قال جلال اعويطا، المشرف العام على "مؤسسة عطاء الخيرية"، إن أعضاء المؤسسة ذهبوا في زيارة أولية للمنطقة التي تضررت من الفيضان، ووقفوا على ما آل إليه الوضع هناك، وكيف تشردت أسر وفقدت كل شيء، ناهيك عن القنطرة التي أتلفت بعدما جرفها الفيضان. وخلال الزيارة الثانية، التي كانوا فيها محملين بالمواد الغذائية والأغطية والهدايا، التي استفادت منها 500 أسرة، حاولوا أن يقدموا الدعم النفسي والمادي لكل الأسر التي تضررت من الفيضان، وفقدت كل شيء. وحرصت مؤسسة عطاء الخيرية على تقديم مؤونة لكل أسرة تكفيها لمدة 3 أشهر أو أكثر، تتضمن مواد غذائية أساسية وكل ما قد تحتاجه الأسر. وبخصوص المرحلة الثانية، ذكر اعويطا أن المؤسسة تعتزم بلوغ متضرري الجنوب، بالأخص بمنطقة فم زكيد، التي تعيش هي الأخرى ظروفا معيشية صعبة، بسبب البرد وقلة الإمكانيات، حسب ما استقته المؤسسة في إحصاءات سابقة. وتكونت المساعدات لكل أسرة من كيس مملوء بالمواد الغذائية يزن قرابة 50 كيلوغرام، وغطاءين (المجموع 1000 غطاء)، مع مئات اللعب وأكياس الحلوى على أطفالهم، أي قرابة 30 طنا من المساعدات، إذ تكون كيس المواد الغذائية من دقيق، وقطاني، وشاي وسكر وزيت، وحليب مجفف، ومصبرات، ومسحوق الغسيل، وصابون. وتسعى "عطاء" إلى تنظيم المرحلة الثانية في الأيام القليلة المقبلة، من أجل استهداف الطبقات المعوزة، التي تعاني الهشاشة والبرد وقلة ذات اليد، من أجل إدخال الفرحة إلى قلوبهم، وإرجاع البسمة إلى شفاههم بهذه المبادرة. وليست هذه المبادرة الأولى للجمعية، إذ سبق أن قامت بتنظيم حملات "لننعم بالدفء جميعا"، التي استهدفت المناطق النائية، كما نظمت عمليات تضامنية من قبيل "أضحية عطاء"، و"فطوري"، و"قفة عطاء الرمضانية"، و"حملات تنظيف"، و"إسعاد"، التي استهدفت الأطفال المصابين بالسرطان، و"لتطيب الأعياد" التي تقدم إعانات خاصة بالأعياد الدينية. زوووم منهن من جرف الفيضان كل محاصيلها الفلاحية التي تقتات منها، ومنهن من هدم بيتها وأصبحت عرضة للتشرد وتسكن مع أخريات لم تتضرر بيوتهن، ومنهن من لا تملك لا زوجا ولا معيلا ولا ولدا يساعدها في ترويض قساوة الحياة... قطعن 20 كيلومترا بين المسالك الوعرة لتصل إلى مكان توزيع هذه المساعدات.