هل السياسة علم وفن تذخر بالقيم والسلوك السوي ومكارم الأخلاق واحترام المواثيق والعهود؟أم هي أحاجي و طلاسم وشعوذة يلزم لتفسيرها دجالين ومشعوذين و بصارات وقارئات فناجين؟ سؤال الإجابة عليه باتت أحجية بعد أن غدت سياسات وتصرفات بعض الأنظمة والإدارة الأمريكية فرضيات ليس لها من إثبات,ومعادلات مستحيلة الحل, وتصورات عصية على الفهم أو الاستيعاب مهما أسهب العقل في استخدام أسس وقواعد التفكير,ومهما تبحر في النظريات العلمية, وأستنجد بعلم المنطق بشقيه الصوري والرياضي وبكل قواعده من استقراء واستنتاج واستدلال. لما تحفل به من تناقض, وتخبط.فلا الحكم والفيصل فيها المصلحة العامة,ولا التطور والتنمية,ولا غايتها سمو القيم السامية أو الأخلاق, ولا حتى الحفاظ على استقلالية القرار. ولاهي عادت تحترم الشرعية الدولية,والقوانين الدولية ,والدساتير الناظمة للجهود والتحركات السياسية والدبلوماسية في كل مجال. ولاهي فن الممكن , أو جهود دبلوماسية تجنب الشعوب الكثير من المصائب والويلات. ولا هي المعبر عما يجول في خواطر الشعوب, وليس هدفها تعزيز اللحمة الوطنية بوأد أي خلاف. ولا غايتها ترك المواطن حرا يمارس حقوقه وواجباته بحرية تحت سقف قانون خالي من النكد والمنغصاتوالغصات.ولا حتى تحقيق ترسيخ المعاني الإنسانية للمواطن كإنسان يحيا حياته الحالية أو المستقبلية بأمان واستقرار وراحة جسمية ونفسية وروح معنوية عالية تجعله قادرا على الاطمئنان للحاضر والمستقبل له ولأسرته وبنيه, يكون فيها قادرا على مجابهة الكثير من الآفات والصعوبات وظواهر الفساد. ودوما تبدوا بعضا من هذه السياسات ومعها التصرفات والتصريحات لمسئوليها أشبه بأغاني وموشحات يشدون بها بكلمات وضعتها الصهيونية وبعض المنظمات الصهيونية كمنظمة إيباك, بألحان وضعتها إسرائيل, أو الشركات الاحتكارية من نفط وسلاح.و يسوقونها وكأنها فيديو كليبات. وتصويرها يستلزم وجود الكلاب معهم في المكاتب والبيوت وعلى متن الطائرات.وكل واحد منهم يدعي انه مهووس بترانيم الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان. وباتت معظم المشاهد قميئة و مقرفة وصلت مرحلة الغثيان.بحيث بتنا نعيش صرعات ومهازل لم تخطر على البال. ومنها على سبيل المثال: •فمهزلة ما يسمى بصرعة الانتخابات والتي ترى أن الانتخابات مهما كانت نزيهة وشفافة في كل مجرياتها ومستندة إلى مشاركة جماهيرية واسعة وبحضور شهود ومراقبين محايدين فأنها تبقى منقوصة وغير معترف بها وبمجرياتها ما لم تحصل على شهادة حسن سلوك من إسرائيل أو الإدارة الأمريكية. وشهادة السلوك هذه لا يمكن الحصول عليها إلا بإقرار كل المطالب الأمريكية والصهيونية والإسرائيلية. وأن الانتخابات المعترف بها هي على شاكلة الانتخابات العراقية واللبنانية. والتي لو طبقت في بريطانيا وفرنسا وأستراليا والولاياتالمتحدةالأمريكية لكانوا من اوهن اوهن دول الموز.•ومهزلة نشر الحرية والديمقراطية بالمليشيات والمرتزقة والخونة والعملاء واللصوص وتجار المخدرات والمال والسلاح, وصرعة احتلال الأوطان بذريعة محاربة الإرهاب.•ومهزلة إقامة النظم الديمقراطية باتت تعني تدمير النسيج الاجتماعي للمجتمع, وهدر استقلال الوطن وأمنه. وزهق ملايين الأرواح من أبنائه في عمليات إجرامية. وتدمير بناه الفوقية والتحتية. وتشريد الملايين من شعبه داخل وخارج حدود بلاده.•ومهزلة ما يسمى بصرعة حقوق الإنسان باتت تقريرا سنويا يصدر عن وزارة الخارجية الأمريكية رغم أن الإدارات الأمريكية هي العدو اللدود للإنسان وحقوقه , وهي آخر من يحق لها الكلام بهذا المجال. بعد أن افتضح شذوذها في السجون وفي كل مكان.•وصرعة العداء لبعض الدول والأنظمة ولسوريا وقيادتها وللمقاومة الوطنية من عراقية وفلسطينية ولبنانية من قبل بعض الأنظمة والرؤساء لا يستند إلى أية أسس موضوعية. وإنما منطلقه الوحيد إرضاء الصهيونيةوالاصطفاف مع إسرائيل على قدم وساق.