. وفي إطار تنشيط الأطفال عمل مجموعة من المشاركين بقيادة أحد البهلوانيين على لبس ألبسة البهلوانيين، وأمتعوا الصغار بحركاتهم وأناشيدهم وألاعيبهم، لدرجة أنهم رافقوهم وقتا طويلا.. وهنا حق للمتجول ببصره في وجوه هؤلاء الصغار أن يرى البسمة والضحكة المفعمتين بالسرور والحبور خصوصا وأنهم توصلوا قبل بدء الأنشطة بأكياس مليئة باللعب والحلوى.. وفي الختام تمنى المستفيدون أن تعاود المؤسسة زيارتهم، وهي الفكرة التي تم الترحيب بها، خصوصا وأن الساكنة هناك في أمس الحاجة لقافلة طبية.. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.