بلغني اليوم خبر وفاة صاحب أكبر موسوعة علمية مغربية، شيخنا العلامة الجهور بالحق، الملازم للسنة، الشريف الجليل محمد بن الحسن الفزازي، الإدريسي الحسني، الذي وافته منيته بالمستشفى العسكري بمدينة مكناس اليوم، رحمه الله تعالى، وقد ناهز المائة أو فاتها… العلامة الفزازي ينحدر من أسرة شريفة تدريسية، من قبيلة مرنيسة، بمنطقة جبالة بين فاس وتاونات، نشأ بمدينة فاس، والتحق بجامع القرويين الأعظم، ملأه الله بذكره، فأخذ عن كبار علماء القرويين؛ كالشيخ الحافظ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، والعلامة محمد الفاطمي بن أحمد الكتاني، والعلامة محمد الزيتوني، والعلامة محمد بن عبد الرحمن العراقي، وكذا عن غيرهم كالعلامة تقي الدين الهلالي، وفي الحجاز عن العالمين السهيرين عبد العزيز بن عبد الله ابن باز؛ مفتي المملكة العربيةالسعودية، ومحمد بن صالح العثيمين؛ كبير فقهاء نجد، وغيرهم، رحمهم الله تعالى… كان نشيطا أولا في جيش تحرير المغرب، وقاتل الفرنسيين مدة، ونال رتبة لواء حينها، وبعد الاستقلال اشتغل بالتدريس والدعوة إلى الله تعالى في مدينة فاس وغيرها، وأخذت عليه أجيال، وألف مؤلفات، من بينها موسوعته التي نافت على أربعة وستين مجلدا كبيرا، تضمنت التفسير والفقه بجميع ابوابه، والسلوك والحديث والأصول، وغير ذلك، سماها: "فقه العبادات والمعاملات، والآداب الربانية، من القرآن والسنة، وأقوال الصحابة والتابعين والأئمة".. أوقفني عليها عنده، وقد أوقفها في آخر حياته على المجلس العلمي بمدينة طنجة، كما صورها عن طريق المسح الضوئي وقد تيسرت لي نسخة منها بحمد الله تعالى… يروي شيخنا رحمه الله تعالى، عن أعلام من آخرهم شيخنا العلامة البحاثة محمد بن الأمين بوخبزة العمراني، الإدريسي الحسني رحمه الله تعالى… حضرت بعض مجالسه قديما، وزرته في منزله غيرما مرة، واستجزته فأجازني، وأسمعني الحديث المسلسل بالأولية، وغير ذلك… وهو والد الداعية الشهير الأستاذ محمد الفزازي بارك الله فيه، فتعازي لسائر أبنائه وأحفاده، وطلبته، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وتجاوز عنه، وأسكنه فسيح جناته، ويسر الله من يتكفل بنشر موسوعته العلمية الكبيرة، إنا لله وإنا إليه راجعون…