هوية بريس – عبد الله المصمودي في خرجة جديدة للدكتور محمد الفايد لا تقل جرأة على كثير من سابقاتها، زعم المتخصص في الأكل والشرب في مباشر جديد بثه رفقة شخص آخر، أن "قيم المهدي المنجرة تفوق بكثير قيم الصحابة"!! ففي حديث عن الراحل، عالم المستقبليات الدكتور المهدي المنجرة رحمه الله، لم يكتف الفايد بذكر قيمة الرجل وما قدم خدمة لوطنه وللعالم من نصائح وتوجيهات ودراسات، وتسليط الضوء على إهماله رسميا وعدم الاستفادة منه، بل استغل أيضا ذكره لينتقص من سادة الأمة وأخيارها، الذين اختارهم الله عز وجل لصحبه نبيه صلى الله عليه وسلم، والذين لم يحملوا إلا قيم الإسلام والقيم التي علمهم ورباهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولنا أن نتساءل عن أي قيم يتحدث الفايد؟ أو أية قيم يقصد؟ هل يقصد القيم الأخلاقية الدينية المتصفة بالربانية لأن مصدرها هو الوحي ففيها خلاص البشرية روحيا وماديا؟ أم يقصد القيم التي تسمى "كونية" والتي مرجعها نظريات فلسفية وتجارب بشرية؟ أم يقصد القيم التي تخدم استقلالية الشعوب وتوظيفها لقيم هويتها واعتزازها بأصالتها لتحقيق نهضة علمية واقتصادية؟ فإن كانت الأخيرة فهي قرينة الأولى، والصحابة رضوان الله عليهم الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي المنزل عليه، هم من نشروا أجمل القيم وأزكاها وأفضلها، روحيا وماديا، ولنستحضر هنا قول البطل المسلم ربعي بن عامر: "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام". وهؤلاء هم من خرج منهم من حقق نهضة الأمة الإسلامية دينيا ودنيويا، فساد المسلمون الذين تمسكوا بقيم الصحابة الدنيا شرقا وغربا. وفَضْل الصحابة معلوم بنص القرآن والسنة، والإساءة إليهم وعدم إنزالهم بالمقام اللائق بهم ليس مجرد جريرة، بل شيء أكبر من ذلك بكثير. ولطالما ذكر علماء الشريعة في هذا المقام بقول الله تعالى "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر:10). يبدو أن اندفاع الفايد قد طال كل المجالات وشمل جل الرموز، وحيث أنه تجرأ أن يقول عن آية (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) "بلها واشرب ميتها"، فيظهر أن الباحث في التغذية إما أنه غيّر مرجعيته تماما، أو أنه يعاني من أزمة حادة أثرت على قدراته العقلية. نسأل الله لنا وله الشفاء والهداية والرشاد..