أكبر دعاية تستند إليها الدعاية الصهيونية هي قوتها الهائلة التي لا تحدها حدود وأيديها الطويلة التي لا تطالها قيود! وهي دعاوى فارغة لا دليل عليها! إنما هي عادة اليهود في تلبيس الحقائق بالأباطيل فتنطلي على جهلة الناس ومن لم يمتحن الأخبار بنيران التحقيق والتدقيق. والحق أن هاته الدعاية إنما رسخها إعلامنا الذي لا يفوت فرصة لينفخ قوتها بطرق مباشرة وغير مباشرة، كما أنها أيضا تستند إلى أولئك الذين علقوا عليها كل ظواهر الكون!! فلو وقع انفجار في الشمس لقالوا إن للصهيونية في ذلك يد! ولو قامت القيامة لحاولوا أن يتلمسوا أيدي الصهيونية في الأمر! وهم إنما يفعلون ذلك تحذيرا من العدو وخوفا من سطوته ولكنهم يقعون في شباك الدعاية الصهيونية التي ظنوا أنهم يفرون منها!! فبينما يريدون الإصلاح إذ بهم يقدمون خدمات جليلة لعش الشر ذاك! وتقف استخبارات الصهيونية مبتسمة وهي تتفرج على آلاف الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعية وهي لا تكل ولا تمل من إلصاق كافة الظواهر والوقائع بالصهيونية العالمية؛ ونتيجة لذلك تخف روح المقاومة لدى الشعوب بل قد تقتل، ويحلو التطبيع وتهب نسائمه السامة فتقع الأمم في براثنه!! والذي يدركه المتأمل ببساطة أن الصهيونية هي لوبيات سياسية واقتصادية اتحدت مصالحها مع الوحش الرأسمالي ومع الصليبية المتسترة خلف التبشير الكنائسي وخلف تيارات اليمين المتطرف، ولكل من هؤلاء مصالحه وأهدافه الخاصة ولكن اتحدت بعض أهدافهم فحسبناهم جميعا وقلوبهم شتى!! ولذلك فمن أبجديات الحرب على هؤلاء الاستفراد بالصهيونية وتقزيمها وتحقيرها بكل الوسائل المستطاعة! وهاته حرب نفسية مضادة للدعاية الصهيونية، وكلما تخلصنا من قيودها الوهمية تقوت شوكة المقاومة في فلسطين وبانت حقيقة الدولة على حقيقتها من الضعف مما يضعضع تلك اللحمة الاستراتيجية وتبدأ الموازين الحساسة للسياسات بالانقلاب، وبهذا تظهر تصدعات كثيرة تؤثر على البنيان الصهيوصليبي ويستفيد منه المسلمون أبعد استفادة.