هوية بريس – متابعات كانوا من بين المهاجرين السريين الذين حاولوا اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليمالناظور. أربعة شباب غادروا بلدانهم مدفوعين بحلم العبور إلى أوروبا، لكنهم سقطوا في الفخاخ التي تنصبها مافيات تهجير البشر للآلاف من أمثالهم. يحكى سامي و موسى وعبد الله ومحمد، في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية " إيفي"، عن رحلتهم من بلدانهم. حيث عانوا كثيرا قبل أن يصلوا إلى الجزائر التي سهلت مافيات الهجرة فيها عبورهم إلى المغرب. تروي الوكالة الإسبانية قصة سامي، البالغ من العمر 16 عاما. آثار حروق بادية على بطنه جراء التعذيب الذي يقول إنه تعرض له بليبيا، وجرح في ساقه ناتج عن محاولة عبور السياج إلى سبتةالمحتلة. لقد غادر السودان هربا من الموت، الذي كاد أن يلاقيه عند محاولة العبور إلى مليلية. وصل سامي من السودان إلى المغرب في 2020، حيث عبر إليه من ليبيا وتونس والجزائر. قضى أربعة أشهر في السجن بليبيا. في 2021، حاول اقتحام سياج سبتةالمحتلة. تحكي الوكالة عن موسى البالغ من العمر 15 عاما. أنه غادر الخرطوم في سنة ال13، عبر التشاد و ليبيا وتونس والجزائر قبل أن يصل إلى المغرب في نونبر من العام الماضي. أمضى ستة أشهر في سجن أبوسالم بطرابلس. بعد مغادرة السجن، أدى 200 يورو بالجزائر من أجل العبور إلى المغرب. كان بالرباط عندما اتصل به شخص كي يخبره بمخطط العبور إلى مليلية، حل بالناظور و قطع 80 كيلومترا مشيا قبل الوصول إلى منطقة حيث كان يختبئ مهاجرون سريون آخرون، تحركوا ليلا كي يصلوا إلى السياج يوم الجمعة الثالث والعشرين من يونيو. غادرعبد الله إريتريا في 2014 هربا من الخدمة العسكرية. كانت أقسى اللحظات تلك التي عاشها عند العبور على متن شاحنة أقلته من السودان إلى ليبيا رفقة أربعين مهاجرا سريا. يروي كيف كان الوسطاء في العبور يقوموا بقتل كل من كانوا يتكلمون كثيرا. يتذكر صبيا مصريا، أطلق عليه سائق الشاحنة النار وأرداه قتيلا. في ليبيا حاول عدة مرات الهجرة سرا. وفي كل محاولة كان يسجن. ويؤكد أنه أدى 50 يورو من أجل العبور إلى الجزائر، قبل أن يبذل 200 يورو لقاء العبور من الجزائر إلى المغرب. لاتختلف حكاية محمد إسماعيل عبد الله الذي قدم إلى المغرب من السودان عبر التشاد والنيجر والجزائر عن الآخرين. يقول إنه سمع في الجزائر عن " الباطرون". ثم يضيف " عندما ندخل إلى الجزائر نسمع إسمه" . سلمه 200 يورو مقابل العبور إلي المغرب. وفي الاطارنفسه، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في حديثه أمس الأربعاء لبرنامج "هوي بور هوي" على إذاعة "كادينا سير"، أن "المسؤول الرئيسي عما حدث في الناظور هم مافيات الاتجار بالبشر التي نفذت هجوما عنيفا، كما توضح الصور المنتشرة على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي". وعبر رئيس الحكومة الإسبانية عن أسفه بخصوص الخسائر في الأرواح وعن تضامنه مع أسر الضحايا. وأشار سانشيز إلى أنه خلال ال 12 شهرا الماضية، "دبرت عصابات المافيا ما لا يقل عن ثماني هجمات عنيفة على مستوى السياج الحديدي في الناظور، بواسطة أشخاص مسلحين استخدموا أدوات حديدية من عصي وسكاكين وفؤوس". وشدد على أنه "يتعين أن نضع أنفسنا مكان قوات الأمن الإسبانية (…) والقوات العمومية المغربية"، التي تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة هذا الهجوم العنيف. وكانت مجموعة من المهاجرين السريين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، أقدمت صباح الجمعة، على محاولة اقتحام السياج الحديدي على مستوى إقليمالناظور، تم خلالها استعمال أساليب جد عنيفة، مما أسفر عن حالات وفاة جراء تدافعهم وسقوط بعضهم من أعلى السياج. وأشارت آخر حصيلة، عممتها السلطات المحلية السبت، إلى تسجيل 23 حالة وفاة في صفوف المهاجرين غير القانونيين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، فيما يوجد تحت المراقبة الطبية حاليا عنصر واحد من أفراد القوات العمومية و18 من المقتحمين. وشهدت محاولة الاقتحام العنيف، تسجيل إصابة 140 من أفراد هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، حيث استعال المرشحون للهجرة السرية أساليب جد عنيفة في مواجهة أفراد القوات العمومية الذين تعاملوا بكل مهنية وفي احترام للقوانين.