•ومهزلة دعم حكومات فاقدة للشرعية. والإصرار على بقائهم وهم مغتصبون للسلطة بدون وجه حق, والذي هو مخالفة لأبسط مقومات الحرية وقواعد الديمقراطية. فمرده إلى الإصرار على تحقيق الأمن لإسرائيل وتحقيق مصالح قوى الاستعمار والاستغلال.•وصرعة المحاكم الدولية بات الهدف منها محاكمة كل من يعرض أمن العصابات الصهيونية و عصابات الإرهاب والجريمة والسطو المسلح وعصابات الاستعمار والاستيطان والغزو والاحتلال والعدوان والفساد واللصوص لأي خطر. فهذه العصابات هي من باتت تعتبر وجودها شرعي, بينما وجود الأحرار والشرفاء والوطنيين منتهى الخطر. ولذلك فالمحاكم والقضاة والمحققين والمحامون طالما هم من هذه العصابات فهم القدوة والمثل.أما إذا كانوا غير ذلك فسيحاربون ولا يجدون من يتعاون معهم ليدوروا في حلقة مفرغة. وكذلك والشهود المعترف بهم هم شهود الزور وعديمي الضمير والشرف والوجدان. أما ما عداهم فشهاداتهم غير معترف بها ومشكوك في أمرها.والمتهم والبريء ليس هم من يتقرر على ضوء التحقيقات والتحريات وسير المحاكمات. وإنما هي من تقرره إسرائيل والإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة الفاسدة والمتواطئة أو العميلة.وقرارات ا لمحاكم وقرارات الاتهام من قبل النيابات لا علاقة لرؤساء المحاكم ورؤساء النيابة وباقي القضاة بها. وإنما تسلم إليهم مطبوعة من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل وأجهزتهما المخابراتية. وعلى هؤلاء التقييد بها حرفيا وحتى إن وجد بها كذب وتلفيق وأخطاء دستورية وقانونية ولغوية. ومن يدري فلعل القاضي رءوف رشيد فر بجلده طالبا اللجؤ السياسي في بريطانيا بعد ما ضحك عليه وسيصفونه لا محال.•ومهزلة المبادرات والمشاريع لحل قضايا الصراعات الدولية, وبعض القضايا الشائكة والعالقة, وقضية الصراع العربي الصهيوني. يجب أن تعدل وتعدل وتعدل مرات ومرات لتلاؤم مطالب إسرائيل والامبريالية العالمية والاستعمار.•ومهزلة تودد بعض المسئولين للمنظمات الصهيونية ووقوفهم خاشعين في مؤتمرات إيباك تثير القرف. وخاصة حين وقف ديك تشيني ممثلا لشخصه ورئيسه في محرابها وهو يستجديهم العون والدعم والمدد بذل. ويوضح لهم أن ما فعلته وتفعله إدارته من نحر للعراق, وتضحية بجنود شعبها, ومعاداة إدارته لسوريا وقيادتها, إنما سببه الحقيقي تحقيق مصالح إسرائيل وأمنها, وأن كل همه وهم رئيسه هو إرضاء الصهيونية وضمان مصالح إسرائيل على أي حساب آخر بما فيه مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية.•ومهزلة تودد بعض الأنظمة وبعض الساسة لإسرائيل والإدارة الأمريكية من خلال صرعة الشحن الطائفي والمذهبي , وإشعال الحروب الطائفية خدمة لأعداء العروبة والإسلام. وكل ظنهم أنهم بفعلتهم سيبيضون صفحتهم السوداء ويخدعون الجماهير ويطمسون الحقائق عن مشاركتهم في احتلال العراق والعدوان فلسطين و لبنان.•وأخيرا وليس آخرا مهزلة المجرم سمير جعجع قاتل الرئيس كرامي ووالد سليمان فرنجية وغيرهم من الشخصيات اللبنانية , والملطخة يداه بدماء عشرات الألوف من اللبنانيين والفلسطينيين وهو ينصب من نفسه مدافعا عن لبنان وعن العرب والإسلام و عن الحرية ومطالبا بجلاء الحقيقة في مقتل الرئيس رفيق الحريري. نقول للشعب الأمريكي إن سياسة إدارة الرئيس جورج بوش ومحافظيه وصقوره ما هي إلا باختصار سوى تأجير بلادهم لكل من هب ودب لتحقيق مصالحهم الرعناء على حساب مصالحكم الوطنية, واستعداء الشعوب عليكم , والعداء لكل من يحبكم ولكل وطني وشريف. لأنهم على ما يبدوا لا يجيدون التعامل سوى مع الخونة والعملاء واللصوص والمجرمين والقتلة والإرهابيين والمرتزقة. ومن يطول به العمر ليعيش بعض أشهر رجب فسيرى من نتائج سياسة بوش العجب. العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم